ووثق التقرير استمرار
موجة الاحتجاجات والاشتباكات في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة خلال
الفترة التي يغطيها التقرير، والتي بدأت في يوم 6 كانون الأول/ديسمبر في
أعقاب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا: و"في
المحصلة، قتلت القوات الإسرائيلية 14 فلسطينيًا وأصابت 4,549 آخرين بجروح
منذ بداية المظاهرات".
وأضاف: وتشكّل الإصابات التي وقعت خلال هذه الفترة 56% من مجموع الإصابات التي شهدها العام 2017.
وتابع: و"في قطاع غزة،
قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة مدنيين فلسطينيين في الاشتباكات التي اندلعت
في سياق المظاهرات، وأصابت 280 آخرين بجروح، وتُوفي مدنيان آخران نتيجة
للإصابات التي تعرضا لها في حادثين مشابهين خلال الفترة التي غطاها التقرير
السابق".
وقال: واشتملت هذه
الحوادث، التي وقعت على مقربة من السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، على
إلقاء الحجارة باتجاه القوات الإسرائيلية المنتشرة على الجانب الإسرائيلي،
والتي أطلقت الذخيرة الحية والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز
المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، وقد قُتل المدنيون الثلاثة، وهم رجال،
في حادثتين منفصلتين في يوميّ 22 و30 كانون الأول/ديسمبر شرق جباليا،
ومدينة غزة وشرق دير البلح".
وتابع: و"تُوفي(استشهد)
المدنيان الآخران، وهما رجلان أيضًا، نتيجة للإصابات التي تعرضا لها في
يوميّ 8 و17 كانون الأول/ديسمبر، وكان من بين الإصابات المسجلة 27 طفلًا
على الأقل، وأكثر من ثلثها بالذخيرة الحية (103 أشخاص)، وتلقى من تبقى من
الجرحى العلاج الطبي من الإصابات الناجمة عن استنشاق الغاز المسيل للدموع
أو الإصابة المباشرة بقنابل الغاز".
وأردف تقرير "أوتشا":
لقد أصابت القوات الإسرائيلية 1,386 فلسطينيًا، من بينهم 226 طفلًا على
الأقل، في الاشتباكات، ومعظمهم (93%) في سياق المظاهرات التي انطلقت ضد
قرار الولايات المتحدة بشأن القدس، وسُجل العدد الأكبر من الإصابات في
المظاهرات التي اندلعت في مدينة نابلس، وتليها مدينة أريحا ومدينة البيرة
(رام الله) وبلدة أبو ديس (القدس)، فيما سُجلت غالبية الإصابات الأخرى خلال
عمليات التفتيش والاعتقال، والتي نُفِّذ أكبرها في مدينة قلقيلية ومخيم
عقبة جبر (أريحا).
وقال: وعلى غرار فترة
التقرير السابقة، فقد نجمت غالبية الإصابات (68%) عن استنشاق الغاز المسيل
للدموع والذي استلزم الحصول على علاج طبي، وتليها الإصابات بالأعيرة
المعدنية المغلفة بالمطاط (21%).
وأضاف: "نفذت القوات
الإسرائيلية 170 عملية تفتيش واعتقال في جميع أنحاء الضفة الغربية، واعتقلت
214 فلسطينيً، من بينهم 18 طفلًا على الأقل. وأفضى أكثر من ثلث هذه
العمليات إلى اندلاع اشتباكات مع السكان، كما اعتُقل ثلاثة فلسطينيين
أخرين، بمن فيهم امرأة وطفل، في ثلاثة حوادث منفصلة أثناء محاولتهم تنفيذ
هجمات طعن ضد القوات الإسرائيلية (حالتان) وحمل متفجرات (حالة واحدة) وفقًا
لمصادر إسرائيلية".
ورصد تقرير "أوتشا" شن
غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، ما ألحق الضرر بعدد من المواقع التابعة
للفصائل الفلسطينية، والتي جاءت وفق الرواية الإسرائيلية ردا على إطلاق
قذائف من غزة صوب "جنوب إسرائيل".
وقال التقرير: وأطلقت
القوات الإسرائيلية النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في 22 حادثة على
الأقل، بينما كانت تفرض القيود على الأراضي الواقعة على امتداد السياج
الحدودي وضمن مناطق صيد الأسماك على ساحل غزة. واعتُقل صيادان، أحدهما مصاب
بالذخيرة الحية، كما صودر قارب واحد.
وتابع: وفي خمس حوادث،
دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة بالقرب من خان يونس والمحافظة الوسطى،
ونفذت عمليات جرف وحفر بالقرب من السياج الحدودي.
وفي شان آخر، أوضح
التقرير أنه جرى فتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية ليوم واحد (19
كانون الأول/ديسمبر) في كلا الاتجاهين، حيث سُمح لـ569 شخصًا بمغادرة قطاع
غزة وعودة 92 شخصًا إليه.
ونقلت عن مصادر فلسطينية
في قطاع غزة تأكيدها وجود ما يزيد على 20,000 شخص، من بينهم حالات إنسانية،
مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر.
وقال تقرير "أوتشا" وهدمت
السلطات الإسرائيلية أو صادرت خمسة مبانٍ في المنطقة (ج) أو القدس
الشرقية، بحجة عدم الترخيص، ما تسبب في تهجير خمسة فلسطينيين وإلحاق الضرر
بـ33 آخرين، وتقع ثلاثة من المباني المستهدفة، بما فيها مبنى هدمه مالكوه
بعد تلقيهم أوامر الهدم، في القدس الشرقية، بينما يقع المبنيان الآخران في
المنطقة (ج) في قريتيّ ترقوميا (الخليل) والولجة (بيت لحم).
وأضاف: وفي المنطقة (ج)
أيضًا، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر هدم ووقف العمل في ثمانية مبانٍ
ممولة من الجهات المانحة في قرية بني نعيم (الخليل)، بما فيها مدرسة وعيادة
طبية ومسجد وخمسة مبانٍ سكنية. وقد موّل صندوق التبرعات الإنساني للأرض
الفلسطينية المحتلة ثلاثة من هذه المباني.
وتابع: وفي يوم 21 كانون
الأول/ديسمبر، أجبرت الشرطة الإسرائيلية عائلة فلسطينية على إزالة
مقتنياتها من متجر في البلدة القديمة في القدس وسلّمته إلى منظمة استيطانية
إسرائيلية تدّعي ملكيته، وجاء أمر الإخلاء بعد إجراءات قضائية طويلة في
المحاكم الإسرائيلية.
وقال: وهناك دعاوى إخلاء
مرفوعة بحق 180 أسرة فلسطينية على الأقل في القدس الشرقية، وقد رفعت منظمات
استيطانية إسرائيلية معظم هذه القضايا، بناءً على ادعاءات بملكيتها، إلى
جانب ادعاءات تقضي بأن المقيمين فيها لم يعودوا "مستأجرين محميين".
ورصد التقرير قيام
الاحتلال بإغلاق عدد من طرق الوصول المؤدية إلى منطقة مسافر يطا في الخليل
وداخلها، بتزامن مع إصدار أمر عسكري يشترط على الفلسطينيين الحصول على
تصاريح لعبور الحواجز الجديدة.
وأضاف: وأدت هذه القيود
الجديدة إلى إعاقة وصول نحو 1,400 فلسطيني يقطنون في 12 تجمعًا سكانيًا إلى
الخدمات وسبل العيش، وتقع هذه التجمعات السكانية في منطقة يصنفها الجيش
الإسرائيلي على أنها مغلقة لغايات التدريب العسكري (منطقة إطلاق نار 918)،
وهي مهددة بخطر الترحيل القسري.
وتابع: وفي يوم 29 كانون
الأول/ديسمبر، توفيت مواطنة فلسطينية مريضة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة
وتبلغ من العمر 9 أعوام، وهي في طريقها إلى مستشفى في مدينة نابلس، بعدما
منعها الجنود الإسرائيليون من عبور حاجز عورتا (نابلس).
وقال: وقد اضطرت عائلة
الفتاة بعد مجادلة الجنود لنحو نصف ساعة، حسبما جاء على لسانها، إلى سلوك
طريق بديل إلى حاجز حوارة، والذي كان مغلقاً أيضًا بسبب الاشتباكات
المتواصلة، حيث تمكنت من عبوره بعد تأخير طويل. ووصلت العائلة إلى المستشفى
بعد نحو 90 دقيقة من مغادرة منزلها في قرية عورتا، حيث أُعلن عن وفاة
الفتاة، ويُذكر أن الوقت الطبيعي للتنقل بين القرية والمستشفى يبلغ 15
دقيقة.
ووثق التقرير قيام
المستوطنين الإسرائيليين بشن ثماني هجمات على الأقل بحق المواطنين
وممتلكاتهم، ما تسبب في إصابات بين الفلسطينيين وأضرار بالممتلكات.
وقال: وأشارت التقارير
إلى أن مستوطنين من "يتسهار" شنوا أربعة من هذه الهجمات على أهالي قريتيّ
مادما وبورين (نابلس)، حيث ألحقوا الأضرار بـ62 شجرة، واعتدوا جسديًا على
رجلين واقتحموا مدرسة.
وتابع: وبعد الحادثة
الأخيرة، تدخلت القوات الإسرائيلية واشتبكت مع الطلاب وأصابت 11 منهم
بجروح، كما أصيب 22 فلسطينيًا آخر في الاشتباكات التي اندلعت مع القوات
الإسرائيلية بعد دخول مستوطنين إسرائيليين إلى قبر النبي يوسف في مدينة
نابلس.
وقال: كما لحقت الأضرار
بثلاث مركبات ومنزل فلسطيني في حادثتين منفصلتين بعدما ألقى مستوطنون
إسرائيليون الحجارة والزجاجات الحارقة عليها في يعبد (جنين) وبيت صفافا
(القدس الشرقية).
وقد أشار التقرير إلى
استشهاد على فتى فلسطيني، يبلغ من العمر 17 عامًا، برصاص الاحتلال خلال
المواجهات التي اندلعت خلال مظاهرة في قرية دير نظام قرب رام الله، يوم 3
كانون الثاني/يناير الجاري.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :