<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

«أجنحة لبنان» في مطار «بن غوريون»!

مشاركة التدوينة :
 
 جريدة السفيرنشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2016-09-01
 لم يكن ينقص لبنان سوى هبوط طائرة تحمل اسم شركة «WINGS OF LEBANON»، في مطار «بن غوريون» في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عندما أورد الخبر موقع «عرب 48»، كان جواب معظم من تلقوا الخبر أنه «مفبرك وغير صحيح»، لكن بعد التدقيق، تبين أنه صحيح، ليصبح السؤال هل أننا أمام مجرد خطأ وهل مسموح الخطأ في هذا المجال السيادي الحيوي الخطير، وماذا يمنع أن يصبح الخطأ تقليداً وعرفاً ومن هو المسؤول عن الضوابط في هذا المجال وماذا يمنع تكرار ما حصل، واذا كان الاسرائيليون قد شعروا بالصدمة من هول رؤية طائرة تحمل اسم لبنان في مطاراتهم، فماذا عن جمهور لبناني كبير شعر بالاهانة والصدمة، ولسان حاله أن خطوة كهذه لا يجوز أن تمر مرور الكرام.
ما جرى يثير الكثير من علامات الاستفهام حول من يحاول الزج باسم لبنان وشركاته في خانة التعامل مع العدو الصهيوني، بغضّ النظر عن التبريرات، فالأمر يتجاوز مجرد هبوط طائرة تحمل اسم لبنان في إحدى مفرداتها، ولا يجب أن تقتصر المساءلة أو التحقيق عند حدود بيان توضيحي، بل المطلوب اتخاذ اجراءات قانونية وقضائية لمعاقبة المسؤولين عما حصل ومن أجل ضمان عدم تكرار أعمال كهذه مسيئة للبنان.
وفي التفاصيل، أن طائرة من طراز «بوينغ 737» وصلت إلى «إسرائيل» قادمة من أنطاليا في تركيا في رحلة طيران عارض (تشارتر) لشركة الطيران التركية «تيلويند إيرلاينز»، لكنها تحمل اسم wings of Lebanon وقد تلقت إدارة شركة «أجنحة لبنان» الخبر بصدمة، على حد تعبير القيمين عليها، حيث أكدوا أن الشركة لم تكن على علم بما يجري فسارعت إلى التعبير عن استغرابها واستنكارها وإصدار بيان توضح فيه ملابسات ما حدث.
وبحسب البيان، فإن شركة «أجنحة لبنان» كانت قد استأجرت طائرة من شركة «تيلونيد» التركية منذ شهرين لاستخدامها في رحلات «تشارتر» خلال موسم الصيف الحالي من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت فقط.
وقد أرسلت هذه الطائرة صباح أمس من مطار رفيق الحريري الدولي إلى أنطاليا في تركيا لإجراء أعمال الصيانة الدورية عليها على أن تستمر لمدة خمسة أيام فقط، وذلك بالتنسيق مع إدارة شركة «تيلونيد». وتم إعلام السلطات المختصة في المديرية العامة للطيران المدني اللبناني بالأمر. وهكذا بقي شعار الشركة على الطائرة. وكان من المقرر أن تعود الطائرة إلى بيروت بعد إتمام الصيانة عليها هناك لاستئناف رحلاتها كالمعتاد مع شركة «أجنحة لبنان» التي استأجرتها موسميا لأول مرة من شركة «تيلونيد» التركية كطائرة «تشارتر» حتى نهاية الموسم الحالي.
إلا أن إدارة الشركة فوجئت هذه الليلة (أمس) أن الطائرة حطت في مطار العدو الإسرائيلي «بن غوريون» ناقلة عددا من الركاب من انطاليا في تركيا ولا يزال شعار شركة أجنحة لبنان عليها.
أجرت إدارة الشركة، بحسب البيان، على الفور اتصالاتها بشركة «تيلونيد» التركية مستنكرة الأمر وطلبت منها توضيحا لذلك، خصوصا لماذا أبقت شعار أجنحة لبنان على الطائرة وبالتالي لماذا لم تخضعها للصيانة المطلوبة بناء على الاتفاق بين إدارتي الشركتين المذكورتين. واعتبرت إدارة شركة «أجنحة لبنان» أن هذا الموضوع يشكل تخطيا للإجراءات المتفق عليها بين الشركتين المذكورتين.
وشدد بيان الشركة على أن «أي تعامل أو تواصل مع العدو الإسرائيلي هو خط احمر بالنسبة إليها». وطلبت إدارة الشركة من شركة «تيلونيد» التركية «اتخاذ كل الإجراءات الضرورية اللازمة سريعا لتوضيح الأمر وإزالة شعار «أجنحة لبنان» عن أي طائرة يتم إرسالها إلى مطارات العدو الإسرائيلي وأن إدارة الشركة ستلجأ إلى اتخاذ كل التدابير والإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يسيء أو يشوّه سمعتها من خلال زج اسم الشركة اللبنانية مع اي رابط بالعدو الإسرائيلي»، معتبرة أنها تحمّل كل المسؤولية لشركة «تيلونيد» التركية عما حصل.
وتعليقا على الخبر، أكد وزير النقل والأشغال العامة غازي زعيتر لـ «السفير» أن الطائرة لن تدخل الأراضي اللبنانية مجددا على الإطلاق لأنها دخلت إلى الكيان الصهيوني.
وأشار زعيتر في اتصال مع «السفير» إلى أنه ستتم متابعة الملف وسيفتح تحقيقا في الموضوع، وإذا ثبت أن للشركة دوراً في ذلك، سيتم توقيف الشركة بحسب الإجراءات القانونية. أما إذا كان الأتراك هم من قاموا بذلك فإن المطلوب من الشركة تقديم الوثائق التي تثبت صحة ذلك، لافتا الانتباه إلى أن التفاصيل ونتائج التحقيق ستظهر في الأيام المقبلة.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :