<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

لا بد للضمير العالمي أن ينتصر يوما!!

مشاركة التدوينة :
حديث القدس
مرة أخرى اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس خمسة قرارات لصالح القضية الفلسطينية، بما في ذلك دعوة دول العالم إلى عدم الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ورفض قرار الإدارة الأميركية بهذا الشأن، وقرارا يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية، إضافة إلى قرارات تتعلق بعمل لجان لدعم الحقوق الفلسطينية، وهو ما يؤكد مجددا أن الغالبية الساحقة من دول وشعوب العالم تؤيد نضال شعبنا العادل من أجل الحرية والاستقلال وترفض المواقف الأميركية العدائية لشعبنا وحقوقه .
هذه القرارات على أهميتها، خاصة على الصعيد المعنوي وترسيخ عدالة القضية الفلسطينية ونضال شعبنا في ضمير ووجدان شعوب العالم ، إلا أنها كغيرها من القرارات الكثيرة التي اتخذتها الشرعية الدولية تبقى بحاجة إلى ترجمتها عمليا وإلزام الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع بتنفيذ مضامينها ، وهو ما تحول دونه الولايات المتحدة الأميركية التي شكلت على مدى العقود الماضية حاميا للاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي في المحافل الدولية ، وصعدت من عدائها لشعبنا منذ تسلم إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تجرأت بدورها على انتهاك القانون الدولي ولم تكتف بتعطيل القرارات الأممية بل اتخذت مواقف مناقضة لإدارة المجتمع الدولي وقراراته كالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ومحاولة تصفية قضية اللاجئين ووقف المساعدات للسلطة الوطنية ووكالة الأونروا والتنكر لحل الدولتين ... الخ من المواقف.
هذا الواقع يعني بقاء القرارات الدولية معطلة واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني وتشجيع الاحتلال على الإمعان في انتهاكاته والمضي قدما في تنفيذ مخططاته الاستعمارية في الأراضي المحتلة.
ومن المؤسف أن يتزامن اتخاذ هذه القرارات مع قيام مندوبة الولايات المتحدة الأميركية نيكي هيلي بتوزيع مشروع قرار على أعضاء الجمعية العامة يدعو إلى اعتبار حركة حماس حركة إرهابية ويدين إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وسط أنباء عن توافق أميركي أوروبي على مشروع قرار بهذا الشأن وهو ما يتجاهل تماما إدانة الاحتلال الإسرائيلي على عدوانه المستمر ضد الشعب الفلسطيني وقيامه بإيقاع عدد كبير من الضحايا المدنيين ودمار هائل في قطاع غزة، عدا عن ضحايا عدوانه في الضفة الغربية وما يفرضه من إجراءات تعسفية مناقضة للقانون الدولي سواء في الضفة أو القطاع كالحصار والعقوبات الجماعية والمصادرات والاستيطان وتهويد القدس المحتلة وحملات الدهم والاعتقال .... الخ من الممارسات.
وبذلك يتضح تماما مرة أخرى أن هذه الإدارة الأميركية تقف معزولة في مواجهة الغالبية الساحقة من دول العالم، منحازة بالمطلق للاحتلال الإسرائيلي إلى درجة إعلان ترامب أن القوات الأميركية ستبقى في الشرق الأوسط من أجل إسرائيل.
هذا الخلل الواضح والهوّة الشاسعة بين إدارة وضمير المجتمع الدولي وقرارته بشأن الحقوق الفلسطينية وبين ما يجري على الأرض من استمرار للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، يتطلب البحث عن الوسائل والطرق الكفيلة بتجسيد إرادة المجتمع الدولي، وهو ما يعني تحركا فلسطينيا - عربيا مكثفا في كافة المحافل وعلى مختلف الأصعدة من أجل تحقيق هذا الهدف.
ومن الواضح أن الخطوة الأولى في هذا الجهد يجب أن تبدأ بإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة والصوت الفلسطيني الواحد القادر على التأثير والتحرك عربيا وإسلاميا ودوليا، وهي الوحدة القادرة أيضا على استنباط مختلف أشكال النضال المشروعة للضغط على هذا الاحتلال وحليفته الكبرى الولايات المتحدة ولإيصال الصوت الفلسطيني القوي إلى كافة عواصم العالم.
وعندها فقط يمكن للعالم العربي والإسلامي أن يتحرك بقوة لنصرة شعبنا وقضيته وممارسة أكبر قدر من التأثير في المحافل الدولية، خاصة وأن العالم العربي والإسلامي، رغم كل ما يواجهه من مشاكل وصراعات وتدخلات أجنبية، يمتلك الكثير من الأوراق التي إذا أحسن استخدامها فانه يستطيع فعلا صون وحماية الحقوق العربية والدفاع عن القضية الفلسطينية بشكل أكثر فاعلية، فهي قضية العرب والمسلمين الأولى، أولا وأخيرا.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :