<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

لن نفقد الأمل بالعمق العربي - الإسلامي

مشاركة التدوينة :
حديث القدس
القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، عنوان أو شعار الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي الذي بدأ أعماله في عمان أمس، بمشاركة رئيس مجلس الشعب السوري للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بعد تجميد عضوية سورية بالجامعة العربية، وهو ما يوحي بأمرين هامين الأول تأكيد الإجماع العربي مجددا على الحقوق الثابتة والمشروعة لشعبنا الفلسطيني بما في ذلك تأكيد اعتبار القدس جزءا لا يتجزأ من الأراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧ وأنها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة. والثاني يعطي مؤشرا على قرب انفكاك الخلافات العربية - العربية وعودة سورية الى حضن الجامعة العربية، مما يسهم أيضا في حل الأزمة السورية التي شارفت على الانتهاء.
ومما لا شك فيه أن الموقف العربي المعلن،سواء عبر اجتماعات القمم العربية المتوالية أو الاجتماعات الدورية لمؤسسات ووكالات الجامعة العربية، هو موقف ثابت بشأن القضية الفلسطينية سواء فيما يتعلق برفض كل «الحلول» والمقترحات التي تنتقص من الحقوق المشروعة لشعبنا وفق قرارات الشرعية الدولية أو رفض كافة الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة خاصة ما يتعلق بهذه الإجراءات في القدس والمسجد الأقصى.
ولكن السؤال الذي يطرح بهذا الشأن يتعلق بمدى قدرة الجامعة العربية على مواجهة الدول التي تتماهى مع الاحتلال كالولايات المتحدة الاميركية التي ضربت قرارات الشرعية الدولية ومواقف الجامعة العربية عرض الحائط وتصرّ على العداء المطلق لشعبنا وحقوقه وحقوق ومصالح الدول العربية والإسلامية والانحياز الكامل للاحتلال الاسرائيلي غير المشروع. فهل يستطيع العرب ترجمة قراراتهم الى واقع على الأرض في الوقت الذي يملكون فيه أوراق ضغط قوية سواء على الولايات المتحدة الأميركية أو أية دولة تحذو حذوها أو على الاحتلال الإسرائيلي نفسه؟
إن ما يجب أن يقال هنا، أن شعبنا الذي يعتز بقوميته العربية وبأنه جزء لا يتجزأ من شعوب هذه الأمة العربية والإسلامية، لم يفقد ولن يفقد الثقة بمواقف هذه الأمة إزاء قضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ويتطلع بأمل الى ترجمة حقيقية للمواقف العربية الثابتة التي تعبر عنها مبادرة السلام العربية وكافة القرارات التي اتخذتها القمم العربية والبرلمانات العربية على مدى سنوات.
كما يحدونا الأمل ومع المؤشر الإيجابي الذين ظهر أمس بمشاركة سورية قيام اجتماعات البرلمان في عمان وتبادل التحية بين ممثلي السعودية وسورية ان يشكل ذلك مقدمة لإنهاء الخلافات العربية - العربية، وحشد الطاقات لمواجهة التحديات الحقيقية أمام هذه الأمة وفي مقدمتها احتلال إسرائيل غير المشروع لأراضي فلسطين وأراض عربية وسعيها للهيمنة والسيطرة على المنطقة بأسرها.
كما يحدونا الأمل بأن تنسجم المواقف العربية الحالية مع التحديات الحقيقية خاصة خطورة ما تتعرض له القدس والأقصى والقضية الفلسطينية برمتها، والتحريض الإسرائيلي السافر ضد شعبنا وقيادته الشرعية.
وفي المحصلة، يبقى عمقنا العربي / الإسلامي / الأممي هو العمق الاستراتيجي رغم كل الظروف ورغم كل ما تتعرض له البلدان العربية والإسلامية من حروب وصراعات ومحاولات شرذمة، ويخطىء من يظهر أن هذا العمق يمكن أن يقبل يوما بما يحاك لهذه الأمة أو أن يتنازل يوما عن الحقوق المشروعة، مما يشكل سندا لنضال شعبنا نحو الحرية والاستقلال.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :