عندما تعود جموع الفلسطينيين المشردين الى أرض وطنهم، ويقيمون دولتهم المستقلة ويستعيدون حريتهم الكاملة في تقرير مصيرهم السياسي، الذي حرموا منه على إثر انتهاء الاستعمار البريطاني لفلسطين، ثم إقامة الكيان الصهيوني على أرضها التاريخية، أي عندما يصل النضال الفلسطيني الذي تجاوز المئة عام (منذ «وعد بلفور») إلى نهايات «سعيدة»، لا بد من كتابة طويلة ومعمّقة لفصول هذا النضال، سيكون من أبرزها بلا شك فصل مميز عن نضال الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، بالذات بعد استكمال احتلال أرضهم في العام 1967.
لا شك في أن عشرات آلاف الفلسطينيين، إن لم يكن مئات الآلاف منهم، قد مرّوا بشكل متعاقب وعلى مدى سنوات، على تجربة الأسر في المعتقلات الإسرائيلية.
أما العدد الثابت للأسرى، الداخلين للأسر والخارجين منه، فقد وصل إلى حدود الأحد عشر ألف أسير، وبقي في هذه الذروة العالية سنوات طويلة، لكنّه تراجع مؤخراً إلى نحو سبعة آلاف. وقد كان بين آلاف الأسرى هؤلاء أعداد من النساء والأطفال، ويبدو أن العدد الأعلى من الأطفال المعتقلين موجود في المجموعة الحالية من الأسرى الفلسطينيين.
يتميّز الفلسطينيون من أسرى المعتقلات الإسرائيلية، بأنهم تدرّجوا في مقارعة جبروت القوات المسلحة والكراهية العنصرية لمستوطني كيانها الإسرائيلي، حتى وصلوا في هذه الدرجات الى المراتب العليا، التي كثيراً ما تؤدي إلى الشهادة، كما حصل مع أحد المضربين مؤخراً عن تناول الطعام (الشهيد ياسر حمدوني). وهي ترتفع أحياناً أخرى إلى حد الانتصار على جبروت الكيان الإســــرائيلي، وانتــــزاع الحرية الشخصية الكاملة، كما فعل الأسرى المضربون عن الطعام مالك القاضي ومحمد ومحمود البلبول.
ولعل أكثر الأسرى مظلومية هم ضحايا الاعتقال الإداري، الذي يتمّ من دون اعتماد ضوابط قانونية شكلية حتى، فتلقي شرطة الاحتلال القبض على المواطن الفلسطيني من دون الاضطرار إلى توجيه أي تهمة «قانونية» له، وتمدّد فترة اعتقاله مرات ومرات، من دون حدود زمنية ينص عليها «القانون». لذلك، فقد بدأت تظهر بين هؤلاء الأسرى حالات تمرد قصوى تمثلت بالإضراب عن تناول الطعام، حتى إلغاء الاعتقال الإداري.
ولا بد طبعاً من التذكير بأن الأسرى الفلسطينيين كافة يخضعون لأقسى حالات احتجاز الحرية، حيث تنتزع إسرائيل من المؤسسات الحقوقية الدولية فرصة الإشراف على ظروف عيش هؤلاء الأسرى، خاصة النساء منهم والأطفال، حتى تجتمع في الظروف التي يعانيها هؤلاء داخل المعتقلات، كامل أبعاد المأساة الناجمة عن نكبة 1948 واحتلال 1967.
من المهم أيضاً التذكير بأن آلاف الأسرى المعتقلين يضمّون نماذج المجتمع الفلسطيني كافة، من المواطن العادي إلى القيادي السياسي، مثل القيادي «الفتحاوي» مروان البرغوثي، والأمين العام لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
إن الفلسطينيين الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية يمثلون ذروة التضحية من أجل قضية ما زالت حيّة فيهم كما في من لا زالوا أحراراً من الفلسطينيين، برغم كل محاولات قتلها في النفوس.
لا شك في أن عشرات آلاف الفلسطينيين، إن لم يكن مئات الآلاف منهم، قد مرّوا بشكل متعاقب وعلى مدى سنوات، على تجربة الأسر في المعتقلات الإسرائيلية.
أما العدد الثابت للأسرى، الداخلين للأسر والخارجين منه، فقد وصل إلى حدود الأحد عشر ألف أسير، وبقي في هذه الذروة العالية سنوات طويلة، لكنّه تراجع مؤخراً إلى نحو سبعة آلاف. وقد كان بين آلاف الأسرى هؤلاء أعداد من النساء والأطفال، ويبدو أن العدد الأعلى من الأطفال المعتقلين موجود في المجموعة الحالية من الأسرى الفلسطينيين.
يتميّز الفلسطينيون من أسرى المعتقلات الإسرائيلية، بأنهم تدرّجوا في مقارعة جبروت القوات المسلحة والكراهية العنصرية لمستوطني كيانها الإسرائيلي، حتى وصلوا في هذه الدرجات الى المراتب العليا، التي كثيراً ما تؤدي إلى الشهادة، كما حصل مع أحد المضربين مؤخراً عن تناول الطعام (الشهيد ياسر حمدوني). وهي ترتفع أحياناً أخرى إلى حد الانتصار على جبروت الكيان الإســــرائيلي، وانتــــزاع الحرية الشخصية الكاملة، كما فعل الأسرى المضربون عن الطعام مالك القاضي ومحمد ومحمود البلبول.
ولعل أكثر الأسرى مظلومية هم ضحايا الاعتقال الإداري، الذي يتمّ من دون اعتماد ضوابط قانونية شكلية حتى، فتلقي شرطة الاحتلال القبض على المواطن الفلسطيني من دون الاضطرار إلى توجيه أي تهمة «قانونية» له، وتمدّد فترة اعتقاله مرات ومرات، من دون حدود زمنية ينص عليها «القانون». لذلك، فقد بدأت تظهر بين هؤلاء الأسرى حالات تمرد قصوى تمثلت بالإضراب عن تناول الطعام، حتى إلغاء الاعتقال الإداري.
ولا بد طبعاً من التذكير بأن الأسرى الفلسطينيين كافة يخضعون لأقسى حالات احتجاز الحرية، حيث تنتزع إسرائيل من المؤسسات الحقوقية الدولية فرصة الإشراف على ظروف عيش هؤلاء الأسرى، خاصة النساء منهم والأطفال، حتى تجتمع في الظروف التي يعانيها هؤلاء داخل المعتقلات، كامل أبعاد المأساة الناجمة عن نكبة 1948 واحتلال 1967.
من المهم أيضاً التذكير بأن آلاف الأسرى المعتقلين يضمّون نماذج المجتمع الفلسطيني كافة، من المواطن العادي إلى القيادي السياسي، مثل القيادي «الفتحاوي» مروان البرغوثي، والأمين العام لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
إن الفلسطينيين الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية يمثلون ذروة التضحية من أجل قضية ما زالت حيّة فيهم كما في من لا زالوا أحراراً من الفلسطينيين، برغم كل محاولات قتلها في النفوس.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :