<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

فلسطين قضية شرف وتاريخ

مشاركة التدوينة :

سعدات بهجت عمر
القضية...علم الحرية والسﻻم والدولة بالقدس والﻻجئين. علم يراد له ان ترتفع راية الوفاء واﻻخﻻص للوحدة الوطنية الفلسطينية الخﻻقة بعيدا عن الفئوية البغيضة التي يحاول العدو الصهيوني دائما زرعها في نفوس ابناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج. ان هذا الوفاء واﻻيمان بالقضية الفلسطينية وهذا اﻻلتفاف الجامع حولها مطلوب منه ليبقى كحد السيف على عنق من يقف عقبة في طريق المطالب الشعبية لتقرير المصير، وليبقى ايضا كحد السيف حتى تسقط اوهام "اسرائيل" وعمﻻئها واطرافها المتآمرة على شعبنا الفلسطيني وقضيته، واﻻمل كبير ان يدرك الجميع ان الوحدة الوطنية الفلسطينية الراسخة كرسوخ الجبال والزيتون والجذور جذور شعبنا الفلسطيني ﻵﻻف السنين في الجغرافيا والتاريخ والعضوية بقيادة الرئيس المناضل المجاهد ابو مازن حفظه الله ورعاه يخدم بشكل مطلق وحدة النضال العربي ضد اطماع العدو الصهيوني في طول الوطن العربي وعرضه.

بعد النكسة 1967 كما بعد النكبة 1948 جد الفلسطيني البحث عن العرب ولكن وجدت الزنزانة والنظام الوقح كانت آخر حدود العالم، وليست اولى المحاوﻻت والخيبة وكأن الضمير يتآكل في الزمن. فالواقع في حالته الراهنة حتى وان لم يكن قانونيا ﻻ يعود جزء منه بدون رباط الحلم الذي يصبح اكثر واقعية بزرع شجرة زيتون بدل المقتلعة بالمحبة، والحلم على حالته العامة وان لم يكن مترفا ﻻ يعود حافزا بدون ارتباط الحجر اﻻسود بالصخرة المشرفة وبالصليب مهما تغيرت اشكالها بالنيات. صحيح ان اﻻشياء ﻻ تكون مقدسة الى هذا الحد إﻻ اذا كانت حالتها محكا لﻹنتماء الى الوجود إﻻ اذا كانت موضوع صراع الجمل اﻻخﻻقية الثورية، وهذا هو الكرامة الفلسطينية والعربية، ولكن ﻻ يستطيع اﻻنسان كإنسان ان يمارس حقا حقيقيا إﻻ في وطنه، وللمحرومين ايضا من الوطن وطنا!!! ومن حسن ظننا ان وطننا فلسطين حقا وجماﻻ. إنه حلم في واقعه، وواقع في حلمه. شعبنا الفلسطيني ﻻ يشتاق الى قفر...ولكنه يشتاق الى جنة...يشتاق الى ممارسة انسانيته في مكان له هو فلسطين.  لقد وقفت حياة آﻻف الضحايا والشهداء واﻻسرى والمشردين عند هذه النقطة. لم يكونوا مخدوعين بعضهم ما رآه وﻻ شاهده فمات واستشهد من حب العدوى شرف التضحية، ولكن الخارطة ليست على خطأ دائما، وليس التاريخ على خطأ دائما، والسؤال ليس خطيئة. لماذا اجتمع اﻷنبياء...والفقراء...والغزاة على حبه حتى درجة الموت؟. ان الرقصة التي يمارسها يوميا البحر المتوسط على شواطئ فلسطين من رأس الناقورة حتى خاصرة غزة ستنتهي بوﻻدة بحر شعبي هادر ذو زبد بوعي المﻻيين، وهنا ﻻ بد ان تبرهن القدس...على ان الصخور قادرة على امتﻻك حيوية اللغة. هذا وطني وطن كل الفلسطينيين. لم يكن ابو عمار واحمد ياسين وفتحي الشقاقي وجهاد جبريل ومن بعدهما راشيل كوري ومن بعدها ما زال الدم الفلسطيني مسفوحا على ابواب اﻻقصى وعلى اطراف قطاع غزة وعلى سفوح كثبان النقب وفي الجليل وما بعد الجليل حارا ﻻ يبالون الموت حين شموا أزهار الليمون في بيارات يافا وغزة في موعدهما فطالبوا بالشهادة شهداء رايحين.....هذا هو الفردوس المفقود.  إحذروا هذا المصطلح ﻷن القناعة به تسليم بحالة إلهية...وقانونية...ووجودية بلغت حد النهاية، والفرق بين الفردوس المفقود بالمعنى المطلق وبين الفردوس بالمعنى الفلسطيني هو خلو حالة الحنين والحنان واﻻنتماء النفسي والشرعي من منطقة الصراع ما دام الصراع قائما. فإن الفردوس ﻻ يكون مفقودا. بل محتﻻ وقابﻻ لﻹستعادة بالتحرير. هنا ﻻ اعني اﻻرتكاز الى مفهوم خسارة المعركة، وعدم خسارة الحرب الذي ينطوي على دفاع عن النفس امام خسارة المعركة. لكنني اعني انه ليس بوسع اﻻنسان الفلسطيني ان يعامل وطنه بهذا المفهوم كما يعامل العرب فلسطين،  وكما ينتظر المؤمنون الجائزة. إن بين فلسطين والضمير العربي فرقا يشبه الموت، وان بعض السذج الثوريين ممن ينظرون إلى المسألة من زاوية التشابه حسب النية وسيء النتيجة ينطلقون من موقع الشكلية وضيق التضامن انهم سيبكون اكثر منا لو سلمنا بهذا التشابه وحاصرنا حقوقنا ووجودنا بسياج الحنين الملهم، ولكن حين يلجأ الحنين إلى البندقية تعبيرا عن بعد المسافة بين فلسطين والضمير العربي فسنجد هؤﻻء الحمقى من الحكام والزعماء العرب المغرقين ببكاء الشعوب القديمة يحتجون على انتهاك جمال اﻻنسجام التاريخي واصابة الحالة الفلسطينية بتراكم الدموع، وفقر الدم، ويتركون "اسرائيل" ترتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني وتنفيها.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :