<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة "فتح" - شعبة صيدا

مشاركة التدوينة :
بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة "فتح" - شعبة صيدا في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم
بقلم مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "فتح" - شعبة صيدا محمد الصالح
لم يشهد الكون مؤامرةً مدمّرةً بحجم المؤامرة التي دبَّرتها القوى الاستعمارية بقيادة بريطانيا ضدَّ الشعب العربي الفلسطيني. ففي الربع الأول من القرن الماضي، وبعد عقدِ المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897، استطاعت الحركة الصهيونية بزعامة ثيودور هرتزل وهربرت صمويل أن تكثّف عملها المتواصل من أجل تحقيق هدف الصهيونية العالمية بإقامة وطن لليهود في فلسطين، مستخدمةً كلَّ الأساليب في سبيل ذلك.
ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، وما لحق أوروبا من دمار، وفي ظل اتفاقية سايكس- بيكو الشهيرة عام 1916، أطلَّت المؤامرة المدمِّرة برأسها على شعبنا من خلال وعد بلفور في 2 تشرين الثاني عام 1917، حيثُ صرَّح وزير خارجية بريطانيا اللورد آرثر بلفور، التي كان نصيبها الانتداب على فلسطين، بأنَّ بريطانيا العظمى ستعمل من أجل إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، جاء هذا التصريح وهذا الوعد في لقاء مع روتشيلد أحد رجال الأعمال اليهود الإنجليزي الجنسية.
منذ ذلك التاريخ، لم يتوقّف الشعب العربي الفلسطيني عن النضال، وتوالت الثورات وأشهرها ثورة البراق، وثورة يافا، وثورة العام 1936، وفي نفس الوقت كانت حكومة الانتداب تلاحق الثوار في كلِّ مكان حتى تمكَّنت المنظمات الصهيونية الإرهابية (البلماخ- الأرغون- الهاجانا- شتيرن) من الاستيلاء على فلسطين، بل أيضًا فتحت أبواب الهجرة مشرّعة أمام اليهود ليتوافدوا إلى فلسطين من كل حدب وصوب، وفرضت الضرائب الباهظة على المزارعين، وأعطت مئات الآلاف من الدونمات إلى الحركة الصهيونية.
وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، واطمأنّت بريطانيا وقوى الاستعمار العالمية بأنَّ المنظمات الإرهابية الصهيونية قد استولت على قرى ومدن فلسطينية، أنهت انتدابها لفلسطين حتى تقوم دولة (إسرائيل) على أرض الشعب الفلسطيني، وليتمَّ تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة والدول غير المجاورة. ورغم قرار التقسيم لعام 1947، والقرار 194 لعام 1949 الخاص بحقّ العودة للاجئين الفلسطينيين، فقد قامت دولة (إسرائيل) على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، لتغدو الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية وقطاع غزة تحت الإدارة المصرية، وليبدأ الشعب الفلسطيني رحلة العودة إلى الوطن من خلال الثورة المعاصرة التي قادتها حركة "فتح" في 1 كانون الثاني 1965، حتى كان اتفاق أوسلو في 13 أيلول 1993، وعودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن، والدخول في بحرٍ من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي استمرّت لسنوات لم تفضِ إلى انسحاب (إسرائيل) من الضفة والقطاع، حتى تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، رغم الوعود الأمريكية بحل الدولتين ووعود الرباعية الدولية، ورغم تنفيذ الجانب الفلسطيني كل متطلبات عملية السلام وعدم وفاء الاحتلال الإسرائيلي بأيٍّ منها.
إنَّنا في هذه الذكرى المئوية المشؤومة لوعد بلفور اللعين واللحظات التاريخية الصعبة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا الوطنية العادلة، وما نتعرَّض له من أخطار وتحديات، نُهيب بجماهيرنا المناضلة وبالفصائل الفلسطينية كافّةً، العمل معًا وسويًّا على تعزيز الوحدة والتلاحم والاصطفاف الوطني، لحماية المشروع الوطني الفلسطيني بالوحدة الوطنية، والتصدي للاحتلال الصهيوني للوصول إلى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إنَّ جرائم الاحتلال وممارساته العنصرية والتهويدية من خلال الاستيطان ومصادرة الأراضي وسنِّ القوانين العنصرية، لن تُغيِّر من حقيقة أنَّ الأرض أرض فلسطينية عربية محتلة، وأنَّ القدس مدينة فلسطينية عربية محتلّة، وستبقى العاصمة الأبدية لدولتنا، وستعود إلى عُمقها العربي الإسلامي، لأنَّ حقائق التاريخ لن تصادرها جرائم الحرب ومحاولات التزييف التي تمارسها حكومات الاحتلال الصهيونية التي لا تؤمن بالسلام، ولا تستطيع العيش إلا في أجواء الحروب وممارسة الجرائم.
إنَّنا نطالب المجتمع الدولي وفي مقدَّمته بريطانيا بصفتها الدولة المسؤولة عن صدور "وعد بلفور" المشؤوم وما ترتَّب عليه من تدفق موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين من جميع أنحاء العالم برعاية سلطات الانتداب البريطاني وبدعم من أمريكا، ووقوع نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده في أصقاع الأرض، بتحمُّل مسؤولياته التاريخية، ورفع هذا الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني وإنصافه، والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية لإنهاء احتلالها بأشكاله العسكرية والاستيطانية كافّةً من جميع الأراضي الفلسطينية وللانصياع لإرادة الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية لا سيما القرار (194) الذي ينصُّ على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم التي شُرِّدوا منها قسرًا بفعل ممارسات العصابات الصهيونية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وإنَّها لثورة حتى النصر ...
1-11-2017
مشاركة التدوينة :

بيانات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :

تدوينه عشوائية

إصابة 19 مواطنا برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة

غزة 17-2-2019 - أصيب 19 مواطنا، مساء اليوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة. وأفاد مراسلنا بأن جنو

sourcamps