منذ بداية شهر رمضان المبارك ،واهالي مخيم عين الحلوة يأملون ان تمر ايامه ولياليه عامرة ببركة الشهر المبارك مكللة بالأمن والاستقرار على مخيمهم ليتسنى لهم ان يعيشوا روحية واجواء رمضان عبادة وعادات وتقاليد وتراثا فلسطينيا متناقلا أبا عن جد وتكافلا اجتماعيا من خلال عمل المؤسسات الأهلية والدينية الناشطة خلال هذا الشهر . لكن حسابات حقل ابناء المخيم الرمضاني لم تطابق حسابات بيدرهم الأمني حيث ما يكاد مخيمهم يطوي اشكالا أمنيا حتى يطالعه آخر ، مضيفا الى همومهم الأمنية هماً جديدا لتراكم بتداعياتها مجتمعة الهموم الحياتية والمعيشية التي تلاحقهم خاصة في شهر رمضان المبارك في وقت لا تزال فيه عشرات العائلات التي اضطرت لترك بيوتها ومحالها المتضررة كليا او جزئيا جراء اشتباكات نيسان الماضي مهجرة من المخيم او نازحة عند اقارب او في بيوت مستأجرة مؤقتا بانتظار التعويض عليهم بما يمكنهم من اعادة بنائها وترميمها.
عدة اشكالات واحداث امنية شهدها بعض احياء مخيم عين الحلوة منذ بدء شهر الصوم اوقعت جرحى ونغصت على ابنائه بهجة استقبالهم للشهر الكريم واحتفالهم به ، وجعلت من استقرار الوضع الأمني بالنسبة اليهم وجبة ضرورية يتمنون لو أنها حاضرة يوميا على مائدة افطارهم كما سحورهم . وما بينهما من حركة ناشطة وكثيفة تتوزعها شوارع المخيم ومساجده ومقاهيه وبيوته خلال ليالي الشهر الكريم التي تضيئها الزينة الرمضانية المعتادة وتطغى عليها العادات والتقاليد الرمضانية الموروثة جيلا بعد جيل من تزاور وسهرات عائلية ومأكولات وحلويات مرتبطة بتراث الشهر المبارك.في وقت تنشط فيه مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في المخيم خلال شهر الصيام في استقبال وتوزيع الصدقات وتنفيذ برامج الافطارات والمساعدات الرمضانية .
ويقول المدير التنفيذي للجنة الزكاة والصدقات في مخيم عين الحلوة ابو اسحق المقدح ، ان ما يجري بين الحين والآخر في المخيم من اشكالات ينغض على ابناء المخيم بهجة احتفالهم بالشهر المبارك ويعكر صفو فرحتهم به ، وهناك عدد كبير من المنازل التي تضررت جراء الاشتباكات الماضية لا زال اصحابها خارجها والتعويضات لم تدفع بعد ، والاحداث الأمنية المتكررة تضاعف من هواجسهم وهمومهم .
وعن دور المجتمع المدني في المخيم في تجسيد معاني الشهر المبارك التخفيف من وطأة الأوضاع الأمنية على الناس يقول : المجتمع المدني الفلسطيني ينتظر شهر رمضان من السنة الى السنة لأن الناس يقبلون على عمل الخير والتبرع وتزكية اموالهم خلالها وتوزيع الحصص الغذائية والعينية ، لذلك هو موسم خير للمخيم والمؤسسات الأهلية تقوم بما تستطيع وضمن امكانياتها لكن بعض الأحداث الأمنية تؤدي الى نتائج كارثية اكبر بكثير من طاقة وقدرة المجتمع المدني الفلسطيني على تحمل اعبائها ، كما حصل في نيسان الماضي فهناك عشرات الوحدات السكنية لم تعد تصلح للسكن بسبب تضررها كليا او احتراقها وهناك اكثر من 600 منزل بحاجة لإعادة الترميم والاعمار الى 150 خزانا للمياه بدل التي تضررت وهذا فوق قدرة المؤسسات الأهلية والمدنية .
ويضيف :لكن رغم كل شيء تجد اصرارا لدى الناس على ان يعيشوا روحية الشهر الفضيل ولو بغصة ، لذلك ترى الحركة ناشطة في المخيم عند الافطار والتراويح وان تأثرت في بعض الأحيان باشكال من هنا وحادث امني من هناك ..
ويشير المقدح الى ان الاحتفال بشهر رمضان المبارك في المخيم هو تراث ايماني واجتماعي في آن ، ويعبر عنه ابناء المخيم بالتمسك بالكثير من الشعائر والعادات والتقاليد التي ارتبطت بالشهر المبارك وأخذوها عن الآباء والأجداد ، يحيون بها ليالي رمضان ويتبادلون الأمنيات بأن يشمل ببركته مخيمهم خيرا وأمنا واستقرارا .
رأفت نعيم - موقع جريدة المستقبل
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :