<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

فلسطين تخسر صحابييها

مشاركة التدوينة :

بقلم رضوان عبدالله
يكثر الموت في هذه اﻻيام في مخيمات وتجمعات لبنان ؛ انه الموت ، كما في باقي مناطق لبنان ؛ فانه يداهم البيوت خبط عشواء ودونما سابق انذار طبعا ﻻن الموت حق كما الساعة حق؛ لكن المحزن والمؤسف الذي كثير منا ﻻ يﻻحظه او لم يتنبه له هو موت الكبار ، اي موت صحابيي فلسطين ؛ نعم هم صحابيو فلسطين الذين ولدوا فيها ونشأوا النشأة الاولى او ربما شب الكثير منهم فيها قبل ان يغادروها قسرا ﻻ طواعية من امرهم ؛ والمحزن اﻻكبر ان جزءا من هؤﻻء الصحابيين هم من الفئة اﻻهم من شعبنا الفلسطيني ؛ هم من فئة المعلمين ؛ ليس بالضرورة المتعلمين ؛ رغم ان كل المعلمين متعلمين ؛ لكنهم اكثر من ذلك فانهم معلمي ومربيي اﻻجيال من اجل ذلك فان خسارتنا لهم تكون مضاعفة ﻻننا نخسرهم نحن كشعب فلسطيني ونخسرهم نحن كاجيال تربينا وتتلمذنا على ايديهم كما تخسرهم فلسطين التي ولدوا فيها وهجروا منها رغم تعلقهم فيها تعلق الصحبة اﻻوفياء لمريدهم الحنون الأبي الأمين. 
تخسر فلسطين صحابييها الذين يجب ان اذكر بعض اﻻسماء التي خسرتهم فلسطين خﻻل العقد اﻻخير من عمرنا وآمل اﻻ اكون نسيت احدا لكن على سبيل المثال ﻻ الحصر فقد خسرت فلسطين مع حفظ اﻻلقاب لمعلمينا ومربينا اﻻفاضل الذكور (( حيث ان هناك العشرات من المربيات ؛ اﻻخوات واﻻمهات ؛ قد خسرناهن ايضا) المرحومين يوسف القط ونبهان عبد العال وعلي حسن و كامل عوض و مصطفى زيد و كانت خسرت فلسطين حسن جوهر و محمود خليل و احمد ابو داهش و يونس و كايد و سليمان و علي بركة و معين شبايطة و ابو باسل ايوب وابو عيسى حجير و نمر صنع الله ومحمد طه ويونس والفهد ورباح و فخري زعيتر ونايف موسى و ابراهيم قاسم والزغلول والفرماوي والشاذلي وقدورة والعاصي وسليمان زمزم واليماني وعشرات غيرهم من كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان لم استطع ان اتذكر اكثرهم للاسف ﻻن الذاكرة الشفهية تخون مرات ومرات ؛ و ليس آخرهم فقد خسرت فلسطين صحابيها المربي الفاضل العزيز الصديق ابو هاني خالد الخطيب.
لم استطع ان اتمالك دمعتين و وردة ذرفتهما على خدي حين قرأت خبر وفاة زميلنا الغالي فقيدنا الصديق ابو هاني على صفحات الاعﻻم واﻻعﻻن وتذكرت نفس الدمعتين التي ذرفتهما على صديقي المرحوم ابو عيسى ححير وعلى مربيي اﻻجيال احمد ابو داهش ويوسف القط وعلي بركة و على بقية مربينا اﻻفاضل رحمهم الله اجمعين .
ابو هاني ؛ رحمه الله ؛ ﻻ نرثيه بل نذكره بوقفاته الفلسطينية الحقة حين امتشق عصا يافطات التغيير ضد الظلم بانشائه هيئة العمل الشعبي الفلسطيني في عين الحلوة ليؤكد على مطالب شعبنا المحقة بالعيش الكريم ؛ وبمواقف اخرى عبر عنها برفضه الظلم اﻻونرواتي بحق الموظفين في هذه المؤسسة الدولية التي اجحفت وقتها معاشات موظفيها فكان من اوائل من بادروا الى رفع يافطات الرفض لذلك الذل و الظلم والهوان.
اذكر ابا هاني المناضل المثابر الذي طالما عرفناه ورأيناه بالصف اﻻول من الرافضين ﻻي تقاعس بحق اي شريحة من شرائح شعبنا فكان متﻻزما معنا باتحاد الطﻻب اخا وابا وموجها ومرشدا.ابا هاني عرفناه حين عمل على انجاز كراس عن بلدته المناضلة ؛بلدة الزيب...وكان قد بادر لانجاز كتاب عن تاريخ وجغرافيا فلسطين من اجل ادراجه في مدارس اﻻونروا وان يوضع بين يدي طﻻب العلم عن فلسطين ؛ اﻻ ان يد اﻻفشال اوقفت انجازه ورفضت الفكرة وعطلت سير عمل اللجنة التي كانت تستعد للبدء بالمشروع ، الذي كان قد بدأ وميضه بفكرة من عند ابي هاني.
ابا هاني عرفناه حين رفض الظلم الذي استبد من خﻻل تصرفات ظالمة ومريبة ل((الشخص الظالم )) وقتها بحق اتحاد الطﻻب فقال له: ﻻ لظلمك البغيض بحق هذه الشريحة النقابية.
ابا هاني عرفناه سديد الرأي ؛ شديد المراس ؛ رعديد المواقف ، وكان ﻻ بد اﻻ ان يكون شهيد الواجب ؛ رغم وفاته بالمرض ﻻ بالرصاص ؛ وعلى الفراش ﻻ وراء المتراس ؛ فالله هو من يتقبل قرابين فلسطين وصحابييها ؛ ونقول نيابة عنه :كنت قد ناضلت في شتى ميادين النضال و طالتك اقﻻم الغدر بقراراتها الظالمة المجحفة التي حاولت ازهاق نضاﻻت عمرك الهني السعيد المكافح حتى توزعت احرف الظلم واﻻجحاف على كل جسدك لتنير قبرك الذي نثق كل اﻻعتقاد بقدرة الخالق ، تبارك وتعالى ، على ان قبرك سيكون روضة من رياض الجنة ؛ و ستطفىء باذن الله انواره الساطعة عيون المنافقين اﻻشرار وتعميها عن ظلم اﻻخيار؛ ونكمل عنك انك كنت قد تمنيت ؛ وعلى مسامعنا ، ان تستشهد في معركة على ثرى فلسطين كي تتبلسم جراح قلبك بالغار والزيتون و اليقطين الفلسطيني من أثار سيوف المتسلقين الوصوليين العابثين بشرائح شعبنا وبمصيرها ؛ وﻻ نقول بالنيابة عنك اﻻ الكلمة الخالدة المقدسة لسيف الله المسلول خالد بن الوليد ، والتي كنت دوما ترددها لنا وعلى مسمعنا : ﻻ نامت اعين الجبناء.. ﻻ نامت اعين الجبناء...ﻻ نامت اعين الجبناء... فنم قرير العين ورحمك الله و حشرنا معك باذن الله في عليين مع اﻻنبياء و الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا....رحمك الله يا اخا اﻻبرار و خالد الثوار و رفيق المناضلين اﻻحرار..ولن نوفيك حقك حقا" وﻻ فعﻻ" ، ومهما كتبنا وسطرنا احرفا" وكلمات وجمﻻ" وفقرات اﻻ اننا سنبقى معك ومع بقية صحابيي فلسطين مقصرون....!!!
اخوتي في مخيمات وتجمعات لبنان ؛ قراء خاطرتي هذه ؛ لكم الحق بزيادة اسماء كل معلمينا ومربينا اﻻفاضل الذين خسرتهم فلسطين على درب التريية والتعليم واضافتهم هنا في قلب هذه الخاطرة ومشكورين قوﻻ و فعﻻ ....فالخسارة كبيرة والخاسر اﻻول نحن ابناء فلسطين...
مع مودتي لكم ...ولتكن هذه الخاطرة دعوة و انطﻻقة لتوثيق سجل الخالدين من صحابيي فلسطين الذين فقدناهم على مر ال68 عاما مضوا...!!!...واننا لمنتصرون
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :