أكد المدير العام
للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنه وصف العملية التي حصلت خلال الايام الماضية بالمعقدة
لأن جبهة النصرة كانت تصر في كل مرة تحصل فيها على اي طلب او تحقق اي شرط كانت تصر
على ان ترفع سقف مطالبها، مشيرا الى انه بالاساس وضع قواعد للتفاوض اولها واقدسها انه
ممنوع المس بالسيادة اللبنانية، وكان هذا الشرط من قبلنا هو الذي ربما اخر العملية
لان كل مطالب وشروط النصرة كان فيها مس للسيادة.
وكشف اللواء ابراهيم
في حديث لـ"فرانس 24" ان النازحين خرجوا باتجاه ادلب وابو مالك التلي احد
هؤلاء الخارجين، وهو خرج عند الساعة الثالثة عصرا بتوقيت بيروت واستقل الباص الى ادلب
.
وقال اللواء ابراهيم:
" نحن كلبنانيين ما يعنينا هو اننا انجزنا الشق المطلوب منا، بمعنى ان كل ما يجرب
على السيادة اللبنانية هو امر متابع منا حتى اسرى حزب الله الثلاثة الذين اسروا مؤخرا
كان هناك اهتمام من قبلنا ومن قبل الدولة اللبنانية باستعادتهم كونهم لبنانيين. ومن
اللحظة التي ستصل فيها الباصات الى الحدود السورية يصبح لهذا الامر منحى اخر، بمعنى
ان هناك خمسة اسرى على الاراضي السورية، وترتيب اخر في سوريا لاطلاق سراحهم وهذا جزء
من الاتفاق".
واضاف: "انا
لا استطيع ان اضمن ان لبنان اصبح بمأمن من الهجمات الإرهابية نتيجة لهذه المعركة. وفي
لبنان منسوب امني مرتفع قبل العملية وسيرتفع بعد العملية، لكن هناك مخاطر محدقة بلبنان،
واستطيع ان اقول لك حضرتك تقييم في فرنسا وليس هناك من قواعد عسكرية للنصرة او داعش
في فرنسا، ونرى من حين إلى آخر عمليات ارهابية تجري هناك، وهذا الموضوع ليس له علاقة
بالقواعد العسكرية، وهو موضوع امني بحت. انما بفضل سهر الاجهزة الامنية اللبنانية وعلى
راسها الجيش اللبناني نستطيع القول ان الامن في لبنان هو اقرب من سيكون الى الكمال"
.
وردا على
سؤال حول ماذا كانت معركة تحرير جرود راس بعلبك والقاع باتت قريبة، قال اللواء ابراهيم:
"قرار وتوقيت المعركة بيد الجيش اللبناني، والجيش هو الذي يحدد تاريخ وتوقيت العملية،
وكان واضحا في خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمناسة عيد الجيش ان قواتنا المسلحة
متأهبة لاستعادة ما بقي من ارض محتلة ومغتصبة على الحدود السورية، وهذا قرار واضح اعلنه
فخامة الرئيس بكل وضوح بمناسبة عيد الجيش. والجيش جاهز انما التوقيت يبقى يخضع لاعتبارات
عملانية لدى هذه القيادة" .
وعن موضوع المعركة
مع داعش شدد اللواء ابراهيم على انه يستطيع القول اننا لم نكن نرغب في ان تجري معركة
في الواحد والعشرين من تموز، وارسلت رسائل كثيرة لجبهة النصرة نطلب منها الخروج من
لبنان سلميا بدون استخدام العنف، والجبهة اصرت واعتبرت ان هناك من يهول عليها، وثبت
فعليا ان لا تهويل، وعندما وجدت نفسها في زاوية معينة ارسلت تطلب التفاوض. وتمنى ان
لا ينسحب هذا الامر على داعش وان تتعلم داعش مما جرى مع النصرة، وان تسعى للتفاوض حقنا
لدماء اللبنانيين وغير اللبنانيين. اما اذا فرضت المعركة علينا، فنحن على استعداد تام
لها .
وفيما خص ملف العسكريين
المخطوفين لدى داعش قال ابراهيم: "بالحقيقة هناك وسطاء ونحن كمسؤولين عن احد الاجهزة
الامنية وكمفاوضين اذا صح التعبير، نحتفظ باوراق عديدة نستخدمها عند الحاجة. وهناك
وسطاء متسعدون للتوسط مع داعش انما ليس بموضوع العسكريين. وموضوع العسكريين المختطفيين
كما قلت نعتبره امانة، ونتمنى ان ترد الامانة الى اصحابها والشعب اللبناني والكيان
اللبناني، وليس اهلهم فقط، ونحن نعتبر ان الجيش اللبناني وكل فرد من افراد الشعب هو
اهل لهؤلاء العسكريين، وسترد الامانة الى اصحابها باي صورة من الصور وهذا الملف سينتهي".
واضاف: "اعتقد
ان ما حصل هو نصر ان كان على المستوى العسكري، التفاوض او السياسة، وبالنهاية هي استكمال
للحرب، وما قمنا به استكمال للمعركة، ونحن نعتبر ان لبنان انتصر في النهاية ولبنان
حقق هذا الانجاز وتحرير الارض لا يخضع لفلسفة. فتحرير ارض هو تحرير ارض يستفيد منه
جميع الشعب اللبناني وليس القابعين في تلك القرية التي اسمها عرسال، ولبنان انتصر بكله،
والمزايدات السياسية من طبيعة العمل في لبنان لكن في النهاية نحن نعتبر كدولة اننا
حققنا انتصار في هذا المضمار".
ورأى ابراهيم ان
كل ما ينعكس امنا واستقرار على لبنان هو موضوع قابل للبحث، ونحن لدينا الكثير من العلاقات
داخل المخيمات الفلسطينية وداخل المجتمع الفلسطيني، ونجير كل هذه العلاقات لمصلحة الامن
والاستقرار في لبنان وفي داخل المخيمات، مبديا اعتقاده ان القوى الفلسطينية الاساسية
على استعداد وهي على استعداد دائم كما اوثبتت التجربة ان تنسق وتتعاون معنا في هذا
المضمار لانها في النهاية مستفيدة من الامن الذي سينعكس ايجابا على المخيمات كما على
جوار المخيمات.
عن ملف النزوح السوري
قال ابراهيم: "هذا الموضوع هو موضوع خلاف سياسي في لبنان، وانا سبق وقلت عبر وسائل
اعلام انني على استعداد لتنفيذ اي مهمة اكلف بها من قبل السلطة السياسية. وموضوع النازحين
هو تهديد استراتيجي للبنان كما ذكرتم، لكنه غير عصي على الحل، فهناك حلول كثيرة عنوانها
العودة الطوعية لهؤلاء النازحين كما يحصل في هذه اللحظات في عرسال. وكل العائدين نتيجة
عملية الواحد والعشرين من تموز يعودون طوعيا باستثناء ابو مالك التلي ومجموعته".
وبما خص التنسيق
مع الجانب السوري راى اللواء ابراهيم ان التنسيق مع الجانب السوري على المستوى الامني
بالنسبة لنا هو مستمر، ولم ينقطع يوما قبل الازمة السورية واثناء الازمة وبعدها، وهذا
الموضوع يعود بالفائدة على لبنان وعلى وامن واستقرار لبنان. ونحن لدينا مساحة جغرافيه
وحدود واسعة مع سوريا ومن يفطن اقل مبادىء الامن يعرف ان الجغرافيا والتاريخ ايضا يفرضان
هذا النوع من العلاقات والتنسيق الامني. وابدى اعتقاده ان هناك دول كثيرة من العالم
ليس لها علاقات مع سوريا الديبلوماسية ولا غيرها، ورغم ذلك لها علاقات امنية مع سوريا
لانها تعي ان هذا الامر ينعكس استقرار على امن شعوبها، ونحن كأمنيين هذه اولى مهامنا
ان نحافظ على الامن والاستقرار في بلادنا. اما حول المستوى السياسي فالامر عائد للسياسين.
وانا ليكن معلوما لا انسق مع الجانب السوري امنيا من دون موافقة السلطة السياسية. ولبس
هناك في لبنان من يعمل على هواه نحن دولة فيها مؤسسات تخضع للسلطة السياسية والسلطة
السياسية على علم بكل خطوة اقوم بها.
وردا على سؤال حول
تبادل المعلومات مع الاجهزة الغربية وتحديدا الفرنسية خصوصا ان هنا موقوف اوقفة فرع
المعلومات مرتبط بتنظيم داعش وهو جد خطير تتواصلون مع الاجهزة الامنية الفرنسية بهذا
الخصوص، رد اللواء ابراهيم: "بالطبع فرنسا دولة صديقة واكثر من صديقة، والعلاقات
مع الأجهزة الامنية الفرنسية هي اكثر من ممتازة. ولي شخصيا لقاءات دورية مع رؤساء هذه
الاجهزة في فرنسا وفي اوروبا والعالم عامة، ونحن ننسق مع الاجهزة الامنية الفرنسية
لما فيه مصلحة واستقرار فرنسا. وما يجري الان في دول العالم نتيجة للازمة السورية يفرض
علينا التنسيق بهذا الملف. نحن نخوض حربا ضد الارهاب لبنان في الخطوط الامامية لهذه
الحرب وكل ما نطلبه من اصدقاءنا في العالم وعلى راسهم فرنسا ان نعزز هذا التنسيق، لان
هذا الامر ينعكس استقرارا على لبنان وفرنسا".
وردا على سؤال حول
قلتم انكم تتمنون ان تقوموا بوساطة ما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة من قبل
اسرائيل .كيف ذلك؟ قال اللواء ابراهيم: "أنا لم اتكلم عن وساطة انا تكلمت عن التحرير
كموضوع بالمطلق. وانا قلت اتمنى ان ارى في مزارع شبعا هذه البهجة التي اراها في عرسال.
وفي غير عرسال عندما يتم تحرير اي بقعة ارض. وانا بهذا الموضوع لا اتكلم عن وساطة ولست
جاهزا لاي وساطة على الاطلاق .
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :