<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

المشهد السياسي: الهدوء مقابل الهدوء

مشاركة التدوينة :
د.مازن صافي
التصريحات اﻻعلامية الصادرة من طرفي "التهدئةفي ظل الهدوء الحذر جدا، تنقلنا الى حقيقة مفادها ان هناك وساطة وزيارات وتفاؤل كبير لكنه سرعان ما انحسر تدريجيا ونتيجة لذلك لمسنا خفض مستوى التوقعات، وبالتاكيد ﻻ يعني ذلك فشل مشروع للتهدئة/الهدنة/الهدوء، وهذا اﻻنخفاض من اسبابه عدم القدرة على توفير ضمانات مستمرة سياسية واقتصادية وانعدام الثقة بين اﻻطراف نتيجة للتجارب السابقة وطبيعة التكوين اﻻيدلوجي والسياسي لكل منهم، فاقصى اﻻتجاه من جهة ﻻ يلتقي باقصى اﻻتجاه من الجهة اﻻخرى ويبقى خط الوصل مشدودا بحيث ان اي ضغط او تغيير في موازين البيئة السياسية سيقطع هذا الخط في اي وقت ودون سابق انذار وهنا مكمن الخطر.
ومن جانب اخر فان القيادة الفلسطينية ومن خلال تصريحات ومواقف اﻻخ الرئيس ابومازن، ترفض التعامل مع هذا الخط وتعتبره خطا فاصﻻ للجغرافيا الفلسطينية ويقود لتمزيق نسيج المشروع الوطني وتعميق اﻻنقسام وهدم اﻻمال وبعثرة جهود الوصول للمصالحة والوحدة الوطنية وسيادة الدولة الفلسطينية والمطالبة بالعضوية الكاملة في اﻻمم المتحدة.
ان اﻻسابيع القادمة ستكون صعبة ودقيقة وتترجم جملة معقدة من المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية وبل سيكون هناك مواجهة مباشرة في اﻻمم المتحدة في 29نوفمبر القادم ووضع النقاط فوق الحروف دون المجازفة بالواقع السياسي الفلسطينية -انهاء السلطة- ومن هنا فان القيادة الفلسطينية قد حددت مساراتها في المجلس المركزي بما اعلن من بنود ظهرت للاعلام  وبالتاكيد هناك ما لم يظهر، لكن الواضح ان استيراتيجية فلسطينية قد تم وضع خطوطها العريضة ترفض انفصال غزة او اغراقها بالمغريات اﻻقتصادية بمسميات مختلفة او من خلال فرض منطق القوة العسكرية من خلال التهديد بعدوان عسكري اسرائيلي موسع.
في الحدود الشرقية هناك ترقب وحذر من الجانب الفلسطيني وحضور لمسؤولي الفصائل عصر ايام الجمع، كما ان هناك مناورات عسكرية اسرائيلية قد تمت واللافت للنظر ان وزير الحرب ليبرمان قد جاء لهذه الحدود وقد نسف كل اﻻمال العريضة وبل يهدد بعدوان لفرض معادﻻت جديدة او التزام حماس بالهدوء مقابل الهدوء واطﻻق سراح جنود اﻻحتﻻل مقابل بعض التحسينات اﻻقتصادية في غزة وبصورة متدحرجة بضمانات مشروطة وتحت الضغط بان يصل العنف الى درجة الصفر او ان مؤشر الرد العسكري اﻻسرائيلي سيتجاوز مؤشر العنف الفلسطيني في غزة.
وفي الضفة تنشط الماكنة العبرية اﻻعلامية في بث تقارير عن صراع بين زعماء حركة فتح تجهيزا لمرحلة ﻻحقة وهذا يعكس مدى اﻻزمة التي نجحت القيادة في ان تضع بموجبها اﻻحتﻻل في مأزق سياسي وبل يتهمون الرئيس ابومازن بانه يرفض للتوقيع على الهدنة ﻻجل تسخين جبهة غزة وجر اسرائيل للحرب، وهذا ايضا يتناقض مع مواقف الرئيس المعلنة بان اﻻستقرار واﻻمن يبدا من اﻻستقرار واﻻمن الفلسطيني وانه ﻻ دولة في غزة وﻻ دولة بدون غزة وان القدس عاصمة دولة فلسطين وان امريكا اصبحت خارج معادلة السﻻم.
هذا المشهد السياسي هو مكونات بيئة سياسية تشهد غموض شديد وحجب للمعلومات والتقنين في ما يخرج للجمهور بقصد التشويق واﻻثارة ثارة والحذر من الاخفاق تارة غزة.
والملخص ان اي هدنة ﻻ تكون م.ت.ف جزءا اساسيا منها وعلى راسها لن يكتب لها النجاح وستتحول الى هدوء مقابل هدوء دون القدرة على الذهاب ﻻي خطوة ﻻحقة.

مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :