<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

قرار منظمة اليونسكو حول الحرم القدسي الشريف.. ضربة سياسية دينية موجهة لاسرائيل

مشاركة التدوينة :
قرار منظمة اليونسكو حول الحرم القدسي الشريف.. ضربة سياسية دينية موجهة لاسرائيل




أسباب غضب القيادة الاسرائيلية والاجراءات المتوقعة

قرار مهم ويجب عدم الاعتماد عليه للحفاظ على الحرم

محاولة استغلال القرار لقلب وتغيير الحقائق

الهيئة الادارية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (أليونسكو) اقرت مشروع القرار الفلسطيني الذي "يؤكد ان المسجد الاقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) هو من المقدسات الاسلامية الخالصة، ولا علاقة لليهود فيه".
صوتت لصالح القرار 24 دولة، وتغيب مندوبا دولتين، وعارضته ست دول، و26 دولة امتنعت عن التصويت، والدول التي صوتت لصالح القرار هي:
الصين، البرازيل، مصر، جنوب افريقيا، بنغلادش، فيتنام، روسيا، ايران، لبنان، ماليزيا، المغرب، ماوريتسيوس، المكسيك، موزامبيق، نيكاراغوا، نيجيريا، عُمان، باكستان، قطر، الدومينيكان، السنغال، والسودان.
أما الدول التي عارضته هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، هولندا، المانيا، استونيا، ولاتفيا.
واظهر القرار الاسماء العربية الاسلامية للمسجد الاقصى، والحرم الشريف وساحة البراق، واكد في القرار المدرج تحت اسم فلسطين المحتلة على بطلان جميع اجراءات الاحتلال التي غيرت الوضع القائم بعد 5 حزيران 1967".
ودان القرار ممارسات اسرائيل واجراءاتها في اجراء الحفريات أو اقتحامات المتطرفين اليهود للحرم القدسي الشريف، وطالب اسرائيل بالانصياع لقرارات اليونسكو السابقة.
هذا القرار الذي اتخذ يوم الخميس 13/10/2016 في باريس/ فرنسا اثار غضب اسرائيل، وفي المقابل تم الترحيب به من قبل العديد من الدول المساندة لحل القضية الفلسطينية.

أسباب الغضب الاسرائيلي
أتى الغضب الاسرائيلي من مختلف الاحزاب والتيارات والحركات الاسرائيلية سواء اكانت متدينة أو علمانية. ويمكن نسب هذا الغضب الى عدة عوامل ومن أهمها:
·        اعتبر القرار بمثابة اعتداء "دولي" على ملكية اليهود لاقدس مكان مقدس لهم في القدس. وتمت مصادرة هذه الملكية لصالح دين آخر!
·        اعتبر أيضاً مساً بالديانة اليهودية، وهو يمهد لصراع ديني مستقبلي بين المسلمين واليهود ينطلق من قلب القدس.
·        ادان الاجراءات الاسرائيلية من حفريات، واقتحامات، ومنع الاوقاف الاسلامية من الترميم.
·        اعتبر القرار ما قامت به اسرائيل من توسعات لساحة المبكى اجراءً مرفوضاً، لانه غير قانوني.
·        طالب اسرائيل بضرورة الالتزام بجميع القرارات السابقة الصادرة عن اليونسكو!
·        اتهمت اسرائيل السلطة الفلسطينية بالعمل على منع زيارة اليهود للحرم القدسي الشريف والتحريض على ذلك.
·        اعتبرت القيادة الاسرائيلية تقديم مشروع القرار من قبل السلطة الفلسطينية بمثابة اجراء احادي الجانب، وهو استفزازي، يهدف الى تشويه صورة اسرائيل امام العالم كله.
·        الشعور بوجود نوع من "العزلة السياسية" لاسرائيل اذ ان دولا عديدة امتنعت عن التصويت، وكانت تراهن على تصويتها ضد القرار.
·        اتهام اسرائيل لدولة قطر والدول التي صوتت لصالح القرار بأنها تعمل على ادخال "الاخوان المسلمين" الى منظمات الامم المتحدة، واليونسكو هو بداية انطلاق هذا الدخول، أي أنهم جعلوا من هذه المنظمة الدولية منصة للعبور الى مؤسسات الامم المتحدة المختلفة، علماً أن اسرائيل تدرك أن الولايات المتحدة كانت من المعارضين بشدة لهذا القرار، وقطر من الدول الداعمة للاخوان، وهي التي عملت وبذلت جهدا كبيرا للمصادقة على مثل هذا القرار الخطير بالنسبة لاسرائيل.
·        تضمن القرار لغة لم تقبل بها اسرائيل، وخاصة الاشارة الى فلسطين المحتلة، والى ان حائط المبكى هو "البراق"!
·        اعتبار "اليونسكو" منظمة علوم وثقافة والتربية، وليست منظمة دينية لتصدر قراراتها حول اماكن دينية مقدسة، مع ان هذه الاماكن تعتبر تراثية سواء رضيت اسرائيل ذلك لم أبت!

نقطة تحوّل خطيرة
يعتبر القرار مهماً بالنسبة للعالم العربي وكذلك لاسرائيل. فمن وجهة نظر عربية، فانه قد اوصل رسالة الى اسرائيل مفادها ان هذا الحائط (حائط البراق) هو ملك للمسلمين، وممنوع التصرف به من خلال توسيع او اقامة منشآت الا بعد الحصول على موافقة المسؤولين عن هذا الحرم.
وكذلك اعتبر ان أي اجراء يتخذ بخصوص الحرم القدسي الشريف هو مخالف للواقع.. وان هذا الحرم هو للمسلمين فقط، أي أن نوايا اسرائيل للسيطرة عليه، أو تقسيمه زمنياً أو غير زمني مرفوضة، ولن يسمح بتنفيذها وتحقيقها، وان على اسرائيل وقف كل تدخلاتها واجراءاتها وتصرفاتها وقيودها فيما يتعلق بهذا المكان المقدس.
كذلك اعتبر القرار كتوضيح للعالم الاسلامي، ولكل دول العالم بأن اسرائيل تنتهك الاماكن المقدسة في القدس من خلال اجراءاتها في الحرم ومحاولة السيطرة عليه، أي أن القرار عَرّى تجاوزات اسرائيل المرفوضة!
أما نقطة التحول من وجهة النظر الاسرائيلية فتكمن في أن السلطة الفلسطينية اثارت قضية هي في غاية الخطورة، هي أن هذا القرار  - حسب نظر الاسرائيليين – سلب منهم مكاناً مقدساً هو مهم جداً لهم، وهو أقدس الاقداس. وهذا هو عمل استفزازي كبير لا بدّ من الرد عليه، ووضع حد له.
ونقطة التحول الاخرى في نظر الاسرائيليين ان دولا عربية تقيم علاقات مع اسرائيل، مثل مصر، صوتت لصالح القرار مع ان هذه الدول تحاول التوسط لدى اسرائيل والسلطة الوطنية للعودة الى طاولة المفاوضات، للتوصل الى اتفاق سلام شامل.
ونقطة التحول الثالثة فتكمن في ان على اسرائيل تحسين علاقاتها مع الدول التي صوتت لصالح القرار، وقد بدأت بعض الدول في التراجع عن التصويت ومنها المكسيك والبرازيل، والتشيك وايطاليا، مما يوفر الارضية لتقديم مشروع قرار مستقبلي يشطب أو يلغي هذا القرار.

اجراءات اسرائيلية متوقعة
أمام نقطة التحول الذي نتج عن هذا القرار، فان اصواتاً عديدة داخل اسرائيل تنادي وتطالب باتخاذ اجراءات فورية وحاسمة ومشددة ضد السلطة الوطنية التي تكيل العداء لدولة اسرائيل، وتحاول سلب أهم اماكنها المقدسة.
ومن الاجراءات المتوقعة او تلك التي تنادي بها مثل هذه الاصوات الغاضبة على القرار:-
·        تشجيع الاسرائيليين على زيارة الحرم وبأعداد كبيرة وبصورة يومية.
·        استمرار اعمال توسيع وتطوير ساحة المبكى دون أي اعتبار أو اهتمام بهذا القرار.
·        مواصلة السيطرة والهيمنة على الحرم القدسي الشريف، ودراسة امكانية السماح للاسرائيليين بأداء شعائر دينية، أو تقسيم الحرم زمنياً.
·        تشديد القيود على دخول الحرم، واتخاذ المزيد من الاجراءات التعسفية ضد المرابطين فيه، والمدافعين عن الحرم القدسي الشريف.
·        تصعيد العمليات الاستيطانية سواء في القدس أو الضفة الغربية نكاية بطلب السلطة الفلسطينية بضرورة وقف هذه الأعمال؟
·        سحب بطاقات الشخصية المهمة (VIB) من العديد من المسؤولين الفلسطينيين الذين كانوا مشجعين لطرح هذا القرار على منظمة اليونسكو.
·        اعتبار الرئيس محمود عباس ليس شريكاً في مسيرة السلام، بل محرضاً ضد دولة اسرائيل. وشن حملة اعلامية عالمية ضده كمقدمة لاجراءات ضده! أي أن اسرائيل بدأت العد التنازلي لـِ "التخلص منه" اذا واصل هذه السياسة المعادية!
·        اجراء اتصالات سياسية مكثقة جدا من اجل تراجع من صوت لصالح القرار من الدول، والعمل على شطب القرار بتمرير قرار آخر يؤكد أن "المبكى" هو "ملك لليهود"!
·        مراجعة قطر وتوبيخها بأن ما قامت به من تحريض سيمس بالعلاقة القائمة معها، وقد يتم وضع قيود على دعمها لحركة "حماس" في القطاع، وكذلك قد تقيد حركة مبعوثها الذي يتردد للقطاع عبر المعابر الاسرائيلية.

استثمار اسرائيلي خطير للقرار
من عادة اسرائيل ان تحاول استيعاب أي ضربة، ومن ثم التعامل معها بهدوء، ومحاولة استغلالها قدر الامكان.
هذا القرار شكّل ضربة كبيرة، ولكن الجهود الاسرائيلية تبذل من اجل استغلال واستثمار هذا القرار؟ والسؤال كيف؟
الاستغلال يتم دينياً وكأنه قرار لا سامي يستهدف اليهود، وبالتالي محاولة كسب تعاطف وتعاضد العالم معهم. وهذا التعاطف سيؤدي بالطبع الى تراجع الدول المؤيدة للقرار، والعمل على شطبه. وعندما يشطب القرار تستفيد اسرائيل كثيرا من ذلك اذ ان الشطب سيؤكد على ان هذا الحائط هو ملك لاسرائيل، وليس للاوقاف الاسلامية، وقد يمنح هذا القرار الحرية الكاملة لعمل ما يريدون في ساحة المبكى أو داخل الحرم حفاظاً على حائط المبكى، أو حفاظاً على حقوقهم في زيارة الحرم من دون أية معارضة أو قيود.
اذا تمت عملية الشطب للقرار، فان اسرائيل رابحة، واذا لم تتم عملية الشطب، فان اسرائيل ستبرر اجراءاتها وممارساتها وكأنها رد واضح وقوي على هذا القرار.

مجرد قرار رمزي
هذا القرار هو رمزي، ولن تكون له أي فاعلية على الارض اذ ان اسرائيل ستواصل هيمنتها على الحرم، وهذا القرار سيدفعها الى اتخاذ اجراءات اضافية لتعزيز هذا التواجد وهذه السيطرة.
لم تحترم اسرائيل، ولم تعترف، ولم تطبق العديد من قرارات الشرعية الدولية، وهذا القرار سيتم ضمه الى سلسلة القرارات التي تجاهلتها وتتجاهل تطبيقها اسرائيل.
وسبب عدم احترام هذه القرارات يعود الى عدة امور ومن أهمها:
1.     الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل والذي يمنع أي اجراء عقابي لها على تغاضيها عن القرارات الدولية.
2.     نفوذ اللوبي الصهيوني العالمي كبير على المجتمع الدولي بأسره.
3.     ضعف العالم العربي، بسبب انقساماته وبسبب تعرض أقطاره لمؤامرة خطيرة وخبيثة، اشغلته في التصدي للارهاب وادواته وصانعيه!

القرار انجاز ولكن
قرار منظمة اليونسكو مهم، ويعتبر انجازا كبيرا لتأكيد ملكية الحرم القدسي الشريف وملحقاته للمسلمين. ولكن هذا القرار لن يحمي الحرم من الاقتحامات اليومية والمخططات الاسرائيلية العديدة التي اعدت وتعد، والتي نفذت، أو قيد التنفيذ. ولذلك على الجميع الحذر من رد الفعل الاسرائيلي للقرار، وكذلك من الاجراءات الاسرائيلية القادمة، أي انه لا يجوز الاعتماد على القرار وكأنه حامي حمى الحرم، بل المطلوب التواجد والرباط فيه، والتصدي بهدوء للمؤامرات والمخططات الخطيرة التي يحيكها اليمين الاسرائيلي الحاكم الآن.
انطلاقاً من ما ذكر سابقاً، فلا بدّ من وضع خطة عملية للحفاظ على هذا المكان المقدس يلتزم بها الجميع، وتقول لاسرائيل ممنوع انتهاك حرمة هذا المكان المقدس بالذات تماما كما هو ممنوع انتهاك حرمة بقية الاماكن المقدسة في فلسطين وخاصة في القدس!
يجب ألا نعوّل كثيرا على القرار؟ بل يجب ان نعوّل على حضورنا وتواجدنا الدائمين في هذا المكان المقدس كي نمنع تمرير مخططات وبرامج معادية!
هذا هو المطلوب الآن؟ فهل هناك من يصغي الى هذه النصيحة!


مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :

تدوينه عشوائية

لقاء تضامني مع ألاسرى والمعتقلين في مخيم البرج الشمالي

نظمت اللجنة الوطنية للدفاع عن ألاسرى والمعتقلين في سجون ألاحتلال الصهيوني لقاء تضامني تحت عنوان خميس ألاسرى رقم

sourcamps