<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

مصير التحالفات بين رغبة الرئيس عون وتطمينات باسيل

مشاركة التدوينة :
روزانا رمّال
بات الخلاف على الخيارات الانتخابية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر واضحاً، لكن الأوضح هو النضج السياسي الأشمل للحالة اللبنانية، خصوصاً بما يتعلق بالقوات اللبنانية التي عرفت، ولو في وقت متأخر أهمية التحالف المسيحي المسيحي استراتيجياً على صعيد الطائفة مشرقياً في زمن التطرّف والإرهاب، فما كان من التيار الوطني الحر إلا ومدّ اليد نحو المصالحة بعدما تمّ تحقيق شرطه الأساسي نحو ذلك، وهو الاعتراف القواتي بالأحقية العونية لرئاسة الجمهورية مسيحياً نظراً للإجماع الوطني المتوفّر حول اسم ميشال عون آنذاك وبغض النظر عن ظروف القوات حينها ومستوى الحميمية بين الزعامتين، إلا أنه ومن المؤكد اليوم أن أي اهتزاز بالخيارات الداخلية قد لا يوثر سريعاً على اهتزاز الصيغة من قبل القوات اللبنانية لا التيار الوطني الحر، لأن الأخير لن يكسر الجرة عملاً بموقعه كحاضن وراعٍ للمسيحية المشرقية الممثلة بالرئيس عون والتي قرّرت «العفو» عن كل ما مضى مع تقبّل الخيارات السياسية للقوات والانفتاح عليها بما لا يشكل عائقاً للمصالحة، أما القوات اللبنانية فهي تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى نجاعة الخيار التحالفي مع عون ومدى إمكانية التأثير فيه مسيحياً على خط التخطيط لطموحات المستقبل.
تؤكد أوساط متابعة لـ «البناء» أن القوات تدرك أن خيار التحالف مع عون يتخلله تحمّل النقيض الذي يجمع الحليف العوني بحزب الله وأن الخلافات الانتخابية أيضاً بعد التحالف المتين بين الحريري باسيل رفع من دائرة التجاذب أكثر وأنه عندما أقدمت القوات اللبنانية على ترشيح عون منذ البداية كانت تدرك عمق العلاقة المتوقعة بين باسيل والحريري، بعدما كان قد توضحت أخيراً لدى جعجع رغبة الحريري بترشيح عون للرئاسة، وعلى هذا الأساس تمت هذه المصالحة، أي بدراسة قواتية شاملة لا انفعالية ولا ظرفية. وبالتالي تضيف المصادر «فإن مسألة الخلافات الانتخابية او حول سورية او العلاقة بحزب الله لن تؤثر على ما تطمح إليه القوات في استقطاب الشارع المسيحي والتأسيس لخيار رئاسي قواتي مستقبلاً لا يمكن التوافق عليه، إذا تمّ العبث مجدداً بالشارع المسيحي، لأن الفرصة قد لا تتكرر لا إقليمياً ولا محلياً» مجدداً.
من راشيا، لجب جنين تطمينات باسيل باتت واضحة وحديثه عن تحالفات استراتيجية بينه وبين المستقبل أوضح. وهو بدوره يدرك أساس هذه المعادلات من أجل مستقبل أفضل للتيار الوطني الحر والرئاسة من جهة، وموقع التيار في المعادلة السياسية المحلية، وإذا كان حزب الله استطاع النجاح بالمساكنة بينه وبين تيار المستقبل بعيداً عن الخطاب التحريضي، بالرغم من الانقسام الكبير على قضية بحجم سورية وعلى خيارات حزب الله كحليف لإيران، والعكس حلف الحريري مع السعوديين، فلماذا لا ينجح باسيل بإطالة عمر تحالفات التيار أكان تيار المستقبل أو القوات اللبنانية؟
تبدو مسألة المحافظة على التحالفات استراتيجية يجد فيها كل تيار أو حزب مصلحة بعيدة الأمد، فمن ناحية يرى الحريري أن مسألة فرط التوازن الموجود حالياً أو نسف التحالف مع عون هو مخاطرة جدية لعدم إمكانية تسميته مجدداً رئيساً للوزراء نظراً لحاجته لعدد أصوات نواب الكتل، يبدو أن القوات اللبنانية تجد في مسألة فك التحالف مع التيار الوطني الحر عودة للوراء وابتعاداً أكثر عن حلم الرئاسة التي يبدو أن جعجع تألّف مع فكرة وصول عون للرئاسة لتليها إمكانية اعتباره مرشحاً جدياً كحليف للتيار الوطني الحر يصبح أقرب للإجماع منه إلى الاعتراض على تسميته عملاً بـ «ردّ» الجميل بمنظار قواتي محض.
تطمينات الوزير باسيل انسحبت أيضاً على تداعيات لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم والسلام الحار الذي أغضب حلفاءه القواتيين والمستقبليين على حد سواء، لكن باسيل نجح في التمسك بخياره من دون فتح المجال للنقاش في إمكانية أن يكون ما قام به خطيئة أخرجته عن الموقف الرسمي للحكومة، على الرغم من أن قطيعة الوزير المشنوق لسفرة الرئيس عون لفرنسا إثر هذا الحدث أوحت أن الامور ستتفاقم، وإذ بباسيل ينجح بترويض الساحة السياسية مع أفكاره او أفكار تياره كأسس اتفق معهم فيها قبل التحالف معه، ليبقى الأهم ما كرره وزير الخارجية اللبنانية بما يشبه موقفاً موجهاً لحلفائه أنه بالنسبة للتيار الوطني الحر فإن «خصمنا السياسي في لبنان هو قبل أي حليف لنا في الخارج، إذا وجد، ويقصد سورية وغيرها». ما بدا رسالة قطع طريق على تصنيف حراك باسيل واقعاً ضمن أجندة أبعد من الحدود اللبنانية أولاً أو تذهب لنهايتها حتى الإضرار بتحالفاته مع حلفائه الذين عليهم أن يتقبّلوا حراك باسيل، كما هو عليه.
تشير الأوساط السياسية لـ «البناء» أن باسيل هو أكثر المهتمين بملف عودة النازحين الى سورية، وهو على ما يبدو يترجم رغبة الرئيس عون المباشرة بالاهتمام بهذا الملف، منعاً لاعتبار لبنان قد تآلف مع دمج السوريين فيه اجتماعياً، كما ارادت قوى أممية دولية كأمر عادي. وقد شدد على ذلك في خطابه الأخير في الأمم المتحدة. لهذا السبب يبدو باسيل منذ ما يقارب السنتين حتى هذه اللحظة أكثر الناشطين على الصعيد الإقليمي والدولي في هذا الملف لقطع الطريق المحلي على أي استفادة سياسية وأمنية من الملف، وتضيف المصادر «من دون أن ننسى أن لهذا فائدة جدية على الساحة المسيحية المسيحية يعزّز حضور التيار كحريص على الهوية اللبنانية والمسيحية تحديداً من حسابات التغيير الديمغرافي.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :

تدوينه عشوائية

حركة فتح تؤبن الشهيد موسى معنَّى

25/5/2019 بمناسبة مرور أسبوع على رحيل الشهيد موسى معنَّى أقيم حفل تأبين ومجلس عزاء في حسينية الحلوسية وسط حضور لبن

sourcamps