<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الدولة والعرب والاخوان وحماس

مشاركة التدوينة :



سعدات بهجت عمر
ت:71728657   
وحدة الوطن الفلسطيني أرضاً وشعباً في الضفة الغربية وقطاع غزة تؤسس دولة فلسطينية عربية تجمع العالم العربي شرقه وغربه. وتعتبر هذه الدولة تحدياً للمبادئ الأساسية التي يؤمن بها شركاء الوطن من المنتصرين والمهزومين.
الكيان الصهيوني يعتبر أن دولة فلسطينية بحكومة وحدة وطنية الخطر الحقيقي على هذا الكيان، وبحكومة الوحدة الوطنية (وهذه ليست سوى البداية لأن نضال شعبنا وكفاحه ضد الاحتلال الاسرائيلي نضالٌ في سبيل قيّمٍ ومبادئ وثوابت موروثة نتعلق بها من أجلها) يستمر الحوار الوطني للوصول الى ميثاق شرف تلتزم به كافة الفصائل الفلسطينية.
لو افترضنا أن هذه مشكلة للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين وهي فعلاً مشكلة الذي ينادي بإمارة تجمع ما بين قطاع غزة وشمالي سيناء فانها ستكون كذلك وبشكل محدد بالنسبة لكثير من الدول العربية والاسلامية، وإذا كان الأمر كذلك فإنه هناك مشكلة حمساوية، ولكنها لا تختلف ولا يمكن أن تنفصل عن المشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية من خراب ودمار نفسي ومادي في الوقت الحاضر. بل هي قضية خاصة بالاخوان المسلمين أنفسهم. الأمر الذي أضفى عليها مزيداً من الحصر والخصوصية، وأعطاها بعداً فكرياً بعيداً عن الدستور الاسلامي جعل الشعب العربي كله ينظر اليها كإحدى المشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية وغير العربية، ولكن أيضاً كمشكلة خاصة بهم أنفسهم.
هذا الأمر بكل حيثياته أصبح على عاتق العرب لأهميته أن يدرسوا المسألة المتأسلمة لأنهم عانوا وما زالوا ووقعوا ضحايا الاغتراب والانقسام القومي والوطني والديني تحت مسميات طائفية وإثنية. أصبحت حلاً لمأزق الاحتلال الاسرائيلي وشرعيته، وشرعنة الدعارة الصهيونية على الخطاب الرسمي العربي، لذلك فإن السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادتها الشرعية قد آلت على نفسها أن تناضل ضد جميع أشكال الانقسام، وأدركت أن عليها أن تغرس حقيقة أن شعبنا الفلسطيني شعبٌ واحد أينما كان وليس حادثاً عرضياً في تاريخ الشعوب، فالتمييز يا حماس هو أن يعيش شعبنا في قطاع غزة في ظل عدم المساواة والاضطهاد هو السير بعد المساواة هذه إلى نهايتها الوحشية، وبسبب هذا كله يشكل التنظيم الدولي للاخوان المسلمين خطراً على شمولية الحركة العربية والفلسطينية. وبذلك تكون جميع القيم والمبادئ والثوابت التي نتعلق بها ونعمل على إغنائها قد أعطت للكيان الصهيوني وضعاً خاصاً وهذا من شأنه إضعاف شعبنا الفلسطيني في مواجهة لهمومه. واختيار حماس الانسلاخ عن تفاعلها الدينامي المرن والمتواصل مع مجتمعنا الفلسطيني الانساني يؤدي إلى حرمانها من إنسانيتها، وذلك بصرف النظر عن ما يعانيه شعبنا في قطاع غزة والمهم أن مجتمعنا الفلسطيني وسلطته الوطنية لا يستطيعان تخدير ضميريهما بقبولهما شرعنة الانقسام وأشباهه.



مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :