<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أين نمضي ؟!

مشاركة التدوينة :
حديث القدس
وسط تصعيد غير مسبوق في تصريحات وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن ليبرمان اللذين هددا بعدوان مدمر على قطاع غزة، ودعوات لقتل مطلقي البالونات وحشد مزيد من قوات الاحتلال على حدود القطاع، ارتقى أمس ثلاثة شهداء وأصيب عدد كبير من المدنيين المشاركين في مسيرات العودة، وكلها توحي بمؤشرات خطيرة حول قرب ارتكاب عدوان جديد واسع النطاق على قطاع غزة، بينما يبدو المشهد الإقليمي والدولي غير مكترث بحقيقة ما يجري سواء بسبب انشغال العالم، بما في ذلك دولنا العربية والإسلامية، بقضايا أخرى في مقدمة اهتماماتها أو بسبب الخلل الذاتي الفلسطيني الذي يقف وراء عدم القدرة حتى الآن على وضع القضية الفلسطينية في مقدمة جدول الأعمال العالمي.
ومما لا شك فيه أن هذا الاحتلال الإسرائيلي أوغل في دماء أبناء شعبنا دون تمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ أو مقعد، ومما لا شك فيه أيضا أن أبناء شعبنا يقدمون تضحيات جساما، ولكن السؤال الذي يطرح هنا هو: إلى أين نمضي وسط كل ذلك؟ وما هو الهدف المراد تحقيقه؟ وكيف يمكن تحقيقه؟
وواضح لكل فلسطيني أن مطلب الكل الوطني هو إنهاء هذا الاحتلال وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض في الوقت الذي تتردد فيه أنباء عن «هدوء تام في غزة» مقابل رفع الحصار أو عن وقف إطلاق نار، ولكن السؤال هو: حتى لو تحقق ذلك فماذا بعد؟ وهل أصبحت أهداف شعبنا محصورة في رفع الحصار، على أهميته، وهل كل هذه التضحيات الجسام، خاصة تحت شعار «مسيرات العودة»، يتلخص هدفها بتحقيق الهدوء التام مقابل رفع الحصار؟
وإذا كانت الساحة الفلسطينية منقسمة على هذا النحو المأساوي فيما تسعى إسرائيل جاهدة لإبرام اتفاق تهدئة مع هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك لترسيخ هذا الانقسام، في الوقت التي يتشبث فيه الانقساميون بمواقفهم، فكيف يمكن أن تتحقق الأهداف الوطنية الكبرى؟ وكيف يمكن أن تكون كل هذه التضحيات جزءا لا يتجزأ من التضحيات من أجل مستقبل واحد ووطن واحد وحرية واحدة لكل أبناء شعبنا في الوطن والشتات؟
ولا شك أن المشهد معقد ومأساوي، وان الاستمرار على هذا النحو دون استراتيجية واحدة وهدف واحد يعني أننا نشير نحو المجهول، وهو ما لا يخدم شعبنا وقضيته.
إن ما يجب أن يقال هنا إننا إذا لم نعالج الخلل المأساوي الذاتي المتمثل باستمرار الانقسام، فإننا للأسف نكون قد أسهمنا في نجاح هذا الاحتلال في تمرير مخططاته وإجهاض الطموح الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، ونكون غير قادرين على استثمار كل هذه التضحيات لمصالح شعبنا وقضيته وفرض هذه القضية على جدول الأعمال الدولي، وإسماع العالم أجمع صوتا فلسطينيا واحدا ينطلق من استراتيجية واحدة واضحة المعالم، بدل البقاء في دوامة الانقسام والمصالح الفئوية والتنظيمية والحزبية.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :