فهد سليمان: للمزيد من العمل والإهتمام بالقطاع الشبابي لتعزيز نفوذه وحضوره في صفوف كل الشبيبة الفلسطينية.
يوسف أحمد: مؤتمر القطاع خطوة بإتجاه تفعيل دور الشباب وتطوير البرنامج دفاعا عن حقوقهم ومصالحهم.
بعد سنوات طويلة من إهتمامها ببناء الأطر والمنظمات الجماهيرية الديمقراطية، خطت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خطوة جديدة تمثلت بتأسيس إقليم خاص بالقطاع الشبابي والطلابي للجبهة في لبنان، والذي عقد مؤتمره التأسيسي الأول، 24 ايلول 2017 بعنوان مؤتمر " شهداء انتفاضة الشباب"، في قاعة الشهيد أبو عدنان قيس بمخيم مارلياس بمدينة بيروت.
وقد جاءت هذه الخطوة لتؤكد إهتمام الجبهة بالقطاع الشبابي وبدوره الوطني والسياسي والتنظيمي، كما جاءت لتعبر عن تطور البنية الشبابية والطلابية في الجبهة واتساع قاعدتها الحزبية والجماهيرية وتعاظم المسؤوليات المتعددة الملقاة على عاتق الشباب والمهام البرنامجية المطروحة على جدول أعماله.
وقد تميز المؤتمر الذي رفع شعار "نحو حركة شبابية ديمقراطية فلسطينية"، بحضور قيادي بارز للجبهة تقدمه نائب الأمين العام فهد سليمان ومسؤول الجبهة في لبنان علي فيصل وعدد واسع من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة لبنان، الى جانب أعضاء المؤتمر المنتخبين من مؤتمراتهم القاعدية بالمناطق.
وسبق المؤتمر التأسيسي عملية مؤتمرية تحضيرية إستمرت لأربعة أشهر، شارك فيها آلاف الأعضاء الذين يمثلون مختلف القطاعات الشبابية والطلابية في الجبهة من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
وخلال حفل الإفتتاح، القى نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق فهد سليمان كلمة وجه فيها التهنئة بإسم قيادة الجبهة والأمين العام الرفيق نايف حواتمة لإقليم لبنان على إنعقاد المؤتمر التأسيسي لإقليم قطاع الشباب، معتبراً أن نجاح هذه الخطوة يأتي بفعل تراكم البناء التنظيمي على الصعيد الشبابي والطلابي داخل الجبهة، ويشكل نقلة نوعية وخطوة تطويرية تسهم في إبراز العنصر الشبابي وإعطائه المساحة المطلوبة لأداء دوره الوطني وتعزيز إنخراطه في العملية الوطنية والسياسية النضالية، الى جانب تمكينه من إشتقاق البرامج الكفاحية التي تحاكي قضاياه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.
وأكد سليمان بأن الجبهة الديمقراطية وهي على ابواب مؤتمرها الوطني العام السابع، تتطلع نحو تطوير وتفعيل حضور الشباب في مختلف هيئات الجبهة ومؤسساتها القيادية.
وأشاد سليمان بالشباب الفلسطيني وبدوره النضالي والكفاحي، حيث سجل الشباب حضوراً بارزاً منذ السنوات الأولى للنكبة وما قبلها وصولاً إلى إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ومن بعدها الإنتفاضتين الأولى والثانية ومؤخرا فجر الشباب إنتفاضة تميّزت بالروح الكفاحية العالية وإستعداد الشباب للتضحية والاصرار على مواصلة المواجهات اليومية من أجل إنتزاع الحرية ومواجهة الإحتلال والإستيطان...
وأكد بأنه خلال كل مرحلة من تاريخ هذه الشعوب كان التغيير يبدأ دوماً من بين صفوف الشباب .فكانت كل الثورات والإنتفاضات ومفاصل التحول الرئيسية في النضال العربي، وقودها ومفجرها الشباب، الذين شكلوا الطلائع المتقدمة في حركات التحرر الوطني من أجل الإستقلال وفي مواجهة الإحتلال والعدوان، وفي الثورة على التبعية، ليكونوا رمزاً للنضال من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ورأس الحربة في وجه المشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
وتطرق سليمان الى الأوضاع والتحديات السياسية، فإعتبر أن القضية الفلسطينية خسرت الكثير جراء سياسات طرفي الإنقسام التي ضيعت على شعبنا نحو تسعة أعوام تمكنت خلالها اسرائيل من تحقيق الكثير من الإنجازات سواء على مستوى سياسات الاستيطان التي إزدادت نسبتها أضعاف مضاعفة في الضفة الغربية والقدس، أو على مستوى إتساع علاقاتها مع دول العالم والمنظمات الدولية، وقد آن الآوان لندرك حقيقة أنه في ظل الإنقسام الجميع خاسر ولا يمكن لأي إنجاز فلسطيني أن يستثمر ايجاباً لصالح شعبنا وقضيته طالما إستمر الانقسام ينخر الجسد الفلسطيني.. خاصة في ظل الموقف الأمريكي المنحاز لصالح الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه.. وهو ما يدعونا كفلسطينيين الى ضرورة إعادة النظر بجميع سياساتنا، وأن لا نضيع المزيد من الوقت بالمراهنة على الخارج ومبادراته التي لن تنتج الا حلول هابطة، بل علينا التوجه فورا نحو الإستفادة من البيئة العامة التي وفرتها الخطوة الإيجابية لحركة حماس بحل اللجنة الادارية والتي تعتبر خطوة هامة من شأنها أن تفتح الطريق نحو العمل على إزالة العراقيل التي ما زالت تعترض إمكانية تطبيق الآليات المتوافق عليها بشأن ترتيب البيت الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية وفي مقدمتها تحمل حكومة التوافق لمسؤولياتها في قطاع غزة وعقد الإطار القيادي الموحد بشكل سريع لترجمة ما تم التوافق بشأنه في حوارات بيروت وموسكو وايضا اتفاقات الحوار الوطني في القاهرة وغيرها خاصة لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات لجميع المؤسسات الفلسطينية على أساس التمثيل النسبي الكامل عملاً بما تم الاتفاق بشأنه سابقاً.
وختم سليمان كلمته مخاطباً أعضاء المؤتمر بالقول: المستقبل لكم، لشباب فلسطين..، وعلى الشبيبة أن تعي دورها وتنتزع حقوقها. لذا عليكم أن تشدوا الشبيبة الى ميادين النضال.. الى مواقع التطوير، مواقع اليسار... للمزيد من العمل والمراكمة والبناء والإهتمام بالقطاع الشبابي والطلابي في الجبهة لتعزيز نفوذه بقواعده وكادراته وبإتساع حضوره ليكون له الدور الفاعل والمؤثر في صفوف كل الشبيبة الفلسطينية، ورائداً في النضال دفاعاً عن الحقوق الوطنية والقضية، ومدافعاً عن حقوق ومصالح الشباب والطلبة، وتعبئة طاقاتهم وتفعيل دورهم في مسيرة النضال الفلسطيني من أجل إنجاز التحرر الوطني وتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني، حقه في العودة والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وبدوره القى عضو اللجنة المركزية ومسؤول قطاع الشباب للجبهة في لبنان يوسف أحمد كلمة إستعرض فيها العملية التحضيرية التي سبقت إنعقاد المؤتمر، واستمرت لعدة أشهر، والتي شارك فيها الآف الاعضاء من الشباب والطلاب، الذين عملوا بجهد واندفاع لتثبيت الدعائم والركائز التنظيمية لإنجاح العملية التأسيسية لاقليم قطاع الشباب، بإعتبارها خطوة هامة في تاريخ ومسيرة الجبهة وتفتح الأفق أمام إتساع حضور الشباب ودوره في الجبهة وهيئاتها، وتعطيه الفرصة ليلعب دوراً مؤثراً في رسم مستقبل الجبهة وسياستها وبرامجها.
وأكد أحمد بأن هناك رهان كبير، بأن يحدث تأسيس إقليم لقطاع الشباب للجبهة نقلة نوعية تسهم في تعزيز وتطوير إنخراط الشباب في ميادين النضال السياسية والوطنية والاجتماعية، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا.. يضاف اليها التحديات الكبرى التي يعانيها ويعيشها الشباب الفلسطيني وخصوصاً في لبنان، حيث يعيش الشباب حالة من التهميش والتغيب للمؤسسات الوطنية المعنية بمتابعة شؤونه، وهناك تراجع كبير في دوره ومشاركته في مواقع صنع القرار، الى جانب ما يواجهه من مشاكل على كافة الصعد السياسية والإجتماعية والإقتصادية بفعل قوانين الحرمان اللبنانية وتراجع تقديمات الانروا وتفشي العديد من الآفات الاجتماعية وتزايد ظاهرة الهجرة هرباً من هذا الواقع الصعب.
ودعا أحمد مجموع الشباب الفلسطيني للتفكير الجدي لبلورة رؤى شبابية وطنية تحمل أفكاراً وبرامج نهضوية ديمقراطية تنفض الغبار عن واقعهم المهمش، وتحفر الطريق نحو إستعادة حقوقهم المسلوبة، وتعيد لهم ثقتهم بذاتهم وبقدرتهم على تغيير واقعهم بالإتجاه الذي يجعلهم مشاركين حقيقيين في المجتمع الفلسطيني ومؤسساته المتعددة . وليأخذوا دوراً واضحاً يرتبط بقضايا التحرر الوطني والإجتماعي وصولاً إلى المجتمع الحر الديمقراطي عبر إتاحة الفرصة لهم للتأثير والمشاركة في صنع القرار.
وأشار أحمد بأن المؤتمر سيخرج ببرنامج عمل نضالي وكفاحي يحاكي تحديات وقضايا الشباب وهمومه، وفي المقدمة حقه في المشاركة السياسية والمجتمعية، الى جانب تبني مشكلاته ووضع البرامج النضالية التي تحفز الشباب على الإنخراط الاوسع في ميادين النضال من اجل إحداث اختراقات وتقديم معالجات لمجموع المشكلات التي يواجهها. سواء على صعيد التعليم ومشكلات الطلبة الجامعيين أو على صعيد الانروا وتراجع المستوى التعليمي في مدارسها، الى جانب مشكلة البطالة وحق العمل والحرمان من الحقوق الانسانية وما ينتج عنها من مشكلات وآفات إجتماعية متعددة. كما سيواصل القطاع نضاله من أجل إعادة الإعتبار للمؤسسات الوطنية الفلسطينية من أجل تعميم الديمقراطية والإنتخابات في مختلف مؤسساتها وإدارتها وفقا للتمثيل النسبي، بما يكفل وضع حد لظاهرة التفرد والهيمنة الفئوية.
وقد شهد المؤتمر نقاشات ومداخلات عديدة لأعضاء المؤتمرالذين أشادوا بإهتمام الجبهة الديمقراطية طوال مسيرتها النضالية بفئة الشباب، وشكلت مدرسة كفاحية ونضالية خرجت مئات الكوادر الشبابية التي اغنت الساحة الفلسطينية والحركة الوطنية، والعديد من هؤلاء يتبوأون اليوم مناصب هامة في المؤسسات الوطنية المتعددة. مؤكدين أهمية تأسيس إقليم خاص بالقطاع الشباب في لبنان خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها الشباب الفلسطيني في لبنان، والحاجة الضرورية الى تأطيره وتنظيم صفوفه لتعزيز انخراطه بالعملية النضالية وحمايته من كل المخاطر التي تلف حوله. وعبر اعضاء المؤتمر عن اندفاعهم للعمل من اجل ان يصل صوت الشباب والطلبة لكل الهيئات والجهات المعنية وان لا يبقى الشباب مهمشاً ومشكلاته تتفاقم يومياً.. كما انتقدت المداخحلات استمرار حالة التهميش لمؤسسات منظمة التحرير في لبنان الغائبة عن هموم واحتياجات وتطلعات الشباب.
وإختتم المؤتمر بإقرار برنامج العمل الوطني والاجتماعي للشباب الفلسطيني في لبنان، وإنتخاب لجنة اقليم قطاع الشباب من 40 عضوا، وأمانة اقليم، الى جانب انتخاب مندوبي قطاع الشباب للمؤتمر الثالث عشر للجبهة الديمقراطية في لبنان.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :