<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة السفير اشرف دبور خلال تكريم الأسيرة المناضلة عهد التميمي وتضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الثقافية في لبنان

مشاركة التدوينة :

13 -03-2018
بدايةً نُدين بأشَد العبارات الاعتداء الجبان والآثم الذي تعرض له موكب دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد لله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج والوفد المرافق، أثناء توجههم لافتتاح مشروع تَحلية المياه أحد المشاريع الهامّة والتي تخفف من معاناة والآم أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة .
ونؤكد أنّ هذا الاعتداء الجبان خطيرٌ جداً ويندرج في اطار المحاولات الجارية لتصفية القضية الفلسطينية خاصّة وأنها تمر في مرحلة حرجة ومفصلية.
وفي سياق المحاولات المستمرة الرامية لإفشال جهود السيّد الرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة كذلك في اطار محاولات خلط الأوراق الفلسطينية وإفشال جهود حكومة الوفاق الوطني للتخفيف من معاناة أهلنا في قطاع غزة وإعادة اعماره.
ونطالب بسرعةَ الكشف عن الجهات المشبوهة التي تقف وراء هذا العمل الجبان والذي يخدم الاحتلال الاسرائيلي بالدرجةَ الأولى ونضع علامة استفهام كبيرة حول الجهة التي نفذته.
إنّ عهد التميمي أيقونة فلسطين، الفتاة الشقراء الصغيرة التي نشأت على مقاومة الاحتلال، رغم صغر سنّها وعرفت جيداً ما تريد، وإلى أين تتجه، وكيفية تحديد الهدف، ولديها قناعة تامّة بما تقوم به، حيث أعلنت أنّ طريق تحرير فلسطين بحاجة للتضحية ولا أخشى الموت وأتمنى أن اكون احدى شهيدات فلسطين هي العنوان للوطنية الفلسطينية.
وإنّ عهد التميمي نموذج لجيل من الشباب الفلسطيني الذي توارث النضال أباً عن جد، وتشرّب القضية كما تتشرب الأرضُ مياه السماء، ولعل هذا الجيل يضعنا جميعاً، أمام الإمتحان اليومي والدائم، للضمير والموقف. لأن فلسطين الوطن هي الامتحان لضمير العالم أجمع.
لقاؤنا اليوم أيضاً تعبير عن هذا الضمير وأنتم هنا خير من تعبِّرون عن ذلك، خصوصاً وأن صراعنا مع المحتّل الاسرائيلي لا يقتصر فقط على الجغرافيا، بل على الوجود، وليس عبثاً أن تعمل قوة الاحتلال على فرقتنا وسرقة كل ما يمتّ لفلسطين بصِلة من الأرض والمقدسّات وصولاً للتاريخ والذاكرة والتراث وكل ما يعبّر عن الهوية الوطنية الفلسطينية.
إن دور الكلمة في هذه اللحظات المصيرية لا يقل اهمية عن دور الحجر والرصاصة، لأن الكلمة تؤكد الحق وترسّخه في الذاكرة والوجدان، وتساهم في تشكيل الوعي وفي منع تزييف هذا الوعي او تزويره. لذا يغدو التضامن الثقافي والفكري مع فلسطين ممثلاً بعهد التميمي ورفاقها جزءاً عضوياَ أساسياً في إطار المواجهة الشاملة مع الاحتلال.
إنّ قضية عهد التميمي يجب ان تكون عهدنا جميعاً على أنفسنا بأن تستعيد فلسطين موقعها الطبيعي في صدارة الاهتمام، ولأجل ذلك لابد لنا ان نستعيد وحدة الشعب والوطن.
أيها الأخوات والإخوة،،
لتكن صفعة عهد لجنود الاحتلال ليست فقط صفعة لهيبته وبطشِه وآلته العسكرية، بل صفعة الشعب الفلسطيني بأكمله لصفقة القرن ولقرارات ترامب ولكل من يروِّج لها ويتساوق معها ويحاول تمريرها.
مع عهد التميمي ورفاقها ليعلم الجميع أن الصفقة الوحيدة المقبولة فقط هي استعادة الحق الفلسطيني كاملاً غير منقوص، بدولة حرّة مستقلة بعاصمتها القدس شاء من شاء وأبى من أبى وبتحقيق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحدهُ والذي كفِلته له القوانين والمواثيق الدولية وبخاصّة عودته إلى وطنه.
عاشت فلسطين حرة عربية،
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال،
الحرية لأسرانا البواسل،
والعهد هو العهد والقسم هو القسم
والخزي والعار لكلّ متواطئ مع العدو ومشاريعه
فلسطين وطننا والقدس عاصمتنا والعودة هدفنا...
وإنها لثورة حتى النصر







مشاركة التدوينة :

لبنان

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :