<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

أهداف مشروع القرار الأميركي وضرورة إنهاء الانقسام البغيض

مشاركة التدوينة :



·         09-12-2018
حديث القدس
كان من الواضح تماماً ان مشروع القرار الأميركي ضد حماس في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي فشل في الحصول على تأييد ثلثي الأعضاء، وبالتالي فشل كل الجهود والمحاولات الاميركية لتمرير المشروع، كان من الواضح ان مشروع القرار كان يحمل عدة أهداف ليس فقط ضد حركتي حماس والجهاد الاسلامي، بل ايضاً ضد النضال الوطني الفلسطيني وكذلك ضد النضال العالمي المشروع والمنصوص عليه في مواثيق وأعراف وقرارات الأمم المتحدة.
ومن أبرز أهداف مشروع القرار الأميركي كان اعطاء الاحتلال الاسرائيلي الضوء الاخضر لشن عدوان جديد على قطاع غزة تحت غطاء دولي في حال نجاح المشروع وبدعم اميركي لا محدود، في محاولة لفرض صفقة القرن المشؤومة وتمريرها على قطاع غزة بعد انهاء أو إضعاف المقاومة الفلسطينية.
فالولايات المتحدة تعمل بكل السبل من أجل تمرير صفقة القرن التي تشطب حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة، ولذا حاولت تجنيد عشرات الدول من أجل انجاح مشروع القرار من خلال الترهيب مرة والاغراءات المادية مرة اخرى، الا ان الجهود الرسمية الفلسطينية كانت على قدر كبير من المسؤولية الوطنية، الأمر الذي حال دون تمرير القرار وبالتالي منع عدوان جديد على القطاع يؤدي الى تدميره وصولاً الى منع اقامة دولة فلسطينية مستقلة وفي أضعف الأحوال اقامتها في قطاع غزة، مع إبقاء الضفة الغربية بما فيها القدس تحت السيطرة الاسرائيلية لمواصلة الاستيطان والتهجير وهدم المنازل وقضم الاراضي ... الخ من ممارسات ترقى لمستوى جرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي الانساني ومحكمة الجنايات الدولية.
كما ان من بين اهداف مشروع القرار الاميركي الالتفاف على حق الشعوب في المقاومة من اجل تحقيق اهدافها في الحرية والاستقلال بما في ذلك كافة انواع المقاومة وبالتالي النيل من النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الذي يعد آخر وأطول احتلال في العالم، بل انه احتلال عنصري في طريقه للوصول الى «الابارتهايد»، ان لم يكن قد وصل اليها.
ويدعم مشروع القرار الاميركي لو نجح، دولة الاحتلال ويبرئها من الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها بحق شعبنا وقضيتنا، وكذلك من انتهاكاتها بحق الدول وشعوب امتنا العربية وخاصة الدول المحيطة بفلسطين، ويعطيها الضوء الاخضر لمواصلة اعتداءاتها ليس فقط ضد شعبنا وانما ايضاً ضد سورية ولبنان وغيرها من الدول العربية والاسلامية.
ورغم الفشل الذي مني به مشروع القرار الاميركي والذي يعتبر صفعة قوية للولايات المتحدة، الا ان واشنطن التي لن تقبل في الهزيمة ستواصل محاولاتها المحمومة من اجل تمرير مشاريع قرارات اخرى تعمل مستقبلاً على الاعداد لها والضغط على العديد من الدول من اجل انجاح هذه المشاريع المعادية لشعبنا وقضيته وفصائله الوطنية والاسلامية على حد سواء.
ومن هنا فإن المسؤولية الوطنية التي تصرفت بها القيادة الفلسطينية والتي أسفرت عن افشال مشروع القرار الاميركي، يجب ان تكون الباعث على إعادة الوحدة الوطنية والجغرافية الفلسطينية وانهاء صفحة الانقسام السوداء، وعلى حركتي حماس والجهاد اللتين اشادتا بالموقف الفلسطيني الرسمي، التحرك العاجل من أجل طي صفحة هذا الانقسام الذي أساء الى شعبنا وقضيته.


مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :