<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

المستقبل احيا الذكرى ال3 لاستشهاد شطح الحسن: كان رجلا يؤمن بالحوار وسياسيا منفتحا جعجع: ثورة الأرز انطلقت ولن تتوقف

مشاركة التدوينة :
أحيا تيار "المستقبل" الذكرى الثالثة لاستشهاد الوزير محمد شطح في قاعة "بافيون بيال" عند الرابعة والنصف عصر اليوم، في

كما حضرت زوجة شطح نينا ونجلاها، نائب رئيس "تيار المستقبل" النقيب سمير ضومط، أمين سر هيئة الرقابة والإشراف محمد المراد، أعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي، وحشد من الشخصيات الإجتماعية والثقافية والإعلامية.

بدأ الحفل بدقيقة صمت عن ارواح الشهداء ثم ترنيمة "افي ماريا" ووضعت صورة لشطح كتب عليها "شهيد الاعتدال".

المنلا
بعد دقيقة صمت عن روح شطح وتقديم من الزميلة في تلفزيون "المستقبل" مها ضاهر، ألقى نديم المنلا، قال فيها: "بداية لا يمكنني الا ان اتوجه الى اخي وصديقي محمد واقول له باسمي واسم كل الحاضرين اننا اشتقنا له، واقول له بهذه المرحلة كم نحن بحاجة إليه، لانه كان رجل الحوار والاعتدال. ويبدو أن الافرقاء اللبنانيين اصبحوا اكثر اقتناعا بأن الحوار والاعتدال هو اساس للانطلاق بلبنان الجديد".

وتكلم عن موضوع المنحة التي تأسست بالجامعة الاميركية تحت اسم الشهيد محمد شطح، فأوضح أنه "منذ اليوم الاول لاغتيال محمد معظم بدأ اقاربه واصدقاؤه يفكرون بما يمكنهم القيام به لاستمرارية عطائه ومسيرته واسمه، وكل فكر على طريقته، فتوصلنا الى القاسم المشترك، محمد كان يؤمن بالعلم والمعرفة، لهذا السبب فكرنا بأمرين: الاول منحة باسم الشهيد محمد شطح تعطى سنويا لطالب او اكثر في الجامعة الاميركية، وايضا جائزة في نهاية العام للابداع الاكاديمي تعطى لأفضل طالب بالنسبة لادائه وفعاليته الاكاديمية".

أضاف: "بسرعة قياسية تمكنا من جمع 275 الف دولار وهنا أتوجه لكل من ساهم من أصغر مبلغ الى أكبر مبلغ لإنشاء هذا الصندوق بسرعة قياسية، والشخص الاول الذي حاز على جائزة محمد شطح للابداع الاكاديمي كان بعد ستة أشهر على اغتياله، كما أعطيت أول منحة للعام الدراسي 2015 - 2016، وهذه منحة سنوية ودائمة وليست لمرة واحدة فقط".

وتابع: "عندما فكرنا بالمعايير التي سنتبعها لاعطاء المنحة فكرنا بما كان الأهم بالنسبة له. أولا، طرابلس والشمال كانت منطقة عزيزة على قلبه وكان يعتبرها محرومة ومحتاجة، فأعطيت الاولوية لطالب من الشمال. وثانيا، كان يؤمن بأهمية أن نخرج كوادر علمية يمكنها ان تستلم مراكز أساسية في الادارة العامة ومراكز في الحياة السياسية اللبنانية، لهذا السبب كانت المنحة للعلوم الادارة العامة والعلوم السياسية. وثالثا واخيرا، بالنسبة له الجامعة الاميركية كانت ولا تزال تمثل واحة من العلم والتفاعل، ومن لا يعرف محمد، لآخر يوم بحياته كان يقضي ساعات كثيرة في الجامعة الاميركية ويمشي ويبحث ويتذكر، فكان هذا المكان عزيزا على قلبه".

الحسن
ثم كانت كلمة لنائبة رئيس تيار "المستقبل" الوزيرة السابقة ريا الحسن قالت فيها:
"قلائل هم الاشخاص الذين يمرون في حياتنا ويتركون اثرا وبصمة كبرى. محمد شطح كان واحدا من هؤلاء الاشخاص. واعتبر نفسي محظوظة لانه اتيحت لي الفرصة لأن اتعرف عليه واعمل معه واتعلم منه. محمد شطح رجل عصامي صنع نفسه بنفسه. انتقل من مدرسة صغيرة في طرابلس ليتبوأ بعدها اهم المناصب في لبنان وفي الخارج. خدم بلده واعطاه كل ما عنده واستشهد من اجله. حكي وقيل الكثير بمحمد شطح ووصف بعدما استشهد برجل الاعتدال، وبالاقتصادي اللامع، وبالاكاديمي العصري، وبالديبلوماسي المحنك، وبالسياسي الوطني، وبالاب وبالزوج المتفاني".

اضافت: "اسمحوا لي ان انقل لكم كيف كنت ارى محمد شطح، محمد شطح كان انسانا عصريا ومبدعا، كان يتحدى نفسه ومحيطه من خلال طرح افكار لم يفكر فيها احد من قبل. لم يكن ذلك السياسي الذي يطرح افكارا معلبة فالحلول التي كان يقدمها كانت سباقة وتقدمية. هل يتجرأ احد غيره مثلا ان يطرح فكرة ان النفط والغاز اللذين سنستخرجهما من البحر ان شاء الله، يجب ان يوزعا على كل فرد من افراد الشعب اللبناني لانهما ثروة للشعب وليس الدولة".

وتابعت: "محمد شطح كان رجلا مثقفا، كان يملك عمقا فكريا واسعا، صحيح ان دراسته الاساسية كانت في علم الاقتصاد لكنه ايضا كان يتحدث بشغف وبإطلاع واسع عن مواضيع اخرى مثل الفلسفة والموسيقى والفن والعلوم. كان قارئا نهما ومطلعا على كل شي جديد. وبعد استشهاده، استوعبت كمية المراجع والقراءات المتنوعة التي كان يقوم بها والتي جعلته يملك كمية كبيرة من المعلومات. محمد شطح كان رجلا يؤمن بالحوار وكان رجلا سياسيا منفتحا على جميع الافكار والاراء من دون ان يتخلى عن مبادئه. كان يؤمن بالحوار كوسيلة لغربلة الافكار للوصول الى حلول واستنتاجات بناءة. كان يتقبل الافكار الجديدة، وبرأيي هذه اقوى ميزة كان يتمتع بها لانها جعلته يجدد آراءه دائما ويخرج بأفكار متجددة وحديثة".


واردفت: "محمد شطح كان متعدد المواهب، كان اقتصاديا ماهرا مثل ما كان سياسيا مميزا وهذه الصفة لمستها سنة الـ2008 عندما كنت جزءا من الوفد الذي ذهب معه WB/IMF annual meetings.
اتذكر جيدا اجتماعنا مع مسؤولين بالبنك الدولي التي ركزت وقتها على المخاطر الاقتصادية التي كان لبنان يواجهها. كانوا في البنك الدولي وقتها متشددين كثيرا معنا ومتخذين موقفا متحفظا من التطورات في لبنان، وقد غير كل تفكيرهم بربع ساعة ونظرتهم للبنان ومخاطره بطريقة اقتصادية علمية ومقنعة. ولقد رافقته ايضا في نفس النهار للمشاركة باجتماعات في وزارة الخارجية الاميركية مع كونداليزا رايس، وقتها استوعبت كم يملك هذا الشخص من حنكة سياسية واسلوب سلس ومقنع بطريقة تعاطيه بالملف اللبناني الدبلوماسي".

وقالت: "محمد شطح كان شخصا استراتيجيا بامتياز، كان من السياسيين القلائل الذين لديهم نظرة وبعد استراتيجي. كان لديه قدرة كبيرة ان يقرأ الاحداث ويحللها ويستنتج منها ليبني توصياته وآراءه. ولذلك كان قادرا ان يؤثر في مواضيع كثيرة وان يطرح حلولا علمية للمشاكل. محمد شطح كان رجلا واقعيا وعمليا، صحيح انه كانت لديه احلام وطموحات كبيرة وكان شخصا متفائلا بطبيعته ولكنه في نفس الوقت كان يقدر حجم التحديات وسقف القدرات والامكانات المتاحة. توصياته كانت طموحة ولكن مقاربته كانت دائما واقعية".

واجمل صفات محمد شطح انه كان رجلا انسانيا، كان كل من يعمل معه يشعر انه قريب منه. كان شخصا يملك روح النكتة، من يعرفه يعرف كم كانت لديه قدرة ان يلاقي المواقف بابتسامة حتى في الظروف الصعبة ليخفف عنا، هذه الروح المرحة لديه كانت تنسحب على ملبسه ايضا خصوصا في ربطات عنقه الصفراء والحمراء والخضراء".


وختمت: "أخيرا، سأستأذن نينا وعمر وروني أتكلم عن محمد شطح كرب عائلة. انا لم اتعرف على روني وعمر الا بعد ان استشهد محمد شطح لكني كنت اعرف عنهم كثيرا بقدر ما كان يتحدث عنهم، وعن شخصية وانجازات كل واحد منهم. اتيحت لي الفرصة ان اجلس معهم في عدة مناسبات ومن وقتها، اخرج بانطباع اني مع أشخاص اعرفهم منذ زمن بقدر ما هم قريبون من والدهم، اذكياء، مطلعون، وعصريون ومحبون مثله. وبعدما تعرفت على نينا، تأكدت ان محمد ما كان استطاع ان ينجح من دون هذه السيدة الجبارة والقديرة التي وقفت الى جانبه من اول الطريق ورافقته طيلة مسيرته المهنية ودعمته وشاركته بتربية هذين الشابين المميزين".

جعجع
ثم ألقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة وجدانية من معراب، استهلها بشكر عائلة الشهيد "نينا، عمر وروني"، معربا عن سعادته بأن "الظروف سنحت له أن يمضي ساعات وساعات يتحدث مع محمد شطح "الذي لم يفكر يوما الا بالقضية لذا هو راهب القضية وسيظل كذلك".

وقال: "محمد شطح فريد من نوعه، كان القضية وكان شخصا متجردا، يحيا من أجل القضية وللقضية في يومياته، وفي الأسابيع الماضية فكرت مطولا بمحمد شطح، لأنه خلال تشكيل الحكومة فوجئت أن بعض الأشخاص يصارعون ويقارعون من أجل نيل حقيبة وزارية، بينما محمد شطح كان متواجدا دائما الى جانب من يشكل الحكومات، ولم يطلب يوما حقيبة لنفسه، إلا حين طلب منه أن يكون وزيرا، ولكن لم يكن هذا حلمه، اذ كان يحب أن يبقى خارج التفاصيل وليس في قلب الحدث، ليس لأنه لا يحبذ الالتزام بل ليبقى ذهنه صافيا".

واضاف: "أكثر ما كان يهم محمد شطح هو الأوراق، كان في كل مرحلة ينكب على صياغة ورقة توصف الوضع القائم وتضع الحلول له، لنستخدمها في صياغة الموقف السياسي الذي يجب أن نتخذه، فضلا عن أنه كان يحب تقريب وجهات النظر داخل قوى 14 آذار بجلد كبير من أجل التوصل الى موقف موحد لهذه القوى".

ورأى جعجع انه "بقدر ما يصح تسمية الرئيس الشهيد رفيق الحريري بـ"أب 14 آذار" يصح أيضا تسمية محمد شطح "أم 14 آذار".

وأردف: "لقد قتلوا محمد شطح ولكن لن ندعهم يطالوا القضية أو يقضوا عليها، من الممكن في وقت من الأوقات ان يربح الشر جولة أو أكثر ولكن هذا لا يعني في أي حال من الأحوال ان الشر انتصر وانكفأ الخير، لن ندع الخير ينكفئ مع أنني أرى أن بعضكم يبتسم ويهز برأسه لأنه يعتبر أن القضية انتهت ونالوا منها، ولكن هذا خطأ فادح اذ لا يمكن لأحد أن ينال من القضية، ولو أنه يمكن تأخيرها عبر اغتيال أحد منا أو ربما حجبها في مرحلة من المراحل، وإنما ثورة الأرز انطلقت ولن يتمكن أحد من وضع حد لها، فنحن جيل شهد على انطلاقة أكبر ثورة شعبية في تاريخ لبنان، نحن جيل مسؤول لن نترك أحدا يضع نهاية للقضية بغض النظر عن المراحل التي نمر بها في الوقت الراهن".

وختم جعجع بالقول: "نحن نرى في الوقت الحاضر غمامة سوداء أمامنا ما يذكرني بمرحلة الزنزانة حيث كنت لا أرى سوى الزنزانة بينما أنتم في الخارج كنتم ترون عهد الوصاية، ولكن خلف الزنزانة وعهد الوصاية شهدنا ما كان الله قد أعده لنا، لذا تأكدوا أنه وراء هذه الغمامة الحالية تنتظرنا أمور وغد أفضل".

حضور النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب نديم الجميل ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الرئيس ميشال سليمان، النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، الشيخ محمود الخطيب ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الوزراء: مروان حماده، غطاس خوري، معين المرعبي، محمد كباره، جان اوغاسبيان، الدكتور خالد عبد السلام ممثلا وزير المهجرين طلال ارسلان، العميد الركن البحري نزيه جبيلي ممثلا وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والنواب: جورج عدوان، محمد الحجار، عاطف مجدلاني، نبيل دو فريج، سيرج طورسركيسان، خضر حبيب، رياض رحال،احمد فتفت، خالد زهرمان وكاظم الخير، الوزراء السابقون: حسن السبع، سجعان قزي، محمد رحال، مروان شربل، جهاد ازعور، حسن منيمنة، سامي حداد ونايلة معوض، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، العميد محمد الايوبي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن علي ابو صالح ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد ادمون غصن ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، الاعلامية مي شدياق وهدى السنيورة.
مشاركة التدوينة :

لبنان

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :