<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إحياء الذكرى السابعة لرحيل آية الله فضل الله والكلمات تشدد على دوره الفكري الريادي المقاوم

مشاركة التدوينة :
أحيت مؤسَّسات آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله (رض) الذكرى السنوية السابعة لرحيله، باحتفال جماهيري حاشد أقيم في قاعة الزهراء (ع) في حارة حريك وشخصيات دبلوماسية ونيابية وعسكرية وعلمائية واجتماعية وثقافية وبلدية، وحشود شعبية غفيرة غصت بهم القاعة ومحيطها.
السيد علي فضل الله في الحفل
السيد علي فضل الله في الحفل
قدم أطفال المبرات نشيداً من وحي المناسبة، ثمّ ألقى نجل الراحل الكبير فضيلة السيد علي فضل الله كلمة قال فيها: "لم يجامل السيد ولم يساوم أحداً على المبادئ.. كان قوياً بالله.. لم يجامل استكباراً ولا احتلالاً ولا ظلماً.. رفض كلّ المغريات.. ولم يأبه لكلّ التهديدات ولا لمحاولات الاغتيال والترهيب التي تعرض لها.. ولم يحل دونه في ذلك عنوانٌ.. حتى عنوان المرجعيّة، عن أن يقول حقاً أو يدفع باطلاً.. حين قال له بعض محبيه في العراق بعد الاحتلال الأميركي.. أن لا يتحدّث بسوءٍ عن هذا الاحتلال، لأنه سحق الطاغية.. فقال لهم: الاحتلال ليس جمعيةً خيريةً.. قالوا له: سوف تفقد مقلّديك وتتأثر مرجعيتك بهذا الموقف.. فقال لهم: إذا تعارضت المرجعية مع الحق ومع رضا الله، فإني أضعها تحت قدمي..". موكداً على دعوة السيد الراحل "للوحدة بكلّ مجالاتها.. وكان يؤلمه أن لا تستعيد الأمة تاريخها الوحدوي، وأن تستبدل به تاريخ الأحقاد والضغائن والصراعات..".
ولفت نجل الراحل الكبير إلى "إنَّنا نرى أنّ لبنان يمكنه أن يشكّل هذا الأنموذج الإنسانيّ في صياغته لوحدته وبناء دولة الإنسان التي أرادها السيد، إن تحرّر القادة الدينيون والزعماء السياسيّون والنخب الثقافية والاجتماعية من عصبياتهم الطائفية.. واستندوا إلى القيم التي تحملها الديانات السماوية، فعاشوها واستلهموها في حياتهم".
وأردف قائلاً: "سوف نسير على خطاه في مواجهة كلّ المنطق التكفيري.. وفي مواجهة فكر التكفير.. لكي نظهر تهافت هذا الفكر وزيفه، حين يستند إلى بعض الكتاب ويتجاهل البعض الآخر.. وأن نبرز قصوره في تمييز الصحيح من الفاسد.. أن نواجه إرهابه حين يتحول إلى آلةٍ للقتل...".
وشدد على مواصلة نهج السيد الراحل في تعزيز روح المقاومة في لبنان وفلسطين، في مواجهة العدو الصهيوني، ورفض مخططات التبعية والتقسيم، والوقوف مع كلّ الشعوب التي تدافع عن حريتها وحقها في العيش الكريم وإحساسها بإنسانيتها وكرامتها..".
وختم السيد فضل الله قائلاً: "سوف نواصل معاً حفظ المؤسّسات التي كانت من الناس وإليهم.. وهو الّذي كان يرفض أن تنعت هذه المؤسّسات باسمه.. كان يقول: شرفٌ لي أنني أطلقتها، ولكن الناس هم الذين بذلوا ويبذلون في سبيلها.. هي ملكهم، وعليهم أن يحفظوها وأن يحموها وأن ينقدوها.. سنحفظ معاً الأيتام والفقراء والمحتاجين والمعوقين، الذين كان هدف رعايتهم، ولا يزال، حفظ إنسانهم وكراماتهم وحفظ المجتمع من خلالهم..".
تلاه كلمات لكل من الإعلاميين سامي كليب وسركيس نعوم وصلاح سلام.
واختتم الاحتفال بكلمة لناشر صحيفة السفير الأستاذ طلال سلمان، قال فيها: "يصعب الحديث عنك، سماحة السيد، بصيغة الماضي، لأن حضورك الباهر باقٍ، وتأثيرك الفكري راسخ، وخلال شهر رمضان المبارك كنت شريك الهلال في الحضور".
وأضاف سلمان: "لقد قاد هذا النجفي المتحدّر من عيناثا (على تخوم فلسطين) لأسرة من العلماء، مع بعض رفاقه المستنيرين، ثورة حقيقية في قلعة الفقه ومركز المرجعية، هدفها الأساسي ربط الدين بالحياة، وتيسيره على المؤمنين، وجعله يحرّض على كسر النمطية والتقليد الجامد، ورفض الخنوع، والاستسلام والتعامل مع الحاكم ــ مهما بلغ ظلمه ــ وكأنه ظلّ الله على الأرض..".
مشاركة التدوينة :

لبنان

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :