<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

منعم عوض: الخطة المستقبلية للإقليم تتوقّف بشكل أساسي على السيرة الذاتية للناجحين في المؤتمر المزمَع عقدُه قريبًا

مشاركة التدوينة :

حوار: مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "فتح" - شعبة صيدا محمد الصالح

تُطلَق تسمية "العمل التنظيمي" على العمل في الأقاليم، حيث تناط المهمات التنظيمية الأساسية الثابتة من الناحية التنفيذية بكلٍّ من لجان الأقاليم ولجان المناطق، أو من يقوم مقامهما، ومن ناحية المتابعة والتنسيق مع الأجهزة المركزية المختصة بمكتب التعبئة والتنظيم. أمّا المهمات التنظيمية الأساسية الثابتة، فهي تلك المهمات التي من شأنها تنفيذ البرامج الحركية، أو تغذيتها، عبر العمل في الأقاليم والمناطق، ويمكننا أن نعدّد هذه المهمات على سبيل الحصر النسبي، إذ إن ظروف وطبيعة العمل في بعض الأقاليم قد تؤدي إلى استثناء أو عدم التركيز على بعضها أو تؤدي إلى إضافة مهمات أخرى عليها. وللإضاءة على أداء العمل التنظيمي لحركة "فتح" والخطة المستقبلية لإقليم لبنان، كان لنا هذا الحوار مع عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان مسؤول المتابعة التنظيمية الحاج منعم عوض.
أولاً: كيف نُقيّم أداء العمل التنظيمي لحركة "فتح" في لبنان خلال الفترة السابقة؟
المجتمع والإنسان ذاته ثمرة تطور تاريخي طويل. فظهور الإنسان يتحدَّد بظهور النشاط العملي (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). وفي أدبيّات حركة "فتح" الأخلاق الثورية مع الأفعال المطلوبة منا كانت ضد العدو الصهيوني المحتل، وضمن العلاقة مع جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، وحالتنا بالتحديد في لبنان، وهي القصد، فلنا معها تجارب ثلاث.
التجربة الأولى تبدأ منذ النكبة وحتى العام 1969، والثانية تبدأ من العام 1969 وحتى العام 1982، والثالثة تبدأ من العام 1982 وحتى اﻵن. وهنا علينا أن نتساءل هل الأفعال والأعمال المطلوبة منّا وخاصة العلاقة مع جماهيرنا أثمرت إيجابيًّا أم سلبيًّا؟
ضبط هذه الأفعال والأعمال يأتي من خلال الأخلاق، والأخلاق في الثورة كعامل داخلي فتحاوي يعبِّئ الجماهير الفلسطينية في مخيمات اللجوء لتحسين الظروف الموضوعية لحياتهم ومشاعرهم وهواجسهم ودوافعهم، ولتعزيز وحدتهم ولتقوية ارتباطهم بالقضية والوطن اﻷم.
بعد هذه اللفتة إلى الماضي القريب، ﻻ بدَّ من الالتفات ﻹصلاح مخيّماتنا ماديًّا ونفسيًّا، وخاصةً بعد الهزات العنيفة التي أصابتها بعد حرب 1982. بعد هذا كله علينا أن نوجدَ ثورة اجتماعية تكشف آفاقًا وقيمًا وأهدافًا موروثة ومتجددة من الشهيد الرئيس أبو عمار إلى الأخ الرئيس أبو مازن، وذلك لتنشيط الكادر الفتحاوي وتجسيد الجهود المبدعة لحياة أفضل بعد إنهاء الانقسام بوحدة وطنية، بعيدة كل البعد عن التعقيدات والفئوية، يجري توضيحها باستمرار والدفاع عنها بكل المعاني والمعايير الأخلاقية التي تربينا عليها فلسطينيا وفتحاويًّا. فالأخلاق الثورية الفتحاوية ليست فقط عرضًا ناريًّا لأهواء الاحتجاج والتحطيم، بل هي تحمل في ذاتها البديل الجديد وهو التطور الأسمى لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة، ويرتبط مدى عمق نمو هذا البديل بطابع التحولات السياسية والاقتصادية بشكل عام، والاجتماعية الاقتصادية مع بلد اللجوء لبنان، أخلاقيًّا ﻻ تنطفئ بعد هذه السنين المريرة من التجارب، ومن هنا نستطيع أن نسأل أنفسنا السؤال المحرج: هل استطاع العمل التنظيمي لحركة "فتح" أن يجتاز الصعاب ويقدم النجاحات المطلوبة حركيًّا وجماهيريًّا وسياسيًّا؟
1. على المستوى الحركي، هل استطاعت الأطر القيادية أن تلغي أو على الأقل تردم الهوة بينها وبين القاعدة العريضة من أبناء الفتح؟ وهل استطاعت القيادة إشراك الكادرات الشابة في القيادة؟، فإن كان الجواب نعم علينا تعزيز هذه الخطوات. وإن كان الجواب لا، فعلينا العمل لتحقيق ذلك.
2. على المستوى الجماهيري، هل أوجدت القيادة أخصائيين في علم النفس للتعامل والتفاعل مع جماهير شعبنا الفلسطيني في المخيمات والتجمعات؟ وكذلك على المستوى الفصائلي والحركات الإسلامية المعتدلة منها والمتشددة والشباب بشكل عام؟
3. على مستوى العلاقة الفلسطينية-اللبنانية، هل هناك نجاحات لتذليل الإجراءات الجائرة المتَّخذة بحق المخيمات الفلسطينية؟
ومن خلال هذه النجاحات- إن وجدت- نستطيع أن نُقيّم العمل التنظيمي خلال الفترة السابقة بمساءلة أعضاء قيادة الإقليم.
===========================
ثانيًا: ما هي الخطة المستقبلية لإقليم لبنان في المرحلة القادمة؟
يمكن تلخيص ذلك بعدة نقاط هي:
1. في البداية والأهم تتوقف الخطة القادمة على السيرة الذاتية للناجحين في المؤتمر المزمع عقده قريبا
2. دراسة اﻹخفاقات في الفترة السابقة والقيام بمعالجتها بالشكل الصحيح
3. تنمية الأعمال والعلاقات الإيجابية لكل الأطر في الفترة السابقة والانطلاق منها لتكملة البناء
4. الدراسة الوافرة لتقليص الهوّة بين الكادر الفتحاوي وقيادته، وكذلك العمل الجاد بين القيادة والجماهير في المخيمات
5. العمل على تنمية المشاعر الأخوية لتماسك حركة "فتح"، ولتنمية قدراتها التنظيمية والفكرية والثقافية لمجابهة العوائق
6. حركة "فتح" في الساحة اللبنانية قادرة على التجديد والنهوض بالتنظيم إلى المستوى المطلوب لتحقيق أمال شعبنا في المخيمات للإمساك والمحافظة على أمنها وحقوقها في العيش بكرامة .
7. حركة "فتح" في الساحة اللبنانية قادرة على قيادة فصائل "م.ت.ف" والتعامل مع المنظمات والحركات والأحزاب الوطنية والتقدمية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية من أجل كسر الجليد، ولرفع الحصار عن المخيّمات

مشاركة التدوينة :

مقابلات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :