استمرار الاستيطان سيعطل حتما رؤية
الدولتين
الحاكم العام: كندا ستبقى ملتزمة
بالعمل والتعاون مع الفلسطينيين لتحقيق الأهداف المرجوة
رام الله 4-11-2016 وفا- شدد رئيس دولة
فلسطين محمود عباس، بعد ظهر اليوم الجمعة، على جدية القيادة الفلسطينية في صنع
السلام على أساس حل الدولتين.
وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده
سيادته في مقر الرئاسة مع الحاكم العام لكندا ديفيد جونستون، عقب جلسة مباحثات
ثنائية.
وقال الرئيس إنه أطلع الضيف الكبير على
مجمل الأوضاع الصعبة، التي يعيشها شعبنا جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض
دولة فلسطين.
وأضاف سيادته: إننا ننتهز الفرصة لنعبر
لسعادتكم عن شكرنا الجزيل، وتقديرنا لحكومة كندا، وشعبها الصديق، على ما تقدمه من
مساعدات لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وبناء قدرات مؤسساتنا الوطنية، آملين استمرار
العمل من أجل تعزيز العلاقات بين الحكومتين، ورجال الاعمال، والمؤسسات الأهلية في
البلدين، وفي جميع المجالات.
وتابع: وأحطت سعادته علماً باستعدادنا
الدائم لصنع السلام مع إسرائيل، وتطبيق حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان
جنباً إلى جنب، في أمن وسلام وحسن جوار، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة
السلام العربية، وبما يمكن شعبنا من نيل حريته في دولته المستقلة على حدود العام
1967، بعاصمتها القدس الشرقية، التي نريدها مفتوحة للعبادة لجميع أتباع الديانات
السماوية الثلاث، الإسلامية، والمسيحية، واليهودية.
وأردف الرئيس: لقد أكدت خلال اللقاء أننا
ندعم المؤتمر الدولي للسلام، الذي تعمل فرنسا على عقده مع نهاية هذا العام، ونحن
على ثقة بأن كندا سيكون لها دور إيجابي وداعم في هذا الإطار، كما وأننا نؤيد كل
جهد إقليمي ودولي يبذل لمكافحة واجتثاث جذور الإرهاب والتطرف والعنف في المنطقة
والعالم، والذي ندينه أياً كان مصدره، وطبيعته.
وأكد سيادته أن الاستيطان غير شرعي وأن
على الحكومة الإسرائيلية أن توقفه فورا، لأن استمراره سيعطل حتما رؤية الدولتين.
وفيما يلي النص الحرفي لكلمة الرئيس
محمود عباس:
صاحب السعادة السيد ديفيد جونستون،
الحاكم العام لكندا
نرحب بكم ضيفاً عزيزاً على فلسطين،
معبرين لكم عن سعادتنا البالغة باستقبالكم هنا في مدينة رام الله، في زيارتكم
الأولى للأراضي المقدسة.
ونحن على ثقة بأن هذه الزيارة ستساهم في
تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين فلسطين وكندا، والتي نحرص على تمتينها
وازدهارها لما فيه خير شعبينا وخدمة مصالحنا المشتركة.
وننتهز الفرصة لنعبر لسعادتكم عن شكرنا
الجزيل، وتقديرنا لحكومة كندا، وشعبها الصديق، على ما تقدمه من مساعدات لدعم
الاقتصاد الفلسطيني، وبناء قدرات مؤسساتنا الوطنية و"الأونروا"، آملين
استمرار العمل من أجل تعزيز العلاقات بين الحكومتين، ورجال الأعمال، والمؤسسات
الأهلية في البلدين، وفي جميع المجالات.
أيها السادة،،
أطلعت اليوم صاحب السعادة السيد جونستون،
على مجمل الأوضاع الصعبة، التي يعيشها شعبنا جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي
لأرض دولة فلسطين، والتي لا يمكن احتمالها، ولا يمكن أن تستمر طويلاً، وأحطت
سعادته علماً باستعدادنا الدائم لصنع السلام مع إسرائيل، وتطبيق حل الدولتين،
فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنباً إلى جنب، في أمن وسلام وحسن جوار، وفق قرارات
الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وبما يمكن شعبنا من نيل حريته في دولته
المستقلة على حدود العام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، التي نريدها مدينة مفتوحة
للعبادة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث، الإسلامية، والمسيحية، واليهودية.
وأكدت لسعادته، أننا ندعم المؤتمر الدولي
للسلام، الذي تعمل فرنسا على عقده مع نهاية هذا العام، ونحن على ثقة بأن كندا
سيكون لها دور إيجابي وداعم في هذا الإطار، كما وأننا نؤيد كل جهد إقليمي ودولي
يبذل لمكافحة واجتثاث جذور الإرهاب والتطرف والعنف في المنطقة والعالم، والذي
ندينه أياً كان مصدره، وطبيعته.
مرة أخرى نجدد التحية والترحيب بسعادتكم،
راجين لكم دوام الصحة والسعادة ولكندا وشعبها الصديق دوام الرخاء والتقدم. وشكراً
جزيلا
من ناحيته، قال الحاكم العام لكندا ديفيد
جونستون، إن زيارته لمدينة رام الله جاءت من أجل التأكيد على الصداقة التي تجمع
بين كندا وفلسطين، معبرا عن تقديره لسيادة الرئيس محمود عباس، لاستقباله وترحيبه بالوفد
الكندي في الضفة الغربية، معتبرا إياها فرصة تاريخية.
وأكد أن كندا ستبقى ملتزمة بالعمل
والتعاون مع الفلسطينيين، لتحقيق الأهداف المرجوة، مثمنا الروابط الشعبية القوية
التي تجمع بين الشعبين الفلسطيني والكندي، حيث أن هناك العديد من القيم والتطلعات
المشتركة فيما بينهما.
وقال جونستون إن كندا ستلتزم بالعمل مع
الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم بهدف تعزيز الفرص وأفق حل الدولتين وتحقيق سلام
عادل ودائم، لافتا إلى أن لدى كندا برنامجا تنمويا في الضفة الغربية، يهدف إلى
تعزيز مبادئ الحوكمة، وتنمية الآفاق الاقتصادية للفلسطينيين.
وأضاف: "نحن نعمل مع الفلسطينيين
لغاية دعم الابتكار وتعزيز صمود جميع شرائح المجتمع بمن فيهم النساء والأطفال، كما
قمت في وقت سابق بتدشين المختبر الجنائي الخاص بالشرطة المدنية الفلسطينية الممول
من كندا، الذي سيساعد على تعزيز الأمن وبسط سيادة القانون في الضفة الغربية حيث أن
الأمن والاستقرار هما عاملان أساسيان لنجاح أي مجتمع، ويسر كندا مد يد العون لدعم
هذه المبادرة".
وأردف: "غدا سنزور مدرسة الشروق
للمكفوفين في بيت جالا قرب بيت لحم، التي تبذل الجهود في سبيل مساعدة الأطفال
المكفوفين في تحقيق قدراتهم، ويسر كندا أن تقوم بدعم هذه المبادرة عبر الاستثمار
بالتكنولوجيا خاصة الألواح الشمسية".
وأوضح أن "العمل يتم بجد على تعزيز
الريادة، وجعل منهاج الأعمال هنا أكثر مواءمة وقابلية للنمو من خلال ذلك فإننا
نزيد من الفرص ونزيد من أعمال الفلسطينيين ونحقق الازدهار العام في المنطقة".
وقال إن "الكنديين والفلسطينيين
حققوا الكثير بعملهم مع بعضهم البعض، كما يمكنهم تحقيق المزيد من الإنجازات للشعب
هنا، ومن هذا المنطلق أتطلع قدما لمواصلة هذه الشراكة والحوار والتعاون".
وفي رده على أسئلة الصحفيين، قال الرئيس
محمود عباس "بلا شك نحن نرى والعالم كله يرى أن الاستيطان غير شرعي، وهذه
قرارات حصلت في أوروبا وحصلت في مجلس الأمن أكثر من مرة، وفي كل مناسبة نسمع من
المسؤولين في دول العالم أجمع أن الاستيطان غير شرعي، وبالتالي نقول إن على
الحكومة الإسرائيلية أن توقف الاستيطان لأن استمراره سيعطل حتما رؤية الدولتين،
ولذلك إذا أرادت إسرائيل السلام، فالسلام يقوم على أساس دولتين، دولة فلسطين على
حدود 67 ودولة إسرائيل في الطرف الآخر تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار وحسن
جوار".
وأضاف سيادته أن الدول المانحة تقدم
مساعدات بلا أدنى شك، وهذه المساعدات غير كافية والسبب أننا نعيش حصارا هنا،
فعندما تحتل إسرائيل 64% من أراضي دولة فلسطين ولا نستطيع أن نتصرف بها، هذا يعني
أننا غير قادرين إطلاقا على أن نتصرف بأرضنا، وأن نستثمر فيها، ولذلك نقول لا بد
من المساعدات أن تكون كافية وزائدة وفي الوقت نفسه أن يدعمنا العالم للتخلص من
الاحتلال ومن الاستيطان".
وحول زيارة المبعوث الفرنسي لعملية
السلام للأرض الفلسطينية الأسبوع المقبل، وهل تأتي هذه الزيارة من أجل ترتيبات
المؤتمر الدولي للسلام نهاية هذا العام، قال سيادته "بالنسبة لفرنسا نحن
نتشاور باستمرار مع الحكومة الفرنسية حول المؤتمر الدولي، وسبق أن عقد المؤتمر في
الثالث من يوليو الماضي في باريس، والآن بانتظار أن يعقد بشكل أوسع في باريس أيضا
يحضره معظم دول العالم، من أجل أن يجد ميكانيكية لحل المشكلة الفلسطينية ويضع
جدولا زمنيا للمفاوضات وجدولا آخر من أجل التطبيق".
وتابع الرئيس: "نحن طلبنا هذا الطلب
على غرار ما حصل بين أميركا ودول أوروبا، وروسيا وإيران، وما حصل نريده أن يحصل
عندنا".
بدوره، أكد الحاكم العام لكندا أن بلاده
تواصل التزامها القوي بحل الدولتين لإيجاد سلام عادل ودائم، وقال"نريد أن
نشجع بكل الطرق الممكنة الشعب الفلسطيني، من خلال ممثليهم، والإسرائيلي، من خلال
ممثليهم، أن يجلسوا مع بعضهم البعض مباشرة ويتفاوضوا على هذه الأمور ويتعاونوا
بالأمور الصعبة التي تقف عائقا أمام حل السلام العادل والدائم وإيجاد الحلول
العملية".
وأضاف: "نحن نرى دور كندا في توفير
المساعدة المباشرة التي تساعد الشعب الفلسطيني في وضعه الخاص هذا والفريد، نحن
نستثمر 65 مليون للأمن والاستقرار والمساعدة في تعزيز النظام والأمن وبسط سيادة
القانون ودعم الفرص الاقتصادية وجلب الازدهار لهذه المنطقة، وغيرها من المساعدات
الإنسانية وسنستمر على هذا الدرب ونعرب عن التزامنا بهذا الاستمرار".
ـــ
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :