<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ساعات حاسمة أمام الأزمة مع قطر

مشاركة التدوينة :
بقلم: جويس كرم


ينتهي اليوم الاحد الموعد المحدد للرد على سلسلة المطالب المقدمة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر إلى قطر وسيتحدد معه أفق الأزمة. ففي حال ردت الدوحة بتنازلات تلاقي المساعي الكويتية والأميركية، فقد يحمل الأسبوع المقبل انفراجاً، فيما سيعني عدم الرد وتجاهل المطالب، أزمة مفتوحة وتصعيداً محتملاً.
خمسة أسابيع مرت منذ بداية الأزمة تخللتها مفاوضات مكوكية غير مباشرة قادها الجانب الكويتي وانتقل جزء منها في الأسبوع الأخير إلى العاصمة الأميركية التي شهدت حراكاً عربياً غير مسبوق منذ وصول دونالد ترامب إلى الحكم. وانعكس ذلك في زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وهي الثانية في أقل من أسبوعين إلى واشنطن، وقدوم وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء ووزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. كما وصل العاصمة الأميركية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بداية الأسبوع الماضي في زيارة خاصة.
الجهود الأميركية والاجتماعات الأبرز مع الوفود قادها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي تجمعه مع القيادات الخليجية معرفة طويلة من خلال عمله سابقاً كمدير للشركة الأميركية وعملاقة النفط «أكسون». وفي عملية توزيع الأدوار في الإدارة الأميركية والمواقف المتشعبة وليس بالضرورة المتناقضة حول الأزمة، فإن تيلرسون اختار موقع الوسيط، بالضغط ديبلوماسياً لإيجاد حل سريع والتواصل مع الدوحة لتفسير تصريحات الرئيس دونالد ترامب والتي اتهمت قطر «بتمويل الإرهاب» حتى أول من أمس. ففي حين قال ترامب في تجمع خاص يوم الجمعة: «لدينا خلاف مع قطر... أفضّل ألا يمولوا الارهاب»، دعا تيلرسون جميع الأطراف إلى الجلوس حول الطاولة للبحث بالمطالب والوصول إلى حل.
نهج تيلرسون التصالحي يختلف عن أسلوب ترامب ومساعده وصهره جاريد كوشنر ومستشارين في البيت الأبيض يرون في الأزمة فرصة لتغيير مسار قطر ومحاربة تمويل الإرهاب وتنظيمات إسلامية تعتبرها إدارة ترامب متطرفة وتأوي إرهابيين. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» أن تيلرسون كان غاضباً في أحد اللقاءات في البيت الأبيض الأسبوع الفائت، وعلا صوته بسبب تأخر التعيينات في الخارجية، وأن كوشنر قال لمساعدة الوزير أنه «تصرف في شكل غير مهني». هذا التمايز في النهج بين البيت الأبيض والخارجية يعقد الجهود الأميركية، ويزيد الضغوط على تيلرسون لحصد تنازلات من قطر يقبل بها ترامب.
وتشكل الساعات المقبلة نافذة حاسمة لمسار الأزمة. ففي حين قال وزير الخارجية القطري في محاضرة في واشنطن الخميس الفائت أن المطالب «ستكون فاقدة الصلاحية» بعد يوم الاحد وأن البديل هو إطلاق مفاوضات «لائقة»، فإن عدم رد قطر بالمطلق على المطالب قد يدفع باتجاه تصعيد ويحبط جهود الوزير الأميركي. في الوقت ذاته، هناك حديث أميركي عن إمكان إعلان تيلرسون تنازلات من قطر وخطوات تتخذها الدوحة يوم الإثنين، تفتح الباب لمفاوضات بين الأطراف.
ونقل موقع «ديلي بيست» الأميركي أن من بين المقترحات التي عمل عليها تيلرسون، وضع مسؤولين من وزارة الخزانة الأميركية في المصرف المركزي القطري «كمستشارين تقنيين» لمكافحة تمويل الإرهاب. أما الاقتراح الثاني فيتناول «إعادة هيكلة» قناة «الجزيرة» وتعيين مجلس إدارة لجعل «الجزيرة» العربية أقرب إلى شقيقتها الانكليزية من حيث المضمون. هذه المقترحات هي ضمن سلة أفكار أميركية لكسر الجمود وتحريك المفاوضات.
ففي حال نجاح تيلرسون باقتناص تنازلات يؤيدها البيت الأبيض واعلانها الاثنين، فهذا قد ينقل الأزمة الى مسار تفاوضي باتجاه حلول وتغييرات ملموسة . أما في حال مضى موعد الاحد من دون اعلان أميركي أو رد ملموس من الدوحة ، فهذا يضع الأزمة على مسار التصعيد في المدى المتوسط ويعقد جهود المفاوضين.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :