بقلم: رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة محمود أبو الهيجاء
ستعرف
الزميلة الأهرام القاهرية أن العنوان أعلاه، هو عنوان برنامج تلفزيوني
للإعلامي المصري المعروف "عماد الدين أديب"، لم نجد أفضل وأكثر حنوا منه،
ليكون عنوانا لردنا على ما جاء في "رأي الأهرام" من مقالة تحت عنوان
"مسؤولية السلطة الفلسطينية".
بهدوء
نقول للزميلة "الأهرام" إن القضية الفلسطينية ليست موضع تراجع في أية
اهتمامات دولية أو اقليمية، بدلالة ما حققته في السنتين الأخيرتين، تحديدا
من تقدم بحضورها السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية ومنظماتها من
الأمم المتحدة، التي صار فيها لدولة فلسطين مقعدا وعلمها يرفرف هناك بين
أعلام الأمم، إلى مختلف هيئات المنظمة الأممية، وبالأمس سجلت "اليونسكو"
لدولة فلسطين انتصارا لهوية أيقوناتها التاريخية المقدسة، في المسجد
الأقصى، وحائط البراق، بأنها فلسطينية إسلامية خالصة، ولم يكن هذا الانتصار
ليتحقق لو كان الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية قد تراجع، وقبل ذلك لو
لم يكن الحضور السياسي والدبلوماسي لفلسطين الدولة على هذا القدر من
الفعالية والتأثير، وإذا كانت العزيزة "الأهرام" مشغولة أكثر بمشكلات الأمن
ومجابهة جماعات التطرف والإرهاب وأعمال العنف، وهذا على أية حال، انشغال
إيجابي، بل ومهمة وطنية وقومية وإنسانية، نرانا شركاء فيها، وبكل ما في
الكلمة من معنى، على أن هذا لا يعني انشغال العالم تماما بهذه المشكلات،
حتى لم يعد يبدي اهتماما بالقضية الفلسطينية، وهو الأدرى في الواقع أن هذه
المشكلات جميعها ناتجة عن غياب حل عادل للقضية الفلسطينية، وهذا ما جعل
فرنسا على سبيل المثال لا الحصر، تطلق مبادرتها لعقد مؤتمر دولي للسلام
يحقق تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار حل الدولتين، وعلى
أسس قرارات الشرعية الدولية وبرعاية مرجعياتها.
وبهدوء
وروية نقول للعزيزة "الأهرام" من المثير للغرابة، بل وللأسف أن ترى
"انقسامات فلسطينية متعددة مقابل وحدة الموقف السياسي الإسرائيلي"..!!
بأي
مقاييس ومعايير يمكن أن تصح هذه المقارنة..؟؟ ونطرح السؤال على فرض أن
هناك حقا انقسامات فلسطينية متعددة، و"القاهرة" تعرف قبل غيرها، أن
الانقلاب الحمساوي الذي حقق الانقسام الوحيد في الساحة الفلسطينية، هو
انقسام التدخلات الإقليمية والإسرائيلية معا، على هذا النحو أو ذاك، بجماعة
الإخوان المسلمين الذين شكلوا رأس حربة في تحقيق هذا الانقسام القبيح، وقد
انشغلت واشتغلت "القاهرة" معنا طويلا- وما زالت، وما زلنا- لطي صفحة
الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، والأكثر أهمية أن "القاهرة" تعرف جيدا
من هو الذي عطل وما زال يعطل نجاح هذه المساعي النبيلة، أما حركة فتح فيعرف
القاصي والداني أنها غير قابلة للانقسام، وتاريخها يشهد على ذلك، فكل من
خرج منها، ذهب إلى مزبلة الواقع والتاريخ معا، ولم يشكل سوى لحظة مريضة
لأصحابها ولرعاتها.
يبقى
أن نقول للعزيزة "الأهرام" نعم السلطة الوطنية وقبل ذلك منظمة التحرير
الفلسطينية، هي التي تمثل الكل الفلسطيني، وما من حوار وطني رعته، وما زالت
ترعاه غير حوار الوحدة، ولا مصالحة غير المصالحة الوطنية التي تنهي
الانقسام القبيح وتحقق الوحدة المنشودة للمضي قدما في طريق الحرية بمواجهة
أجدى للتعنت الإسرائيلي؛ لفرض حقيقة السلام وضرورته إلى أن يتحقق بدولة
فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما يرعاه الرئيس أبو
مازن وما يصر عليه ويؤكد ضرورته، ويعمل بدأب حكيم، وحسم حليم، لتحقيقه،
وبدعم فلسطيني وطني شامل وموقف عربي قومي شجاع، ولو كره الخارجون عن الصف
الوطني.
ــــــــ
/ف.س
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :