<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

مهرجان «أريج فلسطين» يرسو في ميناء صور اللبناني باقة أصوات فلسطينية شابة تغنت بالحاضر والتراث والتاريخ

مشاركة التدوينة :

زهرة مرعي

للمرة الثالثة يحل مهرجان «أريج فلسطين» على شاطئ ميناء صور العتيق، وحوله اجتمع مواطنون من جميع الأعمار والأفكار والفئات، لكن الغلبة كانت لجيل الشباب. في أمسيات ثلاثة متتالية في 678 من سبتمبر/ايلول الجاري غنى بحر مدينة «صور» ورقص وفرح مع سامي حواط، زياد الأحمدية، ومعه خمسة أصوات فلسطينية شابة، اجتهد في تدريبها. والختام كان مع
يُذكر أن أغنية «لا تسألني عن ديني مديون وعايف ديني» التي كتبها الشاعر جورج يمين كان لها الصدى الواسع في حفل «أريج فلسطين»، وطُلب من حواط تكرارها فلبى بترحاب. وحفله كان بمشاركة الفنانين زينب زهر الدين، ونهاد زهر الدين. وقد أدت زينب أغنيات تراثية مزروعة في بال الجمهور فرحب بها بفرح كبير.
اليوم الثاني من «أريج فلسطين» أعده وأشرف عليه وقاده الفنان زياد الأحمدية الذي تولى مهمة اختيار باقة من الأصوات من بين الشباب الفلسطيني في لبنان. خمسة منهم بدأوا رحلة تدريب تميزت بالحيوية ودلت على وجود مواهب لافته بينهم.
وقال زياد الأحمدية لـ «القدس العربي» بعد الحفل: «قدمت جمعية الجنى مجموعة من الشباب والصبايا بينهم من أشرف على نهاية عمر المراهقة، وبينهم من بلغ حدود العشرين. لديهم جميعهم خبرات متفاوتة مع المسرح. اخترت منهم خمسة، وبدأ التدريب على الصوت وكيفية اخراجه، ولفظ مخارج الحروف. وخضنا معاً نقاشاً في تحليل الأغنية وصولاً لكيفية غنائها بشكل جميل. نفذنا أربع بروفات طويلة قبل الحفل. كل موهبة احتاجت ساعة من التدريب في كل بروفة. وفي خلالها كان الانتباه يُركز على تصحيح النشاز، ضبط الإيقاع، طريقة فتح الفم وضبط العُرب.
وعبّر زياد الأحمدية عن رضاه عن الحفل الذي قاده إلى جانب فرقته الموسيقية مع الأصوات الشابة، حيث أمنت جمعية الجنى كل المتطلبات التقنية. وقال: كان الشباب والصبايا رائعين على المسرح قياساً للفترة الزمنية التي تمّ تدريبهم خلالها. ومن المؤكد أنهم سيكونون أكثر ثقة بقدراتهم في أي حفل مقبل. الهدف من حضورهم ومن المشروع بشكل عام تشجيع المواهب الشابة وتأمين تجربة عملية لهم على المسرح. وقدحققوا الهدف بتقديم حفل على مدى ساعتين يتضمن الطرب والغناء الجميل. هم أصوات لفتت نظري ومواهب تستحق الدعم، ومن جهتي سأكون معهم وسأدعوهم لأي عمل متاح كتسجيل على سبيل المثال أو أي حفل يسمح لي بأن أقدمهم من خلاله. والشباب والصبايا هم: ضحى نوف، لارا زمزم، خالد منّاع، خالد عابد، وعبد حلواني.
وعن هذه التجربة قال: هي خطوة مختلفة بالتعاطي مع قضية فلسطين، والتي لا تقتصر على الغناء لها وحسب، بل كذلك تشجيع المواهب الفلسطينية الشابة للتعبير عن نفسها.
السوبرانو والأستاذة في المعهد الموسيقي الوطني غادة غانم شكلت مسك الختام في «أريج فلسطين». ليست المرة الأولى التي تغني فيها لفلسطين أو تحت رايتها. عندما كانت تدرس وتعمل في الولايات المتحدة كان حضورها ثابتا في جميع المناسبات التي تحمل عنوان فلسطين. هي في لبنان منذ عقدين تقريباً وبنفسها تستغرب أنها لم يسبق وشاركت في لقاء مماثل. في «صور» عبرت عن فخرها بالتواجد على أرض الجنوب وقريباً من فلسطين. غادة غانم معروفة كسوبرانو، لكنها خصت حفل «صور» بكلمات كتبتها ولحنتها لفلسطين تقول: شو قالو فيكي غناني.. درويش وطبعاً فيروز.. خلصت كل المعاني لمن بطل حدا يشوف.. تلو الصور حيطان وبكيت قصصنا ع رفوف.. وقالو فيكي غناني.. وباعو البحر بقنـاني.
كذلك من الخاص الذي أعدته لحفل «أريج فلسطين» كلمات غنتها للشاعر جو غانم من سوريا تقول: بس ينعسو عيوني بكيْفو لولاد.. وبتعمشقو ع شباك نومي. كذلك أدت غانم عدداً من الأغنيات الجميلة من الريبرتوار اللبناني حيث احتفى بها الجمهور بحب وتفاعل كبيرين.
وأعلن هشام كايد مدير مهرجان «أريج فلسطين» الذي بلغت دوراته الـ 16، أنها المرة الثالثة التي يعقد في «صور». «اريج فلسطين» يجول سنوياً بين طرابلس، سبلين وصور في حفلات ثلاث فقط. وهو يسير على هذه الخطى منذ انطلاقته سنة 2011. ويضيف كايد: الفكرة الأساس من هذا المهرجان أن نتمكن من تقديم الفرح والموسيقى لشريحة واسعة من الناس لا تملك قدرة مادية لارتياد الحفلات.
منذ بدأ المهرجان أخذنا ندعو أسماء معروفة في عالم الفن وهم دائماً يستجيبون لدعواتنا، ويحرصون على التواصل النوعي مع الجمهور الذي يحبهم. تمكن المهرجان هذا العام من تحقيق نقلة مهمة على صعيد الإنتاج بالتعاون مع الفنان زياد الأحمدية الذي اختار مجموعة من المواهب التي قدمت حفلاً مميزاً جداً من خلال الغناء لعبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، نجاة الصغيرة وغيرهم.
مشروعنا هذا ممول من قبل منظمة اليونيسيف ويأتي من ضمن مشروع أكبر يحمل عنوان تعزيز التواصل. ونحن بدورنا نعمل لنقل من يرغب من المخيمات إلى مكان المهرجان، وكذلك من القرى اللبنانية المحيطة. مهرجان «صور» حظي بدعم ورعاية بلدية المدينة التي أمنت لنا جميع التجهيزات اللوجستية. والحضور لم يقتصر على الشعب الفلسطيني بل كان الحضور اللبناني مميزاً.
السوبرانو غادة غانم التي قدمت للجمهور صوتها بكل الحب الذي تملكه.بكل شغف حيا الفنان سامي حواط الجمهور الذي احتشد في ليلة الافتتاح، وتفاعل معه فنياً وإنسانياً. وعبّر حواط لـ «القدس العربي» عن سعادته بهذه المشاركة. وقال: «جنى جمعية ثقافية، إنسانية وفنية، تنظم مهرجان «أريج فلسطين» منذ سنوات، ومشاركتي معهم دائمة، حيث نلتقي معاً على مبادئ الفكر الإنساني والفني. في «صور» كان اللقاء مع الجمهور أكثر من رائع. أهمية جمهور «صور» يكمن في تنوعه أجيالا وأفكاراً. لفتني في هذا الحفل التنظيم الجيد الذي اشرفت عليه بلدية «صور». وكذلك تأمين كل ما يحتاجه نجاح المهرجان. مثل تلك النشاطات واللقاءات الإنسانية والفنية كانت حقيقية ماية بالماية. في هذا الحفل الممتع ذكّرت الحضور بفلسطين الأم، فلسطين البوصلة التي لا يجب أن نضيعها.»

مشاركة التدوينة :

لبنان

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :