بدأت
اليوم الخميس، أعمال المؤتمر الدولي الرابع حول القدس في "باكو" عاصمة
أذربيجان، تحت عنوان "القدس والمجتمع الدولي: تقديم دعم سياسي واقتصادي"،
بالتنسيق المشترك بين الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي.
ويعقد المؤتمر الدولي
الرابع حول القدس بمشاركة ممثلين من منظمات دولية عدة، وحشد من المفكرين
والسياسيين والخبراء الفلسطينيين والدوليين.
وقد أجرى المراقب الدائم
لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور، وسفير دولة
فلسطين لدى أذربيجان ناصر عبد الكريم لقاءات واتصالات مكثفة مع الخبراء
وممثلي الدول المشاركة في المؤتمر، وتم وضعهم في صورة الانتهاكات
الإسرائيلية الخطيرة بحق شعبنا، وبخاصة في ظل استمرار الاستيطان والتصعيد
الخطير في مدينة القدس المحتلة.
واستعرض السفيران
الفلسطينيان التطورات الخطيرة في المدينة المقدسة في ظل منع ذهاب المصلين
المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك، ووضع بوابات إلكترونية لتفتيش
المواطنين، فيما يتم السماح للمستوطنين والمتطرفين اليهود بتدنيس هذا
المسجد وممارسة أعمال العربدة في باحاته تحت حماية وحراسة قوات الاحتلال.
من جانبه، جدد السفير
شاهين عبد اللايف في كلمته باسم أذربيجان خلال افتتاح المؤتمر، التأكيد على
دعم بلاده لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقدس.
بدوره، قال الأمين العام
المساعد لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي سمير بكر، إن
المنظمة ستواصل جهودها لحماية القدس والفلسطينيين.
واستعرض التحديات الخطيرة
التي تواجه مدينة القدس حاليا، وكذلك القضية الفلسطينية، مطالبا بوجود
موقف دولي حازم لضمان عدم استمرار العدوان الإسرائيلي.
وقال: إن منظمة التعاون
الاسلامي تؤكد التزامها ومواقفها الثابتة تجاه توفير الدعم المطلق للحقوق
الفلسطينية المشروعة، وهي تساند الجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل وشامل
لهذه القضية المركزية على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ
القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وأضاف: إن التحديات التي
يفرضها الاحتلال الإسرائيلي قد باتت تستدعي أكثر من أي وقت مضى تحرك
المجتمع الدولي بفاعلية وجدية تتلاءم مع خطورة التطورات، وحجم المسؤوليات
الملقاة على عاتقه، تجاه ضرورة تثبيت دعائم السلام والأمن والاستقرار في
المنطقة.
وطالب السفير بكر برفع الظلم التاريخي المتواصل الذي ما زال واقعا على الشعب الفلسطيني.
وتابع: إن منظمة التعاون
الاسلامي تؤكد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الاستيطان،
وإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس
الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين حسب قرار 194 وصولا إلى حل الدولتين السبيل
الوحيد لإقامة سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن المؤتمر يأتي في
وقت أمعنت إسرائيل كقوة احتلال في تصعيد خطير غير مسبوق في انتهاكاتها
والتي كانت آخرها وأخطرها إغلاق المسجد الاقصى وتركيب البوابات الالكترونية
لمحاولة تغيير الأمر الواقع.
وأردف السفير بكر: في هذا
السياق نحذر بشدة من استمرار هذه الممارسات الإسرائيلية الخطيرة والمرفوضة
بحق المقدسات في مدينة القدس المحتلة بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى
المبارك والاعتداء على المصلين في باحاته، وإغلاق بواباته ومحاولات سن
قوانين غير شرعية وفرض السيطرة الاسرائيلية عليه باعتبارها تمثل استفزازا
لمشاعر المسلمين.
وأكد أن مثل هذه
الاعتداءات تنذر بتوسيع دائرة الصراع إلى بعد ديني خطير له تداعيات وخيمة
على أمن واستقرار المنطقة برمتها، ما يستدعي تحركا دوليا مسؤولا لإلزام
إسرائيل بوقف هذه الاعتداءات وضمان عدم تكرارها.
وذكر بكر بأن إسرائيل
السلطة القائمة بالاحتلال تستمر في سياسة فرض وقائع جديدة على الأرض لتغيير
الطابع الديمغرافي لمدينة القدس المحتلة وطمس هويتها والاعتداء على
المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ومحاولة لعزلها عن محيطها الفلسطيني
منتهكة بذلك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ودعا بكر مجلس الأمن
الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرار مجلس الامن 2334 لإلزام إسرائيل
بوقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة.
أما مساعد الأمين العام
للأمم المتحدة للشؤون السياسية يروسلاف جينكا، فأكد أن خطة الأمم المتحدة
الخاصة بحل الدولتين هي السبيل الوحيد للسلام الدائم واستعادة حقوق الشعب
الفلسطيني.
وسبق أن كلف رئيس دولة
فلسطين محمود عباس وفدا فلسطينيا بالتوجه إلى العاصمة الأذرية باكو، اليوم
الخميس، لاطلاع أعضاء لجنة فلسطين التابعة للأمم المتحدة لحقوق الشعب
الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ولعقد اجتماع خاص، وفوري، وتوسيع
اجتماعاتها، لتشمل بحث ما يجري في مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى على
وجه الخصوص، من وضع خطير، والعمل على استصدار موقف من شأنه وقف جميع
الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية تجاه الأقصى، وإزالة البوابات
الالكترونية، واحترام الوضع التاريخي والقانوني، واحترام حرية العبادة، وحق
شعبنا، وجميع المسلمين في أنحاء العالم بممارسة حقهم في أداء الشعائر
الدينية فيه بحرية، كفلتها الشرائع الدولية
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :