<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ساحة ضهر المير: قلب رمضاني نابض بالحياة

مشاركة التدوينة :

المصدر/ بقلم رأفت نعيم - جريدة المستقبل: 

تتحول مدينة صيدا القديمة خلال ليالي شهر رمضان المبارك الى قبلة لمن يحبّون ان يعيشوا روحية وأجواء الشهر المبارك، لما تحفل به معالمها التاريخية ومقاهيها التراثية واحياؤها القديمة من نشاط رمضاني متعدد الأوجه، يبدأ عند الغروب بإفطارات متفرقة تتوزع على ساحاتها ومقاهيها وبيوتاتها التراثية تقوم بها عادة جمعيات ومؤسسات وأفراد، ولا تنتهي إلا في فترة السحور.. وتشكل المساجد المزدانة بزينة واضواء رمضان، المنطلق والمنتهى لهذه الحركة التي تبدأ بصلاة المغرب عند الافطار، وتتواصل مع صلاة التراويح بعد العشاء، وتختتم بصلاة الصبح فجرا، بينما تشكل الساحات التراثية رابطة العقد التي يتوزع منها وعبرها واليها الحراك الرمضاني الليلي في المدينة.
ومن هذه الساحات، ساحة ضهر المير التراثية في حي رجال الأربعين والتي تألقت كما في كل عام بأجواء الشهر المبارك، حيث أقامت بلدية صيدا والكشاف المسلم – مفوضية الجنوب، احتفالية «رمضان بيجمعنا»، بحضور جمع من الشخصيات وحشد من الأهالي. وتخلله تدشين وإضاءة معالم الزينة الرمضانية وعزف الفرقة الموسيقية للكشاف المسلم لمعزوفات واناشيد من وحي الشهر الفضيل، وعروض مبارزة بـ«السيف والترس» من الفرقة التراثية الصيداوية وأداء شخصية المسحراتي. والى جانب هذه الاحتفالية التي تقام عادة كل سنة في شهر الصيام، تشكل ساحة ضهر المير مقصدا لرواد وزار المدينة القديمة في لياليه ايضا للترويح عن النفس والاستمتاع بالأجواء الرمضانية والتراثية.
ويقول الدكتور طالب محمود قرة أحمد، الباحث في تاريخ وتراث صيدا لـ«المستقبل» ان ساحة ضهر المير التي يعود تاريخها الى عدة قرون خلت هي بالأساس وقف عائد للأمير أحمد كوجك باشا. وسميت بهذا الاسم لانها قريبة من قصر الأمير فخر الدين الذي بناه وتوفي قبل ان يسكنه.. وهو ما يعرف حاليا بإسم «سراي فخر الدين».
وبحسب قرة أحمد، فان اهمية هذه الساحة التي تقع مباشرة أمام مدخل الجامع العمري الكبير تكمن في انها تختزن تاريخا وتراثا عريقا وتعتبر قلبا نابضا بالحياة والنشاط داخل المدينة القديمة بحيث تتوزع منها شوارع مؤدية الى اكثر من حي ومعلم، مثل ساحة المصلبية وحي المسالخية والقلعة البرية ومقهى رجال الأربعين، وثانوية المقاصد ومقر الكشاف المسلم. وهذه الساحة كانت مركز احتفالات الحي ومناسباته وكانت مخصصة دائما لخروج المواكب الدينية من الجامع الكبير واحياء المناسبات الدينية وخاصة عيدي الفطر والأضحى وذكرى المولد النبوي الشريف، فتقام فيها حلقات السيف والترس والسهرات الانشادية. فضلا عن انها كانت تشهد في تاريخنا الحديث حماوة الحملات الانتخابية للمرشحين للبلدية والنيابة. وهي دائما كانت متنفساً لأبناء المدينة القديمة ولتمضية العطل الأسبوعية.
ويشير قرة أحمد الى ان ساحة ضهر المير ارتبطت بالكشاف المسلم في صيدا كونه تأسس فيها، وما زال حتى اليوم يقيم انشطته ويحتفل فيها بالمناسبات الدينية خصوصا، ويحافظ على الطابع التراثي والتقليدي لهذه الاحتفالات. ولا يزال الصيداويون يذكرون ان اول مستوصف في المدينة انشئ من قبل الكشاف المسلم في ساحة ضهر المير ومنه ولدت الجمعية التي اطلق عليها لاحقا اسم «جمعية المؤاساة». 
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :

تدوينه عشوائية

الاحتفاء بذكرى استشهاد القائد الوطني الكبير كمال جنبلاط

الاحتفاء بذكرى استشهاد القائد الوطني الكبير كمال جنبلاط بيروت قاعة نادي الصفا الرياضي 16/3/2019 سمية الجرشي بحضور س

sourcamps