يوم امس دفن جثمان الشهيد معمّر الاطرش الذي تم اعدامه ميدانيا برصاص الاحتلال وسط الخليل في شارع السهلة بحجة انه كان ينوي تنفيذ عملية طعن ، علما ان هذا الكلام هوكذب وافتراء ، وان الهدف الحقيقي هو التخلص من الشبان المندفعين وطنيا ، والتلذذ بالابادة البشرية للشعب الفلسطيني ، وكان العدو قد سلّم جثمان الشهيد لأهله بعد مرور مئة وثلاثة ايام على حجز جثمانه في البراد ، وقد تحوّل جسده الى قالب ثلج ، حتى ان اقاربه واحباءه لا يستطيعون احتضانه اوطبع قبلة الوداع على جبينه . ان هذه هي قمة النازية والفاشية التي تمارسها الحركة الصهيونية المتجسدة اليوم في كيان عنصري مسخ يعبث بدماء وارواح ومشاعر اطفالنا ونسائنا واهلنا .
كان افراد الاسرة يندفعون للتوديع ، وذرف الدموع ، لكنّ الام المؤمنة والصابرة على قضاء الله وقدره وقفت منتصبة ًشامخةًفوق رأس ابنها ، والدموع قد جمدت في مآقيها ، لكن صوتها وكلماتها المندفعة بقوة من اعماق مشاعرهاكانت تزلزل الارض تحت اقدام الصهاينة اعداء البشرية جمعاء . قالت الام المشبعة بالايمان كلاما وطنيا وثوريا نابعا من تربية اصيلة في بيت اصيل ، واعلنت في خطابها كلاما كأنه الرصاص : نحن صامدون هنا على ارضنا ، وسنضحي بكل ما نملك من اجل كرامتنا ووطننا ، لن تتمكنوا من اطفاء شعلة الثورة في قلوبنا وعقولنا . استُشهد ابني من اجل فلسطين ، واولادي وانا كلنا فداء لفلسطين .
نعم ان الصهاينة الحاقدين بسلوكهم الاجرامي والدموي ، وارتكاب الجرائم لن يقتلوا روح الثورة فينا ، وانما هم بمجازرهم يحفرون قبورهم بأيديهم . وإن غدا لنظره لقريب والنصر على الاعداء صبر ساعة .
الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري
مسؤول الاعلام المركزي في لبنان
٢/٢/٢.١٩
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :