سعدات بهجت عمر
إن سياسة الخطاب الرسمي العربي إن اختلف في مظاهره فهو في جوهره ودوافعه ومراميه يظل ينسجم مع الدور التاريخي الذي يمثله الحكام والزعماء العرب على مسرح منطقتنا العربية إجهاض اي إرادة تحررية والمساومة عليها وهو دور جسدته مسيرة الغالبية من الحكام والزعماء العرب بتصريحاتهم المختلفة لكن التي ينتظمها شامل واحد وهو معاداة اﻹرادة الفلسطينية وتصفية القضية بكل مقوماتها المادية واﻹعﻻمية وإنهاء وجود شعبنا الفلسطيني نفسه.
إستتبعت هذه التوجهات نحو اﻹعتراف بدولة "اسرائيل" وإقامة عﻻقات حسن جوار معها واستبعاد فكرة الحرب نهائيا وقد انهالت التصريحات الى رفض الحرب بحصار السلطة الفلسطينية الوطنية الشرعية ﻹنهاء القضية الفلسطينية بكل ما في الكلمة من معنى بالتوطين وتغيير المناهج التعليمية بإيجابية قرارات ترامب حول القدس وحول النظر في الدعم المالي للسلطة وللﻷونروا لكي ﻻ يجر أحد الى حرب من حروب التحرير وتسميات اخرى مع العدو الإسرائيلي المحتل ﻹقامة جبهة عربية-اسرائيلية ضد...وم...!!!. ﻷن كارثة الحرب إن وقعت حسب وجهة نظرهم تعني تدمير العالم العربي والإسلامي لتقرير المشاريع التصفوية وتجسيدها لكل ما هو عربي التي يراد بها بديﻻ عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولوأد التطلعات الفلسطينية لتأكيد الشخصية الفلسطينية وحق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وامتصاص هذه التطلعات وشقها وتحويلها عن مجراها الطبيعي بحجة أننا غير مستعدين عسكريا وأن هناك إمكانية التوصل والوصول إلى إتفاقات ثنائية وجماعية مع العدو الإسرائيلي المحتل باتفاقات دبلوماسية سياسية. عسكرية. تجارية. إقتصادية. أمنية وأنه أفضل ضمان للخطاب الرسمي العربي هو إقامة عﻻقات مع دولة "اسرائيل" ﻷن هناك حسب زعمهم ثمة تجارة تكنولوجية نامية.
إن هذا التطبيق الذي يصر عليه الحكام والزعماء العرب تفضيﻻ من خﻻل نفي الوجود الفلسطيني المسلح عسكريا وسياسيا في كل مكان وأي مكان في كثير من البلدان العربية يدرك مغزاه ومراميه باﻹقتران مع موضوعة تمثيل شعبنا الفلسطيني بأن م.ت.ف. برزت بروزا واضحا وملحا وأنها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ليحل محلها ما كان قائما قبل حرب حزيران سنة 1967 لتأكيد كذبة اميركا بإداراتها المتعاقبة من أن مراهنة أميركا اﻷساسية في المنطقة العربية هي على جوادها الرابح دائما وغير القابل للتبدل تعني "اسرائيل" ولكن المراهنة على سقوط أمتنا العربية بالخذﻻن ومستنقع الخيانة بالتأكيد رهان خاسر وباطل.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :