مهرجان سياسي حاشد في بعلبك بذكرى استشهاد ياسر عرفات

فؤاد جمعة

بمناسبة الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، أحيا الكل الوطني اللبناني والفلسطيني ذكراه بمهرجان سياسي حاشد في بعلبك وفاءً له. واستقبل الحشود أعضاء قيادة المنطقة والشعب التنظيمية والمكاتب الحركية على وقع موسيقى الكشاف وهتافات الأشبال.

بدايةً تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثمَّ قراءة سورة الفاتحة عن روح جميع الشهداء. تلاه تكريم مديرة ثانوية الحكمة الحاجة حفيظة الرفاعي الططري بدرع العاصفة من قبل الحاج رفعت شناعة ود.نضال عزام وهي المربية التي علَّمت الأجيال تاريخ "فتح" ومؤسسها ياسر عرفات.

كلمة حركة "أمل" ألقاها عضو قيادة اقليم البقاع هيثم اليحفوفي جاء فيها: "فلسطين الأرض المقدسة التي تعرضت ولم تزل تتعرض لجميع أنواع الظلم، وهي في صلب اهتمام حركتنا وعقلنا وإن السعي لتحريرها أول واجباتنا، وإن الوقوف إلى جانب شعبها وحياته ومقاومته والتلاحم معه شرف الحركة وإيمانها، سيما وأنَّ الصهيونية تشكل الخطر الفعلي والمستقبلي على لبنان وعلى القيم التي نؤمن بها وعلى الانسانية جميعاً".

إنَّ حركة "فتح" وحركة "أمل" توأمان في الجهاد والنضال، معتبراً القرار الاسرائيلي بوقف الآذان قرار عنصري بامتياز، كما شدد على نيل الشعب الفلسطيني في لبنان على كامل حقوقه تحت سقف العودة. 

كلمة حزب الله ألقاها سعادة النائب الدكتور علي المقداد جاء فيها: " قبل التحدث قبل خارطة فلسطين كنت دائماً حين أقف على منبر المقاومة منبر فلسطين أبدء بكلمتي فلسطين في عين وبلدي في عين ولكن اليوم وبعد ما عشنا وما شفنا ورأينا لكي تمحى كلمة فلسطين من قاموسنا ومن عقولنا ونفوسنا وقلوبنا أقول اليوم فلسطين في العين وفي العقل والقلب، لماذا في العقل قبل القلب ﻷننا لا نؤخذ بالعاطفة، القائد أبو عمار أعطى حياته لفلسطين عندما كان في ريعان شبابه كان مقاتلاً في صفوف الطلبه في مصر، لماذا كانت فلسطين في عقله لأن القائد أبو عمار كان يعلم مستقبل فلسطين اذا تركها لهؤلاء الذين أعطوها للإسرائيليين واليهود لن تكون فلسطين في الوجود.

أختصر الكلام ﻷقول "أبو عمار فلسطين وفلسطين أبو عمار"، اليوم فلسطين تنادي المناضل تنادي كل قائد كل شهيد كل إنسان له حس الوطنية، كل إنسان له حس  أن يحمل سلاحاً للدفاع عن فلسطين بالبندقية، وبالفكر، وبالدعاء بقلوبنا سوف نحرر فلسطين، وحق العودة هو الأساس الذي لن نتخلى عنه مهما طال الزمن.

وحيى البطل في الكنيست الذي رفع صوت الآذان عالياً، متحدياً الإسرائيليين، وسوف ندافع عن فلسطين وكوفية فلسطين لن تسقط، كوفية أبو عمار لن تسقط.

كلمة "م.ت.ف" وحركة "فتح" ألقاها أمين سر إقليم حركة "فتح" الحاج رفعت شناعة تحدث فيها عن معركة الصمود في بيروت التي دامت ثلاث أشهر الذي ولم نسمع  صوتا عربيً يقول أنا معكم أو هذه مدفعيتي أو هذه طائراتي الكل كان في موقف المتفرج لكن الارادة اللبنانية الفلسطينية كانت على قدر المسؤولية قدمت الشهداء والتضحيات والدماء.

أبو عمار رحل لكنه ترك سجلاً خالداً من العطاء والوفاء، واستطاع هو أن يكون زعيماً لكل حركات التحرر العالمي لأنه استطاع أن يضمن الدعم والمساندة ومن كل حركات التحرر في العالم للشعب الفلسطيني، وإن هذه الحركات التحررية في العالم عليها أن تواجه إسرائيل والصهيونية لأنهم هم الاعداء الحقيقيين وليس للشعب الفلسطيني وحسب وإنما لكل شعوب العالم.

ياسر عرفات رحل لكنه بقي النموذج الذي يحمل السجل الخالد من العلاقات الدولية جندها من أجل فلسطين واستطاع أن يعيد الهوية الفلسطينية والكيانية، استطاع أن يرسم خارطة فلسطين على الخارطة الدولية، هو جسد عملياً ما كان يقول عندما سأل إلى أين أنت ذاهب حين غادر بيروت قال لهم: "إلى القدس إلى فلسطين"، إن هذه الحركة الرائدة التي وصفها الرمز ياسر عرفات ما زالت وفيةً لدماء الشهداء.

في هذه المناسبة نهنئ الشعب اللبناني باﻹنجاز الذي حصل عن طريق انتخاب رئيساً للجمهورية إلى جانب وجود دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري. ونتمنى التوفيق للرئيس سعد الحريري في تشكيل الحكومة، كما نتمنى أن تكون العلاقة الأخوية بين شعبينا دولة لبنان ودولة فلسطين هي الداعم للنضال الفلسطيني.ونأمل انعقاد مؤتمرنا السابع لتناقش كافة القضايا الحركية سواءً من الجانب السياسي أو الجانب التنظيمي للحركة، ومستقبل هذه الحركة على الصعيد الداخلي والعلاقات العربية، وختم بالتحية للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى.