من مخيّم "شاتيلا" للاجئين الفلسطينيّين Source: يلافيد
العلاقة الجنسيّة لا تعرف هويّةً ولا بطاقة لجوء،  إذ أنّها رغبةٌ يسعى كلّ إنسانٍ لإشباعها. 
لكن  كي يأتي "ولي العهد"، لا بدّ من معاشرةٍ زوجيّة قد تعيقها جغرافيّة الأمكنة ونوعيّة البناء الذي تتّسم به مخيّمات اللاجئين.
لذلك،تكلّمنا مع بعض الأسر الفلسطينيّة والسوريّة التي تعيش حالة اللجوء في لبنان، متنقّلين بين مخيّمات شاتيلا وبرج البراجنة ومارالياس في بيروت، وعين الحلوة في صيدا، ومخيّم عرسال للاجئين السوريّين.
وفي ما يلي  بعض الأسرار والحيل التي يتّبعها الأهل كي ينعموا بعلاقةٍ جنسيّة بعيداً عن أعين الأطفال ومسامع الجيران:

إنتظار خلود الأطفال إلى النوم

طفىء  أحمد ز. (29 سنة) المصباح الكهربائي في خيمته في مخيّم عرسال للّاجئين السوريّين، بعدما يتأكّد من نوم طفله الأوّل عبدالرحمن. 
وينام أحمد في الفراش إلى جانب زوجته  وطفلهما الذي  يبلغ من العمر عاماً ونصف، والذي أنجباه في الخيمة نفسها. 
يضحك أحمد عندما نسأله عن خشيتهما من الجيران، ويقول لنا: "كل واحد ملتهي بحاله، أكيد ما منخلي الجيران يسمعونا وما تنسى كمان نحن ما بدنا عبودي يصحى". 
حال أحمد هي حال العديد من الأسر التي لديها أطفال صغيري السن، حيث ينتظر الأهل نوم صغارهم ليمارسوا الجنس في الظلام.

الأهل يطردون أطفالهم من المنزل


شاب في مشهد تمثيلي في مخيم برج البراجنة Source: يلا فيد
يستخدم بعض الأهل حيلاً مع أبنائهم كي يروق لهم الجو وينعموا بعلاقةٍ جنسيّةٍ تأخذ فيها القبلة مداها ولا يسرقها الزوجان في زوايا منزلٍ يتقاسمانه مع أطفالهما. 
ويشرح لنا عبد العزيز من مخيم برج البراجنة بالقول: "أغلب البيوت هون زغيرة والناس ما بتاخد راحتها، عشان هيك كان لازم نتخلص من الولاد شوية وقت". 
لذا، يطرد الوالد أطفاله من المنزل كي يلعبوا في الحارة ويقوم بإقفال الباب بإحكامٍ كأحد الإجراءات الإحترازيّة. 

إرسال الأطفال إلى الأهل والأقارب والجيران!

يقوم زياد وزوجته منى بإرسال أطفالهما إلى الأهل والأقارب كي يمضوا ليلتهم هناك، وبحجّة توفير وقتٍ من التسلية لهم مع أطفال آخرين. 
وبالطبع، فإنّ القصد من هذا التصرّف هو إفراغ المنزل من الأطفال كي يلائم الجو الزوجيْن ويستمتعا بليلةٍ حمراء من دون إزعاج. 
لكنّ هذا الأمر لن يكون بالمجان، إذ أنّ تبادل الأطفال لاستغلال فرصة غيابهم عن المنزل هو أمر تقوم به العائلات دوريّاً بين أقارب وجيران وبيت الجد والجدّة. 

إستغلال وقت ذهاب الأطفال إلى المدرسة

يستغلّ الأهل وجود أطفالهم في المدارس التي أنشأتها الجمعيّات والمنظّمات الإنسانيّة على أطراف المخيّمات، ويعتبر الأهل أنّ لوجود الطفل في الصف منفعتيْن؛ الأولى هي أن يتعلّم والثانية لمصلحتهما الشخصيّة. 
فيوضح راجي من مخيّم مارالياس في بيروت قائلاً: "نحن غير ملزمين بتسجيل أطفالنا في مدارس الأونروا الملاصقة لمنازلنا"، ويضحك بطريقةٍ عفويّة ويضيف: "أنا سجّلت ولادي بمدرسة بعيدة...هني بيتعلموا ونحن منتسلى."

الرحلات والنشاطات الترفيهيّة الصيفيّة

لا يجد الأهل سبيلاً بعد انقضاء العام المدرسي سوى تسجيل أطفالهم في النشاطات المدرسيّة. 
وشرح لنا أحمد ز. من مخيّم عرسال بأنّ النشاطات الترفيهيّة مفيدة للأسرة والطفل، وتفسح المجال أمام الأهل للاهتمام بشؤونٍ أخرى قد تكون المعاشرة الزوجيّة إحداها. 
أمّا في مخيم البرج، ففرح الأهل كالأطفال حين إشترى أحد الأشخاص سيّارةً خشبيّةً ليقوم بجولةٍ سياحيّةٍ للأطفال داخل أرجاء المخيّم.
فكان الأمر أشبه بهديّةٍ لكل زوجيْن كي يتخلّصا من أطفالهما لوقتٍ قصير ينفردان فيه ببعضهما البعض. 

بعد الإجراءات التقنيّة في المنزل


مخيم برج البراجنة في بيروت Source: يلا فيد
محمود من مخيّم عين الحلوة يشكو من تلاصق منزله بمنزل جيرانه، فيكشف لنا  بعد التفاصيل التي يلجأ إليها كي يكون بأمانٍ من نظرات الجيران الحشريّة. 
فهو قد إضطرّ لإجراء بعض التعديلات في البناء، ويقول: "كان الأمر مكلفاً ماديّاً ولكنّي في النهاية شعرت بالراحة. 
أن تعلم بأنّه ما من رقابةٍ هنا على البناء جعلني أعدّل في شكل المنزل وأبعدت أنظار المحيطين عن حرمة غرفة النوم لديّ. 
كذلك، كان لا بدّ من تركيب الزجاج الداكن الذي يخفي التفاصيل على الشبابيك إضافةً إلى جعل الحيطان في غرفتي عازلةً للصوت".

الموسيقى الصاخبة


لاجئ سوري يركب صحنا لاقطا على باب خيمته في لبنان Source: avaxNews
إنتاب إيمان الخجل حين سألناها عن ابنها الرضيع وكيف أنجباه في خيمتهما الصغيرة في مخيّم عرسال شرق لبنان.
أمسكت إيمان بطرف حجابها وأخفت أسنانها وهي تضحك بصمتٍ قائلةً: "جبناه والله حكم". 
لكنّ إصرارنا على معرفة التفاصيل، جعلها تنطق لنا بكلمتيْن كشفتا لنا وسائل الإختفاء: "موسيقى عالية".
كانت الإجابة صادمةً بعض الشيء، ولكنّها وسيلة قد لا تخطر إلّا على بال من هو بحاجةٍ... فالحاجة أم الإختراع! 
يلجأ العروسان الجديدان إلى تشغيل الراديو أو جهاز التلفزيون على موسيقى عالية وصاخبة تغزو مسامع الجيران، فيهنآن بوقتٍ قصيرٍ من دون أن تسرّب جدران الخيمة ما هو مستور.