<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ما الذي ينتظر قطاع غزة في ظل المشاريع التصفوية ؟!بقلم:الحاج رفعت شناعة

مشاركة التدوينة :

ما الذي ينتظر قطاع غزة في ظل المشاريع التصفوية ؟!بقلم:الحاج رفعت شناعة


هذا السؤال يفرضُ نفسه على الجميع فلسطينياً أولاً وقبل كل شيء .
ونظراً لخطورة ما جرى ويجري فإنَّ من بيده الحل والربط مطلوبٌ منه شاء أو أبى أن يعطي الاجابةَ الواضحة لإنقاذ القضية الفلسطينية بعيداً عن اللفِّ والدوران, ولأنَّ مصير الشعب الفلسطيني يتوقف على مدى المصداقية التي تحكمُ الاجابات .
أولاً: هناك قضايا أساسية وجوهرية تتعلق بالوضع الفلسطيني, ومستقبل الصراع مع العدو الصهيوني, ومنها تساؤلات موجهة إلى الكل الفلسطيني, بما في ذلك حركة حماس:
أ‌-  لماذا تم الانقلاب في 2007/6/14  علماً أن حركة حماس كانت هي التي تقود الحكومة وليس غيرُها ؟
ب- لماذا الاصرار على الانقسام بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بكامله؛ عسكرياً وأمنياً وإدارياً ومالياً .....الخ ؟
ج-  لماذا مَنْعُ كافة الحكومات التي تشكلت بعد الانقسام من أن تأخذ دورها في قطاع غزة ميدانياً, وإبقاء مقاليد الامور بيد حركة حماس بما في ذلك حكومة الوفاق الوطني التي شكلتها حركة فتح وحماس في اتفاق الشاطىئ 2014, ولم يُسمح لهذه الحكومة أن تمارس دورها رغم كافة الوسطاء .
د- لماذا السيطرة على المعابر والتحكُّم بالدخول والخروج كمجموعات تابعة لقوات حماس, بينما رجال السلطة المكلفون رسمياً وجودهم شكلي وإلاَّ ...
ه- لماذا يتم جمع الضرائب والجمارك, والتصرف بها من قبل حكومة الأمر الواقع, علماً ان المطلوب سياسياً, وإدارياً, ومالياً تسليم هذه الضرائب إلى السلطة الوطنية وحكومتها .
و- لماذا تنكر حكومةُ الأمر الواقع في القطاع أنها تتلقى المستحقات المالية من قيادة السلطة شهرياً, وتتهم الرئيس أبو مازن بأنه يريد تجويع شعبه, علماً أن الرئيس قال علناً أن ما لدينا في السلطة من مساعدات هي 196 مليون دولار, أُرسل منها إلى قطاع غزة (96) مليون دولار شهرياً, وهذا غير الضرائب التي تجمعها حركة حماس شهرياً وتتصرف بها ؟!!
ز- أليس من حق السلطة أن تسأل سلطةَ الامر الواقع في غزة التي تقودها قيادة حركة حماس, كيف تم حفر الانفاق التجارية وهي بالمئات, وهي أنفاق ضخمة وكانت تدرُّ الارباح والاموال بالمليارات على قيادة الامر الواقع في القطاع, وبات معروفً يومها قبل أن تمَّ تدمير قسم منها  من قبل الجيش المصري الذي أراد الحفاظ على أمن مصر من أية أعمال إرهابية أو خارجية, بأن هذه الانفاق التجارية أفرزت حوالي الف ومئتي مليونير في قطاع غزة, فأين ذهبت هذه المليارات ؟؟!!
ح- لماذا لم تُستثمر هذه المليارات لخدمة أهلنا الفقراء في قطاع غزة, سواء ببناء مشاريع ومدن اقتصادية, أو مشاريع زراعية, أو صناعية لتشغيل الفقراء, والطلاب العاطلين عن العمل, وانعاش الأُسر الفقيرة, وبناء البيوت المدمرة ؟؟!!
ط- ولعلَّ السؤال الأهم لماذا الإصرار على تعطيل كافة محاولات إنهاء الانقسام, وتحقيق المصالحة, علماً أن الاتفاقات موقعة من جميع الأطراف وجاهزة للتنفيذ, والمنطق السياسي يقول بأن الاولوية في مشروعنا الوطني الفلسطيني هي المصالحة من أجل أن يتوحَّد الشعبُ, ومن أجل أن لا ينقسم الوطن إلى وطنين, وأيضاً من أجل أن نكون فريقاً واحداً وليس فريقين, وأن نخضع لاستراتيجية واحدة جامعة ومانعة .
وبالتالي هل يجوز أن يتواصل حوار فلسطيني داخلي بين فصائل فلسطينية في ساحة ساخنة محتلة, وأن يتواصل هذا الحوار إثني عشر عاماً, رغم القصف والتدمير الذي طال الفقراء والمساكين في قطاع غزة ؟!
ي- وإذا كانت قيادة حركة حماس تريد من حركة فتح وباقي فصائل المنظمة أن يتخلوا عن منظمة التحرير الفلسطينية التي ولدت العام ألف وتسعماية واربعة وستون (1964) إكراماً لعيون حماس حتى تقبل بالمصالحة, التي ستكون في هذه الحالة على حساب تضحيات شعبنا, وفصائلنا, وشهدائنا, واسرانا, وجرحانا, وتاريخنا النضالي, وأيضاً على حساب المسيرة الوطنية الفلسطينية .
على قيادة حركة حماس أن لا تنسى بأن (138) دولة تعترف بالدولة الفلسطينية وبمنظمة التحرير, والجميع يقرُّ سواء الجامعة العربية, أو المؤتمر الاسلامي, أو الاتحاد الاوروبي وغيرها من المؤسسات تؤكد أن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, واذا كانت حركة حماس جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني, عليها أن تحترم خيار الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية, وعدم العبث بالسجلات والانجازات التاريخية .
ك- نقول لقيادة حركة حماس إنَّ الواجب الوطني, والقومي, والاخلاقي, والديني يتطلب منكم أَخْذَ القرار الحاسم دون تردد بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية, البيت الفلسطيني الجامع والمانع, الذي يتصدى اليوم لمشروع ترامب الصهيوني وللصفقة المدمِّرة للقضية الفلسطينية, وأن القدس ليست للبيع, وأنه لا دولة في غزة, ولا دولة بدون غزة, والضفة الغربية, بهدف تمزيق الصف الفلسطيني, وبناء كيان في القطاع يلبي تطلعات ترامب ونتنياهو لإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة, الذي يراهن عليه شعبنا, والذي أصبح قراراً دولياً. ونحن نقول أنَّ التاريخ لا يرحم, والتقديرات الخاطئة بشأن قطاع غزة قد تقصم ظهر ثورتنا الفلسطينية, وتطلعاتنا المستقبلية.
ونحن جميعاً أمام خيارين, إما خيار الوحدة الوطنية وتعزيز دور م.ت.ف كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني, وإما أن تتم تلبيةُ الرغبة الاميريكية بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية, لإسعادِ الجانب الاسرائيلي, ومنحه الاستقرار, والمنَعَةَ بوجود شعوب المنطقة .
ثانياً:
إستناداً إلى ما سبق طرحه من حقائق وطنية, فإننا نطرح أيضاً مجموعة تساؤلات بارزة موجَّهة إلى قيادة حركة حماس, من أجل أن تعيد حساباتها وبأسرع وقت كونها المسيطرة على قطاع غزة كأمر واقع, وإلاَّ فإننا سندفع الثمنَ جميعاً .
أ‌-  لماذا استخدام العنف الصارخ في القطاع بحق الشعب الفلسطيني الذي يعاني الامَّرين بسبب الجوع, والمرض, والبطالة, وحالة الإحباط, ألا تشعرون بالخجل أو الرحمة على هؤلاء العزل من السلاح؟!
ب- لماذا تعمُّد إعتقال القيادات والكوادر الحركيين وغير الحركيين كما شاهدنا, وتعذيبهم وضربهم, علماً أن هؤلاء رفاق درب, وأخوة مصير, ومسلمون يصلون ويصومون, والاخوات المعتقلات هُنَّ أيضاً محصَّنات ومناضلات, فكيف تُنتهك كرامتُهن دون سبب وجيه, إلاَّ أنهم من تنظيم حركة فتح, أو من أنصار حركة فتح .
ج- يجب أن يكون بعلمكم أن الفلسطيني الذي يُمارَس عليه الظلم, والمهانة, والتجويع, والاذلال, ولا يصرخ بأعلى صوته, لا يكون فلسطينياً. فهؤلاء الذين تقسون في معاملتهم لأنهم يرفعون الصوت, وتصدحُ الحناجر بكلمات عفوية تقطرُ بالألم والمرارة والعتب, هم الفلسطينيون الذين يحملون الهمَّ الوطني, وهم نفسهم الذين يقاتلون العدو عندما ينادي المنادي .
د- تذكروا دائماً أنَّ الذين تلاحقونهم ليسوا مجرمين, ولا قُطاع طرق, ولا عصاةٌ, وانما هم من خيرة أبناء شعبنا, وهم الذين يضحون بأنفسهم من أجل شعبهم عندما تندلع المعارك مع الاحتلال الاسرائيلي, وهؤلاء إذا لم يقفوا أمامكم وأمامنا في المجتمع الفلسطيني ليقولوا كلمة الحق, ورَفْض الظلم, فلن يتجرأوا على مواجهة الأعداء الصهاينة, فلا تقتلوا روح العناد والتحدي عندهم .
ه- عليكم أن تتذكروا بأن هؤلاء الآباء, والامهات, والشباب الذين يتعرضون للضرب والإهانة, والقسوة في المعاملة وفي الكلام. هؤلاء لديهم أبناء, وأطفال, وآباء مسنون, وهؤلاء نفسهم هم الذين كانت صواريخ العدو الإسرائيلي تطاردهم في الساحات, وفي الشوارع, وفي الأزقة الخانقة, وبين جدران الابنية التي كانت تتساقط على هؤلاء, وهم صابرون ويتحملون قسوة الحروب, ويحيون المقاومة .. فماذا نقول لهم اليوم وهم يصرخون, لأنهم جائعون, وفقدوا مقومات الحياة الكريمة ؟؟!!
الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري لحركة فتح
مسؤول الاعلام المركزي في لبنان
2019/3/17



مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :