<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

خبير أمني إسرائيلي لن يكون هدوء طالما المفهوم العسكري هو السائد في إسرائيل

مشاركة التدوينة :

المؤرخ والخبير في الأمن القومي، البروفيسور تشيلو روزنبرغ، كتب مقالًا في صحيفة "معاريف" يقول فيه: قبل نحو أسبوع فقط، كانت إسرائيل في حالة جنون أمني في الجنوب؛ مئات الصواريخ، مئات آلاف الأسرى في أيدي حماس والجهاد الإسلامي. العبارة الممجوجة التي تقول بأن إسرائيل تردّ النار وتضرب أهدافًا في غزة، تبنتها الحكومة مرة أخرى، وهذه أقوال فارغة من المضمون؛ فقد تركت الحكومة الجنوب لمصيره أمام رحمة حماس والجهاد.
الحكومة الإسرائيلية ليس لديها استراتيجية بنيوية، وهي ترتجل، وهذه الارتجالات مصيبة، الحكومة عالقة في مفهوم قومي - ديني، وغير قادرة على أن ترى الواقع كما هو. معقولٌ الافتراض بأن الحكومة القادمة ستكون أسوأ منها.
إن من يُوهم نفسه بوجود حل عسكري فقط لغزة، فهو لا يعرف عمّا يتحدث! يمكن احتلال كل غزة، وماذا بعد؟ هل ستحكم إسرائيل مليونيْ نسمة؟ غزة هي لبنان الثاني، ولن يكون هدوء طالما في إسرائيل المفهوم العسكري هو السائد. حقيقة هي أنه بواسطة السلاح الأكثر بدائية (البالونات الطائرة الحارقة) ينجح الفلسطينيون في تجنين كل الدولة، الاحتكاك اليومي معهم سيؤدي إلى ضحايا كثر دون تحقيق أيّ هدف إيجابي.
ينبغي للمرء أن يقرأ ما قاله اللواء احتياط غادي شماني في الماضي: قرار الكنيست الضم بالتشريع سيفسر في المنطقة وفي الساحة الدولية كقرار قومي لهجر استراتيجية المفاوضات، لتثبيت الحقائق بشكل أحادي الجانب وطرق الباب على الانفصال المستقبلي عن الفلسطينيين. هذه الرسالة ستشطب ما تبقى من مبرر فلسطيني داخلي لمواصلة التعاون الأمني، وستخلق فراغًا أمنيًا تملؤه محافل عنيفة بأعمال "الجريمة والإرهاب". لن يكون مفر من السيطرة المتجددة للجيش الإسرائيلي على المنطقة كلها، بملايين سكانها الفلسطينيين؛ وهكذا نكون نحن مسؤولون عن انهيار السلطة الفلسطينية.
وإذا كان همنا في انهيار السلطة الفلسطينية، فينبغي التشديد على حقيقتيْن أساسيتين: نتنياهو ورفاقه يتخذون سياسة "فرق تسد" بين غزة والسلطة الفلسطينية، سياسة من شأنها أن تؤدي لانهيار السلطة، نتنياهو يفهم جيدًا ما هو المعنى، ولكن سياسته لا تتغير. مقابل ذلك، فإن غزة هي نوع من ورقة المساومة بالنسبة لحكومة إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية، الحكومة التالية ستكون أكثر تشددًا بكثير إذا أخذنا بالحسبان حقيقة أن أحزاب اليمين الهاذي تتحدث على رؤوس الأشهاد عن ضم الضفة وغزة أيضًا. ولما كان نتنياهو سيقيم الحكومة التالية كحكومة حصانة ضد تقديمه إلى المحاكمة، فإن احتمال ضم كل المناطق عالٍ جدًا.
وعليه، فإن الحل المعقول للغاية الذي ينبغي التطلع إليه (كما ورد في مخطط العمل السياسي - الأمني الذي وضعه مركز دراسات الأمن القومي) فهو "تحسين وضع إسرائيل الاستراتيجي ومنع التدهور في المنزلق نحو واقع الدولة الواحدة"، وقد كتب في المخطط ان "البديل الأكثر استقرارًا، الذي سيسمح لإسرائيل بأن تتصدى لتحديات المستقبل بالشكل الأفضل، وتحافظ فيه على طابعها ومصالحها الأساسية والأمنية، هو ذاك الذي يدفع إلى الأمام بالانفصال السياسي والإقليمي عن الفلسطينيين نحو واقع دولتيْن لشعبيْن".
هذا ليس الحل المثالي، ولكنه الأكثر واقعية. صحيحٌ أن إسرائيل تركت قطاع غزة بدعم من نتنياهو، ولكن غزة توجد تحت سيطرة إسرائيلية وثيقة جدًا، وطالما لم يتغير الوضع، فإنه سيسوء. حكومة إسرائيل القادمة - كما أسلفنا - ستقرب إسرائيل إلى شفا الهاوية.
أطلس للدراسات
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :