<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

دون لف ودوران

مشاركة التدوينة :



سعدات بهجت عمر
تستلزم الأهداف المستقبلية لشعبنا الفلسطيني أن تتسم بتحليل معطيات الواقع الفلسطيني، واتجاهات الأحداث من جهة، والطريقة المتبعة من جهة أخرى بطابع الدقة والموضوعية لأن مسيرة زمننا الفلسطيني متصلة ما تعرف الانقطاع، والغاية من هذه الأداة لاكتساء صيغة معيارية في جوهرها. إذ هي استجلاء للمرامي والمطالب العادلة ذات المخطط العملي في شكل اختيارات ممكنة للوصول أولاً الى حكومة وحدة وطنية ومن ثم الى الدولة المستقلة والحدود الآمنة، فالخطأ لا يرجع الى الحوار الوطني للمصالحة بل الى كيفية استخدامة من قبل حركة حماس بدون مراعاة حدودة.
على مستوى الانقسام ورفض حركة حماس الدخول في حكومة وحدة وطنية يجب الاعتراف بأنه توجد هيمنة حقيقية مهما بانت الصورة على الشاشات من استعراضات وسيناريوهات برضى وموافقة العدو الاسرائيلي المحتل، وان تلك الهيمنة تزداد حدتها من جراء الأنانية. تلك الأنانية التي تشكل بكيفية غير واعية نوعاً جديداً من الاستغلال لا يسهل معه التعاون إلا بالردع لأنها تعاني صعوبة كبرى في اكتشاف ماضي وتاريخ شعبنا الفلسطيني الذي انتابه تشويه فظيع من العدو الاسرائيلي أولاً ومن الانقلاب الاسود في قطاع غزة ثانياً في الوقت الذي تكافح فيه الشرعية الفلسطينية حاضراً وتصارع فيه مع عدم تكافؤ في العلاقات الدولية مع العدو الصهيوني المحتل. فمن اللازم الآن إصدار مدونة للشعب العربي عن فشل المصالحة مع حركة حماس لأن مصير حكومة الوحدة الوطنية المنشودة في هذه الأيام مرهون بهذا الأمر لأن ملايين الدولارات تذهب الى جيوب قادة حركة حماس وشعبنا في القطاع يعاني البؤس والجوع والمرض. لأن إزاحة بصمات الشرعية الفلسطينية يا حكامنا العرب وخصوصاً في الخليج العربي عن المستقبل الوحدوي الفلسطيني في قطاع غزة لأكبر عبئاً وصعوبة من نزعة الماضي الأليم أو الحاضر السقيم.
فالأمر إذن لا يعني سوى نداء عربي لصالح إنهاء الانقسام ولو بالقوة إذ من المؤسف أن من أخطر علامات الاستخفاف في تقدير الأهمية الاستراتيجية صعوبة التفسير والاقناع بقاعدة بسيطة تقضي أنه كلما أزداد خطر وحدة الاشكال المصيري مع حركة حماس ازداد تعلق الحل الحقيقي المناسب للحاضر بنظرة شمولية من الشرعية الفلسطينية للمستقبل الفلسطيني الجامع، وهكذا إذا تم احترام القواعد الوحدوية الفلسطينية البديهية أولاً من جميع الفصائل ومكونات شعبنا وشرائحه المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات وثانياً من الخطاب الشعبي والرسمي العربي الممثل بالأحزاب والمنظمات القومية والوطنية ومن الحكومات العربية لا مانع من أن تتوفر لدينا جميع الأسباب للأقتناع بأن المحالات العربية تتمحور حول المجالات المفضلة لإعادة وحدة شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :