<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إغلاق ملف النايف.. صفقة إسرائيلية بلغارية.. وضربة فلسطينية متوقعة

مشاركة التدوينة :
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
أغلقت السلطات البلغارية، اليوم السبت، ملف اغتيال الشهيد عمر النايف، الذي قُتِل في 26 فبراير 2016 داخل السفارة الفلسطينية

لكن ماذا يمكن أن نفهم من إغلاق الملف؟ هل هناك صفقة "إسرائيلية – بلغارية" تمت خصوصًا وأن إسرائيل تريد للقضية أن تكون بلا نتائج؟ بل بالعكس فإن بلغاريا أعطت نتيجة وهمية وغير منطقية، وهي أن وفاة النايف كانت بسبب الانتحار وليس نتيجة عملية اغتيال!

المحلل السياسي، إبراهيم المدهون، أكد أن جريمة اغتيال الشهيد عمر النايف كانت واضحة ومُدان فيها عديد الأطراف، وعلى رأسهم الموساد الإسرائيلي الذي دأب على القيام بمثل عمليات الاغتيال خارج إسرائيل.

ضغط على بلغاريا

وأضاف المدهون لـ "دنيا الوطن"، أن بلغاريا لربما أرادت أن توصل رسالة مفادها أن الاغتيال لم يكن سياسيًا، وإنما كان جريمة تحدث في أي مكان في العالم.

وبيّن أن ذهاب السلطات البلغارية إلى إقفال ملف النايف دون أدلة قاطعة أنه "انتحر"، يشكل انحيازًا واضحًا لإسرائيل، لأن كل الشواهد تقول إنه قُتل في عملية اغتيال، مشيرًا إلى أن احتمالية وجود ضغوطات إسرائيلية أمريكية مورست على بلغاريا واضحة، إضافة إلى ممارسات الاحتلال المعهودة بابتزاز القائمين على التحقيقات أو حتى رشوتهم أو الوصول إلى ما أكبر من ذلك بوجود تواطؤ إسرائيلي بلغاري في هذا الملف.

وتابع المدهون: "إقفال الملف بهذه البساطة يترك علامات استفهام كبيرة، ويتوجب الأن على الدبلوماسية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في بلغاريا أن يقومان بواجبهما وإعادة القضية إلى الواجهة وإحيائها من جديد".

أما المحلل السياسي، جهاد حرب، فقال: إن إسرائيل ضغطت على بلغاريا من أجل الوصول إلى هذه النتيجة الغامضة بإقفال الملف واعتبار أن الشهيد النايف انتحر.

إخفاق بلغاري

وأوضح لـ "دنيا الوطن"، أن ادعاء فرضية الانتحار غير منطقية وغير موجودة بعد كل تلك التفاصيل التي تُظهر أنه تم اغتياله، لافتًا إلى أن فرضية التواطؤ قائمة ولا يمكن استبعادها، لإدراكنا قدرة إسرائيل على الضغط على أي دولة في العالم من أجل تمرير أي ملف يُدينها، مع إمكانية القول إن السلطات البلغارية قد تكون أخفقت في كشف تلاصم الجريمة.

وفيما يتعلق بشكل الرد العسكري الفلسطيني على اغتيال النايف، ذكر حرب أن طبيعة وشكل ومكان وتوقيت الرد غير واضحة الآن لأن ذلك يتطلب ظروفاً وإمكانيات للفصيل الفلسطيني الذي من الممكن أن يرد على الاغتيال، فكل الاحتمالات واردة بشكل الرد سواءً داخل أو خارج فلسطين وكل الرؤوس الإسرائيلية قد تكون مستهدفة.

بدوره، المحلل العسكري والاستراتيجي، د. محمود العجرمي، ذكر أنه لا يمكن فهم قيام بلغاريا بإغلاق ملف النايف إلا عند توقيعها اتفاقية "تسليم مجرمين أو إرهابيين" مع إسرائيل.

رد غير متوقع

وأشار العجرمي لـ "دنيا الوطن"، إلى أن ما يفسر كذب الرواية البلغارية هو أن من كان يؤمن السفارة الفلسطينية في بلغاريا هم عناصر من الشرطة المحلية في بلغاريا، مبينًا أنه وفق الاتفاقات الدولية تتولى الدولة التي بها السفارة تأمينها، فاغتيال الشهيد النايف سبقه طلب بلغاري من السلطة الفلسطينية تسليم النايف.

وأضاف أن الزيارات التي قام بها رئيس وزراء بلغاريا إلى القدس ومقابلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مؤخرًا، هي تأكيدات على أن كل الطرق كانت تؤدي نحو إغلاق الملف ووضعه تحت ادعاء أنه انتحر.

وتابع العجرمي: "اغلاق ملف الجريمة بهذا الشكل بزعم الانتحار، قد يُعجِل من سرعة الرد على اغتيال النايف، وهذا ما أكدته الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها الشهيد".
بصوفيا، فزعمت بلغاريا أن النايف "انتحر" نافية أنه قتل في جريمة اغتيال، رغم أن تحقيقات الملف لم تنته بعد، ورغم وجود شبهات جنائية تُظهِر أن النايف قُتل في عملية اغتيال تحمل بصمات الموساد الإسرائيلي، وهذا ما أكدته أطراف فلسطينية وعربية عدة، وأيضًا تحقيقات صحفية أعدت لذلك.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :