رضوان مرتضى
من أجل المال، قرر السائق العمومي المتهم محمد الضابط أن يعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية. استجاب الضابط لطلب العميل الفار إلى فلسطين المحتلة، وليد نقوزي عبر محادثة فايسبوكية: «عليك افتعال خضة في الداخل اللبناني لضرب السلم الأهلي»، بالقول: «مش فارقة معي، المهم يتحسن وضعي المادي». هذه «الخضة» كانت عبارة عن اغتيال النائبة بهية الحريري.
وبرز لافتاً التوقيت الذي اختارته إسرائيل لاغتيال النائبة الحريري، بالتزامن مع احتجاز ابن شقيقها الرئيس سعد الحريري في السعودية. في متن القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق الأول رياض أبو غيدا، سرد الضابط كيف أغراه العميل الفار بالمال: «بعد الاغتيال، يصبح وضعك فوق الريح، وننسق سفرك إلى تركيا. لا تضيّع هذه الفرصة عليك». وتحدث عن ثلاث مهمات كُلِّف بها. وقد تكررت اعترافات الضابط في التحقيق الأولي أمام الأمن العام ومخابرات الجيش وأمام قاضي التحقيق العسكري الأول. وذكر الضابط أنه كان على تواصل دائم مع عميل الموساد الإسرائيلي وليد نقوزي الذي جنّده للعمل مع المخابرات الإسرائيلية مقابل مبالغ مالية يرسلها له عبر إحدى شركات تحويل الأموال، وقد وافق المدعى عليه على العرض، وبدأ بتنفيذ المهمات التي طلبها منه العميل نقوزي.
المهمة الأولى، كانت تصوير فيديو لحي البراد في صيدا، من بداية شارع مدرسة المرجان باتجاه حي البراد.
المهمة الأولى، كانت تصوير فيديو لحي البراد في صيدا، من بداية شارع مدرسة المرجان باتجاه حي البراد.
وركز في التصوير على دار الإفتاء، ومكتب تيار المستقبل في تلك المحلة. المهمة الثانية كانت جمع معلومات عن كوادر وقيادات حزب الله ونشاطهم وأمكنة وجودهم. أما المهمة الثالثة، فكانت اغتيال النائبة بهية الحريري. وقد اعترف الموقوف بقيامه بالمهمة الأولى كاملة، كاشفاً أنه أرسل مقاطع تصوير الفيديو لحي البراد في صيدا، الى العميل الإسرائيلي. وبالنسبة إلى المهمة الثانية، أدلى بأنه لم ينفذها، وقام بإبلاغ أحد مسؤولي حزب الله بما طلب منه.
وقد جرى سماع مسؤول الحزب من قبل القضاء، كشاهد، فأفاد بأن المدعى عليه أبلغه فعلاً بواقعة تواصله مع العميل نقوزي، والمهمات المطلوبة. وأفاد أمام القاضي بأنه نصحه بالمماطلة، وأبلغ زملاءه في الحزب عن الأمر. وباستيضاح الشاهد: «هل أخبرك تفصيلاً ماذا طلب منه العميل نقوزي؟»، أجاب أنه أبلغه أنه طُلب منه جمع معلومات عن مسؤولي حزب الله في صيدا. وذكر أنه قبل توقيفه بيوم واحد، أبلغ مسؤولين في الحزب بأن وليد نقوزي طلب منه مراقبة بهية الحريري لاغتيالها. فسُئل الشاهد: ماذا كان جواب المسؤولين عن هذه الواقعة؟ أجاب: لقد أوقف الأمن العام محمد الضابط في اليوم التالي مباشرة. وأنهى المسؤول في حزب الله إفادته بالقول: «إن الفترة التي أخبرنا فيها كانت قصيرة، وكنا ندرس ملفاً على هذه الدرجة من الأهمية لاتخاذ الأمور المناسبة».
أما المهمة الثالثة، فاعترف المدعى عليه الضابط بأنه بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، طلب منه وليد نقوزي العمل والتخطيط لاغتيال السيدة بهية الحريري لافتعال خضة في الداخل اللبناني، وقال له حرفياً: «فيك لهذه المهمة... أعدك بحال التنفيذ بتأمين سفرك الى تركيا وبصير وضعك باللوج». وذكر المتهم أنه «في ذات النهار، الذي أجرى معي هذه المكالمة، كنت أقود سيارتي باتجاه الغازية. وأمام إلحاحه بإعطائه جواباً، عمدت الى تسجيل رسالة صوتية قلت له فيها: «تكرم، زي ما بدك بيصير». وهنا سأله قاضي التحقيق: لماذا لم تقم بإبلاغ السيدة بهية الحريري بهذه المعلومات الخطرة وأنت ابن صيدا؟ أجاب: «لقد فكرت بهذا الموضوع».
وقد طلب قاضي التحقيق العسكري أبو غيدا محاكمة الضابط ونقوزي بموجب مواد تصل عقوبتها الى الإعدام.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :