<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني التي ألقاها مسؤول طرابلس المحامي عبد الناصر المصري في الاعتصام الشعبي الذي نفذته حركة فتح في مئوية وعد بلفور المشؤوم.

مشاركة التدوينة :
كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني التي ألقاها مسؤول طرابلس المحامي عبد الناصر المصري في الاعتصام الشعبي الذي نفذته حركة فتح في مئوية وعد بلفور المشؤوم..أمس الخميس ٢-١١-٢٠١٧ أمام مقر الصليب الأحمر الدولي.

أيها الأخوة المناضلون ...
أيها الثائرون والثائرات من أجل الحرية والكرامة
نقف اليوم في طرابلس العربية الأبية، لنجدد إدانتنا للجريمة البريطانية الكبرى بإحتلال فلسطين ومنحها هدية للصهاينة.
إن المراقب والدارس للتاريخ يدرك يقيناً أن وعد بلفورالمشؤوم كان حلقة في سلسلة المشروع التآمري على العرب والمسلمين فما جرى في فلسطين منذ مئة عام يتحمل مسؤوليته أغلبية الدول الغربية، ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ليس إدعاء او إتهاما غوغائياً إنها وقائع التاريخ:
فنابليون بونابارت الفرنسي عندما غزا أمتنا، بدءاً من مصر وحاصر عكا وبدأت هزيمته تلوح في الأفق، ناشد يهود لنصرته واعداً إياهم "بإعطائهم القدس وبعضاً من أجزاء فلسطين" وذلك في عام 1799 ( قبل 115 عام من وعد بلفور ).
أما الرئيس الامريكي جون آدامز، فقد كتب رسالة لليهود عام 1818 (قبل مئة عام من وعد بلفور) يقول فيها:" أتمنى أن أرى ثانية دولة يهودية مستقلة في فلسطين".
وطبعا لا ننسى سويسرا التي سهلت ليهود عقد مؤتمرهم الأول في مدينة بال عام 1897 (قبل 20 عام من وعد بلفور) والذي أنطلقت فيه المنظمة الصهيونية العالمية وحددت هدفاً لها "اقامة وطن لليهود على أرض فلسطين"
أما المؤتمرالأخطر فهو مؤتمر كامبل بانرمان، الذي شاركت فيه كل من : بريطانية-هولندا- بلجيكا- فرنسا- اسبانية- ايطالية، وذلك عام 1905 (قبل 12 عام من وعد بلفور) والتي خلصت قراراته لضرورة زرع جسم غريب في قلب الأمة العربية يفصل مشرقها عن مغربها ويحول دون وحدتها .
وطبعا كان مؤتمر سايكس بيكو(الفرنسي- البريطاني) قبل عام من وعد بلفور والذي قسم الامة العربية وتلاه مؤتمرات استعمارية أخرى هدفت جميعها لتثبيت التجزئة واتخاذ الإجراءات المطلوبة لتهويد القدس وصولاً لاغتصاب فلسطين بشراكة بريطانية مع العصابات الصهيونية الوافدة من أقطار الدنيا مدججة بالسلاح والمال الصهيو-اوروبي عام 1948.
ايها الاخوة الكرام..
إن تبدل المواقف لدى بعض الدول الأوروبية والتضامن الشعبي الأوروبي المتعاظم مع القضية الفلسطينية إنما يعود بالدرجة الأولى للمقاومة الفلسطينية التي انطلقت في مطلع القرن العشرين والتضحيات الكبرى وشلالات الدم التي سالت بغزارة لتروي تراب فلسطين.
وإذا كانت الادارة البريطانية لا تريد الاعتذار وهي تستفز المشاعر العربية والاسلامية بإحتفالها بالذكرى المئوية لوعد بلفور بحضور رئيس وزراء العدو فإننا مدعوون لزيادة الفعاليات وتنويعها والتحرك في كل الإتجاهات الدولية والعربية والاسلامية لفضح الإجرام الصهيوني والغطرسة الاستعمارية لدى الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانية .
إننا على يقين أنه سيأتي اليوم الذي سنلغي فيه وبالقوة وعد بلفور ونتائجه لأن "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وسوف نجبر بريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية المتآمرة على الاعتذار والتعويض، فمال ضاع حق وراءه مطالب.
وأخيراً، إننا اذ نحيي الجهود المصرية والفلسطينية التي أدت للمصالحة وندعو لتسريع الخطى وتوسيع دائرة التشاور مع كافة االفصائل لإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكل السلاح الأمضى لمواجهة العدوانية الصهيونية وانجاز التحرير .
إن الوحدة والمقاومة طريقا استعادة الحقوق، ولعل العدوان الصهيوني الأخير على غزة يؤكد هذه الحقيقة لأن اغتيال الشهداء الأبطال في الأنفاق جاء رداً على خطوات المصالحة وقبل ساعات من فتح معبر رفح ورفض جميع الفصائل المس بسلاح المقاومة لأنه سلاح الشرف والعزة لردع العدو واستعادة الحقوق.
مشاركة التدوينة :

لبنان

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :