العملية السرّية.. كيف تنتخب حماس قياداتها ؟

بصمت وسرية، تنهمك حركة حماس منذ أسابيع، بالتحضير لانتخابات مكتبها السياسي الذي ترأسه خالد مشعل منذ أكثر من عقدين من الزمن، وعلى فترات متفرقة.

ووفق لوائح الحركة الداخلية، لا يحق لرئيس المكتب السياسي أن يشغل هذا المنصب لأكثر من دورتين متتاليتين، ما يعني تنحي خالد مشعل بحيث لا يحق له الترشح لهذا المنصب قبل 4 سنوات قادمة.

وتدور الترجيحات الأولية حول منافسة محتدمة بين ثلاث تيارات مختلفة داخل حماس؛ الأول، وهو التيار الأكثر اعتدالاً، ويقوده إسماعيل هنية وتدعمه كل من قطر وتركيا، والثاني، يمثله موسى أبو مرزوق المقرب من مصر ويحمل ملف المصالحة مع فتح، أما الثالث، فهو التيار الأكثر تشدداً، والمقرب من إيران، وتدعمه كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، ويمثله في القطاع عماد العلمي.

وبعيداً عن الأسماء، التي يبدو الحديث عنها في هذه المرحلة مبكراً جداً، تظل انتخابات حماس لهذه الدورة بالذات محط أنظار الجميع بسبب المتغيرات المحيطة بها داخلياً وإقليمياً ودولياً.

السرية التي تحيط بالعملية الانتخابية داخل حماس تخلق نوعاً من الضبابية حول آلية إجرائها؛ و"راية" حاولت تفسير هذه الآلية من خلال مجموعة من المقابلات مع قيادات حمساوية في القطاع ومحللين مقربين منها.

كقاعدة عامة، لا تنشر حماس أية تفاصيل عن انتخاباتها الداخلية، بما في ذلك أسماء المرشحين أو عدد الناخبين أو مراكز الاقتراع والمؤسسات التي تعقد الانتخابات لأجلها أو حتى النتائج وكل هذا بدعوى "الاعتبارات الأمنية" وفق تصريحات أحد قيادييها لـ"راية".

وتجري الانتخابات التي تستغرق 3 اشهر، وفق توزيع جغرافي في 4 أقاليم: غزة، الضفة، المعتقلات الإسرائيلية والخارج، حيث يفرز كل إقليم مجموعة مما يسمى "المجمعات الانتخابية" والتي تتكون من مجموع منتسبي الحركة ممن مضى على انتسابهم أكثر من 10 سنوات.

يتشكل عن هذه المجمعات مجموعة غير محددة العدد -لاعتبارات أمنية- من مجالس الشورى التي تفرز بدورها مجلس الشورى العام والذي يتكون من 100 عضو يختارون من بينهم- انتخاباً أو توافقاً- ما لا يزيد عن 20 عضو هم أعضاء المكتب السياسي للحركة والذين يتوافقون فيما بينهم على رئيس المكتب ونائبه، وفق المصدر.

أما من يحق لهم الترشح، قال المصدر "إن كل من تتوفر فيه الشروط يحق له الترشح، وكل من تنطبق عليه الشروط يحق له الانتخاب بدون دعايات أو تحالفات أو برامج معلنة".

وأضاف المصدر: "لا يوجد شروط أو نصوص محددة لاختيار رئيس المكتب السياسي عدا عن شروط الترشح والانتخاب العامة".

المُلفت في انتخابات الحركة، كما علم مراسلنا من مصادر موثوقة، أنه لا يحق لأي عضو الاعتذار عن تولى المنصب الذي يتم اختياره له أو التوافق عليه.