رام الله 26-10-2017 وفا- حلت اليوم الخميس، الذكرى الثامنة والثمانين، لتنظيم أول مؤتمر نسائي عربي فلسطيني في مدينة القدس، وسط مشاركة فاعلة.
وعقد المؤتمر يوم 26 تشرين أول/أكتوبر 1929م، بحضور أكثر من 300 سيدة، وخرج بمجموعة من القرارات القوية، عبرت بصدق عما كان شعب فلسطين يتطلع إليه ويطلبه آنذاك.
وكانت
الأجواء السياسية الوطنية التي سادت فلسطين منذ بداية الاحتلال البريطاني
قد جعلت النشاط النسائي ذا طبيعة سياسية عامة فلم يعد مقصورا على الجوانب
الاجتماعية.
وانعقد
هذا المؤتمر بتزامن مع حراك نسوي فعال على الأرض، إذ آزرت النساء
الفلسطينيات الرجال في العمل الوطني النضالي، وشاركن في المظاهرات وتقديم
المساعدات وجمع الأموال للمجاهدين وقام بعضهن بنشاط سياسي في الخارج.
وقد
شهد عام 1929 بداية مشاركة المرأة الفلسطينية الفعلية المنظمة في العمل
السياسي إثر تصاعد أحداث ثورة البراق وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين، وقد
وقع على النساء عبء كبير بعد أن هدمت البيوت وتشردت الأسر وزج بالكثيرين في
السجون.
وفي
يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر1929 تشكلت لجنة من بعض قريبات العاملين في
الحقل السياسي وزعماء الحركة الوطنية في فلسطين وقررت الدعوة إلى مؤتمر
نسائي عام في 26/10/1929 للنظر في أمور الوطن.
وقد
عقد المؤتمر في منزل عوني عبد الهادي بالقدس بدعوة من زوجته، وحضرته
مجموعة من السيدات المثقفات من معظم مدن وقرى فلسطين زاد عددهن عن
ثلاثمائة، وترأست المؤتمر زوجة رئيس اللجنة التنفيذية العربية موسى كاظم
الحسيني.
وقد
اتخذ المؤتمر بالإجماع مجموعة قرارات برفض وعد بلفور والهجرة اليهودية،
وبتأييد إقامة حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي، وبقيام المرأة العربية
الفلسطينية بنهضة نسائية أسوة بالأقطار العربية المجاورة وبتنشيط التجارة
والصناعة الوطنيتين؛ لأنهما أفضل ضمان لثروة البلاد وأقوى دعامة لعمرانها
وبتعزيز الارتباط الاقتصادي مع سورية وغيرها من البلاد العربية.
وانتخب
المؤتمر من بين عضواته لجنة تنفيذية لمدة ستة أشهر تمثل المرأة الفلسطينية
وتتضامن مع الرجل في المطالب السياسية والمواقف الوطنية.
وعهد
إلى هذه اللجنة التنفيذية النسائية أن تتماشى جهودها مع جهود اللجنة
التنفيذية العربية في البلاد وأصبحت تسمى: اللجنة التنفيذية للسيدات
العربيات.
وبعد
انتهاء المؤتمر خرجت السيدات على الرغم من معارضة سلطة الانتداب في مظاهرة
احتجاج طافت شوارع القدس في ثمانين سيارة ومرت بدور قناصل الدول الأجنبية،
ولما وصلت إلى دار المندوب السامي البريطاني لورد تشانسيلور حملت إليه خمس
سيدات مذكرة بمطالب المؤتمر ومنها: إلغاء وعد بلفور الذي هو أساس الكوارث
وسبب إراقة الدماء، وتوقيف الهجرة اليهودية، وإلغاء قانون العقوبات
المشتركة ومعاملة السجناء العرب معاملة تماثل معاملة مسجوني اليهود
والإنفاق على العرب بمقدار ما ينفق على اليهود.
وقد
ألقت إحدى السيدات كلمة قالت فيها: هذا عمل تقوم به السيدات العربيات لأول
مرة في تاريخ فلسطين وهن الآن يضحين بكل شيء ليساعدن رجالهن في إنقاذ
الوطن من مصائبه وتخليصه من آلامه.
ولقد
دأبت اللجنة التنفيذية للسيدات العربيات بعد المؤتمر على العمل على مختلف
المجالات الوطنية، كتقديم المساعدات وجمع المعونات لأسر المجاهدين وضحايا
انتقال الأراضي وتقديم الاحتجاجات والمطالبة بالحقوق والقيام بالمظاهرات.
كما
أخذت تتصل بالكتل النسائية العربية والأجنبية لإثارة الاهتمام بالقضية
الفلسطينية وقد انتهت جهودها إلى عقد أول مؤتمر نسائي عربي في القاهرة لبحث
القضية الفلسطينية برئاسة هدى شعراوي عام 1938.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :