<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

مقتطفات من الحديث الذي قدمه الأخ القائد أبو اياد صلاح خلف عضو اللجنة المركزية في اللقاء الموسَّع لكوادر التنظيم في إقليم لبنان بتاريخ 11/1/1978

مشاركة التدوينة :


إنني اشعر بالسعادة، وأنا أرى عندنا العدد من الاخوان العاملين في التنظيم، واعتقد أن حركة "فتح" لا بد وأن تفخر بأن لديها هذا العدد من المسؤولين الذين تفتقر التنظيمات الأخرى إلى ربع عددهم.
ومن هنا كان قرار الاخوان في لجنة الاقليم، بأن يتم هذا اللقاء الموسع حتى نفهم جميعاً الموقف على حقيقته. ما الذي جرى في الماضي، وما الذي يجرى الآن؟
كيف نواجه التحديات التي نتجت عما يحدث في الساحة؟ وما دور التنظيم في هذه الساحة؟
في البداية لا بد أن نتحدث حول بعض البديهيات وأول هذه البديهيات: لماذا كانت "فتــح"؟
إن فتح باختصار وبجملة بسيطة هي رد فعل من نفس الوقت إنما رد فعل لـحالة من الصمود عاشها شعبنا. وأظن أن كبار السن منكم يعرفون حجم المعاناة التي عاناها جيلنا عندما لم تكن لنا ثورة ... ولم يكن معنا بنادق ... كنا نشعر خلال سنوات، النكبة أنه لا بد أن تكون لهذا الشعب ثورته. لقد كان هذا حلماً من الاحلام، إلا أنه تحقق بفعل الرجال.
ان فتح هي مبادئ بسيطة وأهم مبدأ من هذه المبادئ هو الكفاح المسلح... هو تحرير فلسطين... هو ان تكون النواة أو الطليعة التي تستطيع أن تخلق مناخاً عربياً حول فلسطين من أجل دفع الامة العربية كلها للمساهمة في معركة التحرير.
تلك هي" فتح " ببساطتها.
ومن كان يعيب علينا عدم وجود نظرية ثورية كنا نرد عليه بأجوبة كثيرة، وأهمها أن شعبنا قد شبع كلاماً عن النظريات، وأن ما يحتاجه هذا الشعب هو العمل وليس الكلام.
إلاّ أننا في الحقيقة، إذا أردنا ان نحلل" فتح" تحليلاً عملياً من خلال مبادئها البسيطة، والتي سبق أن قلتها فإننا نستطيع أن نؤلف كتباً كثيرة. ذلك أنه لا يمكن، أن توجد ثورة ما في هذا العالم معزولة عن الثورات الناجحة التي سبقتها. ولكننا يجب أن نوضح شيئاً عاما بهذا الصدد، وهو أن كل ثورة لاحقة لا تأخذ إلاّ ما ينفعها فقط من تجارب الثورات السابقة عليها لانها إذا قامت بتطبيق هذه التجارب حرفياً، فإن الفشل يكون في هذه الحالة وارداً.
فمن الأكيد أن التجربة الثورية لاخواننا في الجزائر هي غير تجربتنا نحن في فلسطين، وكذلك هو الحال أيضاً بالنسبة للتجربة الثورية للرفاق الفيتناميين، حيث، تختلف عن تجربتنا.
نحن في فلسطين تجربة ثورية خاصة، ومع ذلك علينا أن نستفيد من كل التجارب الثورية للشعوب التي سبقتنا.
لقد انطلقت "فتح" عام 1965 وسط أجواء مريضة في العالم العربي، وقد كانت، الاتهامات توجه إليها بشكل شرس، ولو ارتجفنا حينها من تلك الاتهامات والمؤامرات لسقطت البندقية الفلسطينية من اليوم الاول. ولكن الطلائع الاولى صمدت.
صمدت رغم التآمر وحملات التشويش، صمدت رغم كل محاولات الانظمة العربية في ذلك الوقت- لاجهاض حركة فتح وانهائها وهي لا تزال من بدايتها.
وجاء عام 1967، وكان كل مهزوم يشعر بالهزيمة، اما نحن فقد كنا نشعر أننا قد انتصرنا. بالطبع لم نكن سعداء بالهزيمة، لكننا تأكدنا أن كل ما كنا نطرحه كان صحيحاً.
لقد كنا نقول أن حربنا ضد اسرائيل لن تنجح إذا كانت حرباً كلاسيكية فقط. وسوف تظل هذه المقولة صحيحة اليوم وغداً وبعد غد، بالطبع لا يوجد أي مانع في أن يكون لدينا جيوش وأسلحة حديثة، ولكن في نفس الوقت لا بد أن نتبنى من حربنا ضد اسرائيل أسلوب حرب الشعب. وذلك أننا لا نستطيع مواجهة القوى الكبيرة إلا بالانسان الصامد الصلب المقاتل، الذي يستطيع أن يكمل الطريق. ولذلك فإننا في الفترة التي تلت هزيمة 1967 كنا نشعر بالارتياح لأننا كنا نفكر كيف نبدأ الانطلاقة الثانية لثورتنا ولم نركن الى الندب والبكاء.

وبعد هزيمة 1967 جاءت احداث الاردن، وبعدها جئنا الى لبنان، وحدثت حرب اكتوبر. وأنا في الحقيقة أحب أن نتوسع قليلاً في الحديث عن حرب اكتوبر، حتى أنقل لكم الصورة على حقيقتها.
قبل حرب اكتوبر كنا على علم، ومن السادات نفسه، أن هنالك حرب ستقوم، وأن هذه الحرب سوف تكون محدودة، وأنه سوف يعقب هذه الحرب مؤتمر للسلام.
ومن حينها شرحنا الوضع للاخوان في المجلس الثوري واتفقنا على المشاركة في القتال، بصورة فعالة رغم معرفتنا أنها حرب محدودة. كما ان الدول التي قامت بالحرب، كانت من جانبها أيضاً تحاول أن تقلل من دورنا رغم أنه كان لنا دور، إلاّ إن هذا الدور كان في الحدود التي رسمناها له فقط.
إلا أنهم حاولوا أن يطمسوا هذا الدور لأنهم كانوا يريدون أن تخرج الثورة من هذه الحرب صغيرة.
السادات نفسه تفاجأ أثناء الحرب، عندما وجد أن جنوده وخمس فرق دخلت القناة، دون أن تصاب بغير مائتي إصابة، مع أن خطة عبور القناة كانت تقول أن ذلك سوف يكلف من أربعة آلاف الى خمسة آلاف جندي.
كما تفاجأ السادات أيضاً بأن مدة عبور الجنود المصريين لقناة السويس كانت أقصر بكثير مما هو محدد في الخطة العسكرية. من هذا المنطلق أيها الاخوة، نجد أن حرب تشرين هي حرب وطنية لأن الجندي المصرى والضابط المصري الذين دخلوا هذه الحرب لم يكونوا على علم بالنوايا المختفية وراء هذه الحرب.
ومن هنا فإننا سوف نظل نمجد هؤلاء الشهداء الابطال الذين سقطوا على أرض سيناء، وعلى الجولان، تمجيداً لشهدائنا وشهداء الامة العربية، بغض النظر عن القرار السياسي الذي كان مختفيا وراء هذه الحرب.
بتاريخ 26 اكتوبر 1973 كان لنا لقاء مع السادات، في هذا اللقاء طرح علينا ولأول مرة مشروع مؤتمر السلام – الذي سمي فيما بعد مؤتمر جنيف- بشكل رسمي كما قرأنا الورقة التي ارسلها السادات الى فالدهايم والى مجموعة من الدول الكبرى ومنها الاتحاد السوفيتي وامريكا. وفي هذا اللقاء أيضاً سألنا السادات عن رأينا وكانت الثغرة لا تزال موجودة فقلنا له لقد قابلناك في بداية الحرب وقابلناك خلال الحرب، واليوم توقفت الحرب ويوجد وقف لاطلاق النار، ونحن نريد أن نسمع منك ما الذي حدث في هذه الحرب.
وسمعنا من السادات ما سمعناه من كلام صحيح وغير صحيح، ثم عاد الى سؤاله الاول: ما هو جوابكم على مؤتمر السلام؟ قلنا له نحن لسنا دولة بل تنظيم، إذ يجب أن يعقد اجتماع للقيادة، وبعد اجتماع القيادة يجب ان نطرح الان على القاعدة أن نتحاور معها وبعد ذلك فالمشوار طويل وليس بهذه السهولة يمكن إصدار قرارنا.
وكان جواب السادات: إنني انتظر رداً منكم.
بعد ثلاثة اسابيع سافر الاخ ابو عمار الى القاهرة وقبل أن يسأل السادات الاخ أبو عمار عن رأينا في مؤتمر السلام بادره بالقول: انتم لستم مدعوين للمرحلة الأولى ولا للمرحلة الثانية من مؤتمر السلام. بل سوف توجه الدعوة إليكم في آخر مرحلة.
إنني أيها الاخوة أقدم لكم هذه المعلومات لكي نصل بعد ذلك الى التحليل ونرى كيف بدأت تراجعات السادات وكيف تتابعت وراء بعضها حتى وصلت الى حد التنازل. 
بعد لقاء الاخ أبو عمار مع السادات تتابعت الأمور كما تعلمون عبر ما نشر في الصحف، جنيف وغير جنيف، الذهاب الى جنيف، وعدم الذهاب الى جنيف. وكثيراً، ما دخلنا مع التنظيم في نقاشات طويلة وكان السؤال: لماذا لا تذهبون الى جنيف؟
وكنا دائماً نقول اننا سوف نذهب الى جنيف عندما تأتينا الدعوة. وأظن أن الكثيرين منكم، سواء من ناقشتهم أنا مباشرة او ناقشهم غيري من الاخوة كان يلاحظ اننا لم، نكن نستطيع الاجابة على الدعوة الى مؤتمر جنيف لا بالقبول ولا بالرفض.
وحينما كنا نقول لاخواننا في الرفض، أن فتح هي التي تقاتل، أنها على الاقل تقاتل مثلكم. وانتم تعلمون أيها الاخوة بصفتكم من أعضاء وكوادر حركة "فتح" انه لم تكن هنالك معركة واحدة، خلال هذه الحرب إلا وكانت "فتح" من طليعتها، وكيف أن فتح وهذا ليس من قبيل التعصب التنظيمي- هي التي قدمت خيرة أبنائها دفاعاً عن الثورة. ويكون السؤال هنا: لماذا يدافع المستسلم عن الثورة، ولماذا يقاتل من يريد أن يخون قضيته، ولماذا يقدم كل هذا العدد من الشهداء؟ لقد كان باستطاعتنا لو كان هنالك خط استسلامي عندنا- أن نوفر دماء عدة آلاف من الشهداء.
وانتهت حرب السنتين، وبدا موقفنا يأخذ طابعاً مرنا، وأظن ان الكثيرين منكم قد استهجنوا هذه المرونة، والكثيرون منكم رأوا أننا قد تجاوزنا الحد. إلا انه كانت تواجهنا في ذلك الوقت بعض الاعتبارات، أولها محاولة ان نكسب مصر شعباً وجيشاً وإمكانيات... ان المؤامرات كانت تحاك خلف الكواليس، والسياسة، هما أصعب بكثير من الحرب، لاننا في الحرب نعرف من هو عدونا، ومن أين يأتينا بالرصاصة، أما السياسة فإن ألغامها كثيرة وفي أغلب الاحيان يصعب تحديد مكانها.
في آخر مرحلة من مراحل اللعبة السياسيه في الاشهر الماضية بدا على السطح ان منظمة التحرير الفلسطينية مرفوضة حتى من جنيف، مرفوضة من قبل اميركا، ومرفوضه من قبل "اسرائيل". فبدأوا يأتون بأوراق العمل. ولقد تكرموا قليلاً من ورقة العمل الاولى _ والتي هي حصيلة البيان السوفيتي الامريكي _ ووضعوا في قوائمها، عرب فلسطين وأعضاء غير بارزين من منظمة التحرير. وحتى هذه (أعضاء غير بارزين من منظمة التحرير). شطبوها بعد اسبوع، أي بعد أن اجتمع دايان مع كارتر، ثلاث ساعات تراجع خلالهما كارتر عن ورقة العمل الاولى (الورقة الامريكية السوفيتية)، وقدم ورقة ثانية (الورقة الامريكية الاسرائيلية).
انني اختصر لكم في دقائق، فترة من العمل والجهد لكي أقدم لكم صورة واضحة عن مدى حرصنا على مصر، وحرصنا على عدم خسرانها كشعب وإمكانيات وجيش، ونحن سوف نظل حريصين على مصر، إلا أن حرصنا هذا لا يعني أن نسكت على ما يفعله السادات، بل على العكس من ذلك، إنَّ حرصنا على مصر وعلى شعب مصر وعلى جيش مصر، هو أن نقول الحقيقة، وأن يرتفع صوتنا بكل جرأة لكي نعلن الحقائق كما هي.
ونحن _ في تنظيم فتح _ مطالبون أكثر من غيرنا بأن نكون حاسمين في مسألة السادات، بالأمس، قال في جماعة من الاخوات، ان الرفض لا يتحرك كثيراً، يعني ضد السادات، وأنا أقول انه ليس الرفض الذي لا يجب أن يتحرك كثيراً، لأنه من الطبيعي ألاّ يتحرك الرفض كثيراً، بل على العكس من ذلك، إنَّ الرفض جزء من هذه المرحلة، وأنا أقول هذا الكلام داخل التنظيم وليس خارجه، إن الرفض وكثيرون غير الرفض أيضاً لا يريدوننا أن نكون حاسمين وواضحين في "فتح"، لأنهم فعلاً يريدون أن يسقطوا هذه الحركة من نفوس أبنائها وجماهيرها، ذلك لأن الحسم لا يجعل للآخرين خارج فتح أي وجود يذكر، وكلما حسمت " فتح" مواقفها كلما كان لمواقفها أمام الآخرين وأمام قواعد الآخرين مركز الطليعة والريادة.
طبعاً هذا لا يعني أَننا مطالبون بالشتم والمزايدات، نحن نحلل القضايا تحليلاً واقعياً، لقد صبرنا على كل شيء، أربع سنوات طوال ونحن صابرون، وخاصة في الفترة الأخيرة التي كلفت فيها من الاخوة في اللجنة المركزية بالإشراف على التنظيم، لقد كنا نشعر أنا والاخوان في لجنة الاقليم وأمناء السر بالألم لعدم وجود موقف محدد واضح. وأنا اقول إذا كان مسموحاً للجميع بالمناورة في مسألة السادات فإننا غير مسموح لنا بذلك وخصوصاً بعد أن زار اسرائيل، ذلك لأن زيارة السادات لاسرائيل لا تعني مجرد الزيارة العادية، أنها تعني أن السادات قد حمل معه الى إسرائيل كل ثقل مصر.
نحن لا نفصل بين القضية المصرية والقضية الاردنية والقضية الفلسطينية، إن القضية العربية قضية واحدة ولذلك فإن السادات لا يحق له أن يعقد أي شيء بإسم مصر فيما يتعلق بالقضية العربية المصرية.
وتمت المحادثات الأولى بين السادات واسرائيل ولا شك انكم جميعاً قد، اطلعتم عليها ولاحظتم أن السادات لم يذكر في خطابه أمام الكنيست اسم منظمة التحرير الفلسطينية وذلك لأنهم في المفاوضات السرية قبل الزيارة قالوا له: 
قل ما تريد وتكلم ما تشاء حتى عن تحرير فلسطين. من النهر الى البحر، ولكن لا تذكر اسم منظمة التحرير وفعلاً لم يذكر السادات اسم منظمة التحرير في خطابه وتوجد الآن بعد الاقاويل.
فبعد أن قام السادات بكسر الحاجز النفسي كما يقول، جاء بيغن الى الاسماعيلية، واستقبله السادات، ولمعلوماتكم أقول أن الذي عرضه بيغن على السادات كان أقل من عروض سبق وان عرضتها اسرائيل علينا وعلى مصر عام 1967 بعد الهزيمة مباشرة. وطبعاً انتم قرأتم عن العروض التي قدمها بيغن للسادات في الاسماعيلية.
إننا عندما نخير احداً بين مصيرين، نكون جردناه من حقه في تقرير مصيره، من هنا أقول أيها الاخوة، أنه لم يبقَ هنالك أي مجال لأية مرونة من جانبنا. وهنا أيضاً أيها الاخوة أريد أن أجيب على بعض التساؤلات، البعض منا يقولون: "احنا يا أخي مش قد هالحمل".
وردي على ذلك كله أيها الاخوة هو اننا لا يهمنا لو وقف الجميع ضدنا، الواحد والعشرون دولة المهم نحن، ما هو موقفنا ان هذه القضية هي قضيتنا نحن.
لأن من الأفضل لنا ألف مرة أن نذبح وأن ننتهي ونحن واقفون صامدون على أن، يقوموا بتصفيتنا ونحن خونة ونحن واثقون من أننا بالصمود لن نذبح ولن ننتهي. إن المؤامرة الحقيقية على فتح بالذات، هي أن لا يكون لها مواقف واضحة حتى يأتي من يكرهنا من الانظمة ليقوم بذبحنا على أساس أننا خونة، وهذا أخطر شيء يمكن أن يحدث. إننا بالمواقف الوطنية الصلبة، نستطيع أن ندفع المُحايد إلى أن يبقى محايداً، ونستطيع أن ندفع من يقف معنا إلى أن لا يجعل اجتماع طرابلس مجرد اجتماع شكلي، أنا لا أريد هنا أن أتحدث عن اجتماع طرابلس، إن اجتماع طرابلس لم ينتجْ عنه إلاّ البيان فقط، ولكن التحرك هنا هو واجبنا نحن، علينا أن نتحرك، وأن نقول إننا لم نستفدْ شيئاً من اجتماع طرابلس، لقد طلبنا من الرئيس بومدين وأحضر جميع ممثلي الدول العربية وها هم الآن موجودون في دمشق.
إلاّ أننا أيها الاخوة، قبل أن نقول أي شيء للدول العربية، وقبل أن نقول أي شيء لأصدقائنا في العالم علينا أن نحسم موقفنا أولاً، حتى نستطيع أن ننطلق من أرضية ثابتة، ونقول للجميع هذا هو رأينا في الموضوع، إننا عندما نحسم موقفنا نستطيع أن نقول للدول العربية: أننا كنا وما زلنا مع التضامن العربي، ولكن التضامن العربي لأجل ماذا؟
لقد كسبنا اعتراف العالم بنا، ووصلنا الى الامم المتحدة، اصبح صوتنا مسموعاً في كل أنحاء العالم، عدد الدول التي اعترفت بنا أصبح فوق المئة، الدول التي وافقت على منظمة التحرير كعضو مراقب في الامم المتحدة بلغ عددها 105 دول كل هذه مكاسب يجب أن ندافع عنها بكل ما نملك من قوة.
أنا لا أقول أن المرحلة الماضية كانت خطأ، بالعكس، ولكن أقول عندما تصل الأمور الى طريق مسدود فإنه يتوجب علينا أن نقول الحقائق.
أن نقول أين أخطأنا، وأن نقول أين أصبنا، نحن لا نستطيع أن نلغي أربع سنوات من نضالنا، أننا أيها الاخوة ليس لنا خيار في دخول المعترك السياسي، وأقول لكم أنه لا يمكن أن توجد ثورة في العالم بدون عمل سياسي وهدف سياسي.
إن البندقية التي لا تكون في خدمة هدف سياسي هي بندقية ارهاب، وهذا هو الفرق بين الثورة والارهاب، نحن لسنا ارهابيين، إننا ثورة لها قاعدة جماهيرية منظمة تستخدم كافة الاساليب السياسية التي تخدم هدفها السياسي الذي يخدم  بدوره هدفها الاستراتيجي، ألا وهو تحرير كامل التراب الفلسطيني، وأي شبر سنحرره سنقيم عليه دولتنا، نحن لم نغير موقفنا هذا ولكن ليس بأي ثمن. ومن هنا أقول أيها الاخوة، نحن مطالبون كتنظيم أن نتحرك وسط الجماهير بكل ما لدينا من قوة، وأن يكون أمامنا خط سياسي واضح تصب فيه جميع مجهوداتنا.
إن دورنا أيها الاخوة يجب أن يكون تحريك هذه الدول ويتم ذلك إذا تحركنا نحن، بقوة وصلابة، ضمن هذا المخطط السياسي الواضح، إننا بدون أن يدخل الجيش العراقي سوريا لا نستطيع أن نقول أن الجبهة السورية هي جبهة قوية، لأن إسرائيل تستطيع احتلال سوريا، لكن وجود الجيش العراقي، ودخول القذافي وبومدين إلى هذه الجبهة سوف يمنع ذلك بالتأكيد وسوف يكون موقفنا صلباً وقوياً.
هذا هو الموقف كما أراه باختصار، ليس هنالك أحد في العالم العربي قادر على التحرك أكثر من الثورة الفلسطينية، وأنا اقول ذلك بدون مبالغة وبغير تعصب، إذا تحركت فتح فإن العالم كله يحسب لها ألف حساب، ولذلك فإن كل مخابرات العالم تعرف أنها إذا استطاعت أن تمزق حركة فتح فإنه سوف يسهل عليها استيعاب بقية التنظيمات، وبعدها تصبح عملية ضرب الانظمة مسألة سهلة.
علينا أن نقود الجميع بكل شجاعة، وجرأة صحة خطنا السياسي الواضح، ثم علينا أن نحافظ على جميع فصائل حركة المقاومة، وبعد ذلك يمكننا أن نتحرك عربياً، وأنا واثق أيها الاخوة أن الجماهير العربية – وبرغم كل ما يقال عنها من أنها جماهير مسلط عليها الكرباج- يمكنها أن تفعل الكثير إذا نحن قمنا بتحريكها ونحن نستطيع أن نحرك الجماهير، وأن نحرك الانظمة.
وعلى ذلك أيها الاخوة فنحن بحاجة:
أولاً: الى الوحدة الوطنية الفلسطينية.
ثانياً: الى الوحدة الفلسطينية اللبنانية، وأن نحافظ على الساحة الفلسطينية- اللبنانية بكل قدراتنا.
ثالثاً: أن نتحرك بإتجاه الجماهير العربية تحركاً حقيقياً، سواء الجماهير المنظمة في أحزاب، أو الجماهير العفوية التي تنتظر أن تسمع منا الكلام الصحيح حتى تنطلق.
رابعاً: أن نحول جبهة طرابلس من جبهة سياسية إلى جبهة حقيقية وأن نفضح كل من يحوْل دون قيام هذه الجبهة وتوسيع رقعتها.
خامساً: أن نقوم بتحييد من نستطيع تحييده من الدول العربية، وأكثر من ذلك أن نضغط على هذه الدول لكي نجعلها تتخذ موقفاً مؤيداً لنا.
سادساً: لا بد أن يكون إطار تحالفاتنا الدولية واضحاً حتى نستطيع أن نتعامل بشكل قوي ومتماسك مع دول عدم الانحياز، ومع الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي، ومع جمهورية الصين الشعبية.
إنني متأكد أيها الاخوة أن المستقبل – بهذا الخط السياسي الواضح- سوف يكون لنا، ولاخواننا في لبنان، ولكل الجماهير العربية.
كلمة أخيرة أريد أن أقولها قبل أن أنهي حديثي بالتأكيد انتم سمعتم النغمة الجديدة والتي طلعت علينا، وأقصد بها التوطين، لقد تكلمت حول هذا الموضوع في صور وأريد هنا أن أقول كلمة بسيطة.
إن كل واحد منكم يعرف أننا لا نستطيع ولا نريد أن نتوطن في أي بلد عربي، بل على العكس من ذلك، نحن عندما نعود إلى وطننا فلسطين، سوف نكون بحاجة إلى طاقات إخواننا، وخاصة من كنا وإياهم في خندق واحد، وسوف نأخذ منهم معنا مجموعات ونترك هنا مجموعات، وأول وحدة سوف نقيمها هي وحدة لبنان وفلسطين بعد أن نحرر وطننا. إن نغمة التوطين التي نسمعها الآن هي مقدمة لمؤامرة جديدة يجب أن نكون حذرين منها، وأن نكون على أعلى مستويات اليقظة.
وإذا جاءت بعض النقاط في حديثي غير واضحة فإنني مستعد للإجابة عن أي سؤال.
والسؤال الآن: لماذا كان هذا الموقف؟
لقد كنا نقول منذ البداية: اننا مرفوضون، وقد كنا نعلم وكان السادات وغير السادات ينتظر ومنذ اللحظة الأولى أن نقول لا حتى تبدأ مجزرتهم ضدنا. 
ولا شك انكم تعلمون ان معركتنا الداخلية خلال عام 73-74 كانت كلها، تدور حول جنيف، هل سنذهب الى جنيف أم لا؟ ومن تلك الفترة طرحنا موضوع السلطة الوطنية لانه كانت هناك قطعة من الارض الفلسطينية كان من المفروض ان تشملها التسوية، ولذلك قررنا الدخول بخطة اعتراضية حتى لا تكون هذه القطعة من نصيب حسين في التسوية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى يعلم العرب جميعاً موقف اسرائيل المتعنت الرافض لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، حتى ولو على شبر واحد من أرضنا. وقد اثبتت أحداث 75-76، تلك الاحداث التي عايشناها بكل أحوالها ومعاناتها اثبتت انه لم يكن هنالك خط استسلامي في الثورة الفلسطينية كما كان طرح في الساحة من ذلك الوقت.
لانه لو كان هذا الخط موجوداً لما افتعلوا حرب السنتين إطلاقاً على العسكر ولكانوا سهلوا الامور، ولم يشنوا هذه الحرب الطويلة ضد ثورتنا وضد حركتنا.
كما حمل أيضاً معه ثقل دول أخرى تخجل من إعلان موقفها، وثقل دول أخرى لا تخجل مثل المغرب والسودان وقابوس.
لقد حمل السادات كل هذا معه، وذهب الى اسرائيل بنصف الامة العربية، ودور، الملك حسين سوف يأتي قريباً، ذلك ان الملك حسين أذكى قليلاً، كما أن المخططين الكبار لم يحركوه بسرعة، انتظاراً لأن يواجه السادات النقمة لوحده من قبل الجماهير العربية التي سوف تتحرك عاطفياً لمدة شهر أو شهرين وبعد ذلك ترجع الامور كما هي وكأنه لم يحدث شيء وبالنتيجة يتم الصلح المنفرد بين مصر واسرائيل ثم يدخل حسين بعد ذلك ليصفي القضية.
ومقابل ذلك ما الذي يحدث؟... مظاهرات؟....، لا يوجد غير هذا البلد حدثت به مظاهرات، أعطوني أي بلد عربي قامت به مظاهرات ما عدا ليبيا التي حدثت فيها بعض المظاهرات، لكن أين الامة العربية؟ 
أين الأمة العربية مما يجرى الآن؟
وأكثر من ذلك أسألكم أيها الاخوان أين نحن مما يجرى الآن؟ نحن أيضاً لسنا على مستوى التحدي، مع أننا مطالبون بأن نكون من أكثر الناس حسماً في هذه القضية.
أنا استطيع أن أفهم المراهنة على موقف اسرائيل، أي على أن اسرائيل سوف، ترفضني، إلا انني لا استطيع أن أفهم أبداً ذهاب السادات الى إسرائيل حاملاً معه ثقل مصر بالاضافة الى أربع دول عربية بالاتفاق مع ايران وامريكا ومن يدور في فلكها، ومع كل دول اوروبا.
أنا لا افهم، أن يفعل السادات ذلك، في الوقت الـذي نجد فيه أن معظم الدول، الافريقية، والدول الاسلامية، ودول عدم الانحياز، ودول الاشتراكية، كل هذه الدول قطعت علاقاتها مع اسرائيل.
في هذا الوقت، يحمل الرئيس السادات نفسه ويزور اسرائيل، حاملاً معه تسليم واقعي وقانوني بوجود اسرائيل. حاملاً معه كل ما يطالبونه من تنازلات منذ سنوات طويلة لقد حمل السادات معه الى اسرائيل حقاً ليس له، وإذا كان بلفور قد أعطى الصهاينة وعد باقامة دولة لهم فإن السادات قد أعطاهم أكثر من ذلك بكثير.
وحتى هذه اللحظة يقول السادات أنه لن يعقد صلحاً منفرداً وكان هذا القول يسبب لنا السعادة، وكأنه من حق السادات أن يقوم بعقد السلام باسمنا وأن يصفي القضية باسم شعب، أن السادات يعتبر نفسه يقدم خدمة لنا بقوله أنه لن يوقع صلحاً منفرداً.
البعض يقولون: انتظروا النتائج وانا أقول أيها الاخوة وأؤكد، أن هذا أكبر خطأ نرتكبه.
نحن معترضون على مبدأ الزيارة حتى ولو كان السادات ذاهب الى اسرائيل لكي يعيد فلسطين من النهر الى البحر، ذلك لأن الزيارة بحد ذاتها هي خيانة.
خيانة لقضيتنا، خيانة لقضية الشعب المصري، خيانة لقضية الامة العربية بأسرها. وحتى لو أننا جارينا هذا المنطق، فإننا نجد ان تطور الاحداث بعد زيارة، السادات إلى اسرائيل، يقدم لنا البراهين القاطعة والحاسمة على عدم صحة هذا المنطق.
ولكنني مع ذلك سوف اقوم بعرضها حتى تستطيعوا أن تفهموا الغزل الحالي بين الاعلام المصري والاعلام الاسرائيلي. لقد طرح بيغن وبكل وقاحة المشروع التالي:
أولاً: ان يبقى المصريون، حسب اتفاقية سيناء التالية، وبنفس حجمهم على بعد عشرة كليومترات من ضفة القناة الشرقية.
ثانياً: اقامة عدة شركات في سيناء، شركة لكي يعمر الاسرائيليون من خلالها صحراء النقب، وشركة أخرى للسيادة في شرم الشيخ وتكون مشتركة.
ثالثاً: هنالك مشروع المستوطنات التي بنيت في سيناء، هذه المستوطنات سوف تبقى، وبالاضافة إلى ذلك فإنه يكون من حق الاسرائيليين أن يبنوا مستوطنات ابتداءً من يميت وحتى شرم الشيخ.
وأظن أنكم أيها الاخوة سمعتم كيف هاجم بيغن البيروقراطية في الخارجية المصرية وقد فعل بيغن ذلك لأن بطرس غالي والذي هو معترف لإسرائيل عبر كتاباته السياسية، لم يستطع أن يتحمل هذا المشروع بل لقد قال لبيغن بالحرف الواحد: اننا نقبل ان تقوم علاقات طبيعية بيننا وبينكم على غرار علاقتنا بفرنسا مثلاً، ولكنني لا أستطيع أن أقبل ان يكون معنى العلاقات الطبيعية بيننا وبينكم هو أن تحتلوا بلدي.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإن المشروع المطروح هو انتخابات في المحافظات أي أن يمثل المحافظات خمسون فلسطيني ويعين نفس العدد من الاردنيين، ونفس العدد من الاسرائيليين. ثم تشكل ادارة للضفة الغربية. وللمندوب الاسرائيلي من هذه الادارة حق الفيتو على أي مشروع يقام وذلك تحت اسم إخلال بالأمن. وبالاضافة إلى وجود هذه اللجنة الثلاثية فإن الادارة الذاتية ليست هي المسؤولة عن الأمن بل إن إسرائيل هي المسؤولة عن الأمن كله، وتكون الادارة الذاتية مسؤولة فقط، عن الأمور الاجتماعية والبلديات والطرق والاصلاح.
وبعد كل هذا يظل للمندوب الاسرائيلي من اللجنة الثلاثية_ كما قلنا سابقا_ حق الاعتراض على أي مشروع. أي أننا وبعد 5 سنوات على نشوء للادارة الذاتية سوف نكون أمام أعجب تقرير مصير من هذا العالم.
يقولون أنهم سوف يمنحون الادارة الذاتية الحق في تقرير المصير بعد خمس سنوات، وفي نفس الوقت يوجد المندوب الاسرائيلي الذي يستطيع في حالة اختيار دولة، فلسطينية أن يرفض ذلك باستعماله حق الفيتو.
أى أنه، وبإختصار، يوجد حق فيتو لإسرائيل على التصويت فيما يتعلق بالحق في تقرير المصير الممنوح لادارة الذاتية بعد خمس سنوات من إقامتها.
وهذا شيء لم يحدث قبل ذلك أبداً في التاريخ. واليوم، إذا كنتم قد قرأتم الصحف، جاء المشروع الامريكي لكي يعدل قليلاً في مسألة الاستغناء عن حق تقرير المصير بحيث أصبح الخيار إما الانضمام الى إسرائيل أو الانضمام الى الاردن، وهذا ليس حق تقرير مصير على الاطلاق.
 نحن لا نستطيع ان نعادي الدول العربية، السوريون يضعون الحواجز لنا في بعض النقاط على الطرقات، السوريون ضربونا في المخيمات، العراق يرفض ان يقدم لنا أية معونة، القذافي لم يعمل أي شيء...،
إذا كان التضامن العربي من أجل دفع قضيتنا الى الأمام فأهلاً وسهلاً به، ولكن إذا كان التضامن ضدنا كان هذا أمراً مختلفاً تماماً. عندما كانت مصر تحارب في تشرين كنا مع التضامن العربي المقاتل، أما اليوم، فنحن نرفض هذا التضامن مع الملك الحسن مهندس الزيارة المشؤومة الذي يصرح علناً أنه ليس من الشهامة ولا الشجاعة العربية أن تترك السادات يخوض الحرب وحده.
والآن أريد أن أسأل، أيه شجاعة وأية شهامة تلك التي ينطوي عليها موقف السادات الحالي لكي نقف معه؟
هل يمكننا لأجل خمسة ملايين نأخذهم من الحسن ألا نتخذ موقف ضده؟
لا أيها الاخوة أنا اقول أن الملك الحسن خائن مثل السادات... جعفر النميري كان يرسل لنا قليل من اللحم المجفف... لا... "الله لا يخلف عليه" انا لا اريد هذا اللحم المجفف.
ولمعلوماتكم عندما سمع النميري بان السادات سوف يذهب الى القدس المحتلة، جمع مجلس وزرائه وقال: كيف يسبقني السادات، يجب أن أسبقه أنا، إلاّ أن وزراءه أثنوه عن عزمِهِ هذا.
إنَّ الجميع يجب أن يسمعوا ذلك، وإلا فكيف سأحرض الشعب السوداني كي يثور عليه، كيف سأجعل الشعب المغربي يثور أيضاً على الملك الحسن من غير كشف كل ذلك. إنَّ الانظمة العربية للأسف تخاف ولا تخجل، ولقد أصبحت تشعر بأننا لم نعدْ نملك المقدرة على إخافتها، وأنا هنا لا أحاول أن أستعرض عضلاتي ولا يوجد بيننا من يفعل ذلك، ولا يوجد بيننا أحد يفكَّر بطريقة مغامرة.
لقد قلنا في اجتماع طرابلس، كان جورج حبش، جالساً، قلنا أنه قد كان في المرحلة السابقة نفس مغامر كان يمثله جورج حبش، ومنهج استسلامي بقيادة السادات، ومنهج وطني كان ينادي بتحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، ويرى أن الطريق إلى ذلك يكون عبر إقامة قاعدة على أي أرض فلسطينية دون التنازل عن الحقوق التاريخية في فلسطين.
هذا هو الفرق بين المناهج الثلاثة، ولذلك نحن لم نكن ضائعين في اجتماع طرابلس وبالعكس، قلنا رأينا وهو أن المرحلة السابقة حدثت بها بعض الأخطاء إلاّ اننا حققنا خلالها أيضاً اشياء عظيمة:
متناسين الأمور التافهة والصغيرة وليكن موقفنا السياسي الواضح هو أننا ضد زيارة السادات لاسرائيل، وضد ما ينتج عنها،... وأنا في اعتقادي انه اتفق السادات مع إسرائيل فإن المحور الجديد سوف يكون شاه ايران، السادات، الملك الحسن، رغم أنه تأخر قليلاً عنهم وطبعاً هنالك بضعة صغار في اللعبة مثل النميري وقابوس.
وأول أهداف هذا الحلف سوف تطبق في لبنان، سوف تبدأ إسرائيل المعركة في جنوب لبنان، ثم يمتد الرصاص الى الشوارع مرة ثانية، وتعود الحرب الأهلية، هذا أيها الاخوة، أولى وجوه المؤامرة القادمة، حيث أنهم سوف يفتحون جبهات أخرى، جبهة لنا ولسوريا، والجبهة الأخرى ستكون في المغرب، سواء مع الجزائر أو ليبيا، وهنالك أيضاً جبهة مصر مع ليبيا. ثم سيفتحون بعد ذلك جبهة الخليج العربي ولأن هذا الحلف غير راضٍ عن الأموال الموجودة عند الشيوخ، وحتى عند السعودية، إذ لا بدَّ من وجهة نظرهم أن تكون هنالك وصاية على أموال البترول، وإعطاء الشيوخ معاشات.
لذلك أيها الاخوة، يجب أن نعرف دورنا بالضبط وأن نواجه التحدي الكبير الذي يواجهنا، وهذا منطلق الكلام الذي سبق وأن قلته حول مؤتمر طرابلس، وقد قلنا للاخوة في مؤتمر طرابلس إن الدور قادم علينا وعليكم.
ونحن أيضاً يمكننا ضمن خطنا السياسي الواضح، أن نحيِّد كل دول الخليج والسعودية، وليس نُحيدها فقط بل أننا من الممكن أن نجعلها ميالة أكثر الى تأييدنا. وأكثر من ذلك أيها الاخوة فإنه يكون باستطاعتنا أن نهاجم وليس فقط أن ننتظر الهجوم الذي سوف يقع علينا.
بهذا الخط السياسي الواضح الذي تحدثنا عنه، نستطيع أيها الاخوة، أن نقود كل فصائل حركة المقاومة قيادة حقيقية فعَّالة، فلا يأتي أحد لكي يزاود علينا من الذين دربناهم نحن على السلاح، والذين كنا ولا زلنا نحافظ عليهم ونوفر لهم الحماية.
                  وشــــــــــــــــــكرا .
مشاركة التدوينة :

شهداء فلسطين

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :