بيروت 28-7-2017
كرم الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان، برعاية وحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، رئيس إتحاد المهندسين اللبنانيين ونقيب المهندسين اللبنانيين وعضو لجنة التراث في اليونيسكو جاد تابت إحتفاءً بدوره بإدراج مدينة الخليل القديمة والحرم الابراهيمي ضمن لائحة المواقع الأثرية العالمية.
وبرعاية سفارة دولة فلسطين في لبنان ممثلة بسعادة سفيرها أشرف دبور، كرّمت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" في لبنان في بيت المهندس – بئر حسن، مساء الخميس 27/7/2017 وكان النقيب "جاد تابت" قد لعب دوراً هاماً من خلال الدراسة المعمًقة التي قدمها للجنة الآثارات في "اليونسكو"والتي أثمرت إنتصاراً باهراً على الكيان الصهيوني.
حضر الحفل ممثل وزير الثقافة اللبناني انطوان شربل، الوزير السابق جورج قرم، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية محمد الحاج، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أيو العردات، منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، مدير عام الآثار سركيس خوري، عضو المجلس الثوري آمنة جبريل، ممثلون عن القوى الأمنية اللبنانية، ممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد من النقابات اللبنانية والفلسطينية.
وفي كلمة له اشاد رئيس إتحاد المهندسين الفلسطينيين فرع لبنان منعم عوض بمواقف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الداعمة لفلسطين والقدس، مثمناً الدور الذي قام به النقيب تابت بادراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي.
وتابع: نجتمع اليوم لتكريم اخ لنا بذل الجهد وسعى لسنوات لتكون مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي. لقد استطاع الاخ النقيب جاد تابت بصفته خبيرا دولياً وعضوا في هيئة التراث العالمي في اليونيسكو اجراء الاتصالات اللازمة لانه يعتبر ان هذا الامر انجازاً قومياً.
وأضاف عوض: لا بد من التنويه ان النقيب جاد تابت قدم محاضرة في الجامعة الامريكية في بيروت في ايار الفائت عن تاريخ مدينة الخليل واهميتها التراثية مؤكدا انهاجزء لا يتجرأ من التراث الانساني العام، لافتا الى قيام مجموعات من المثقفين الفلسطينيين في العام 2009 بحملة من اجل حماية تراث الخليل وسط المستوطنات المنتشرة كالسرطان في انحاء المدينة.
وتابع: بفضل الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة التي تنتهجها قيادتنا وفي المقدمة منها الاخ الرئيس ابومازن ومساندة ودعم اشقائنا امثال النقيب جاد تابتواصدقائنا في العالم صوتت اليونسكو على ادراج مدينة الخليل الفلسطينية على لائجة التراث العالمي، حيث نال القرار 12 صوتاً من اصل 15 وبذلك يكون القرار قد حظى على ثلثي الاصوات المطلوبة ليصبح نافذا من الهيئة على الرغم من الضغوطات التي مارستها اسرائيل وامريكا للضغط على بعض الدول اضافة للاكاذيب والتشويه وتزييف الحقائق من قبل المندوب الصهيوني في الجلسة.
وألقى النقيب جاد تابت كلمة قال فيها" انه لشرف لنا ان نستقبلكم في بيت المهندس هذا البيت الذي كان دائماً ولا يزال منارة مشرقة ينطلق منها المهندسون للاطلالة على هموم المجتمع وصرحاً اساسيا للدفاع عن القضايا الوطنية والقومية وعن قضية فلسطين بالذات بصفتها قضية سياسية واخلاقية كبرى من اجل الحق والحرية، قضية جوهرية تختصر بابعادها معنى القيم الانسانية في عالمنا اليوم."
واعتبر تابت ان التكريم هذا ليس له بل للجهود الدائمة التي بذلها المهندسون والمهندسات في لبنان من اجل دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال ولاستعادة حقوقه المشروعة في ارضه ووطنه.
وعدّد النقيب تابت النشاطات التي قامت بها النقابة اذ نظمت المؤتمر العلمي الأول لهيئة المعماريين العرب تحت عنوان القدس الان – المدينة والناس وتحديات مستمرة وذلك في العام 1999 في بيروت وكان من اهم الانشطة التي اشرف عليها ورعاها النقيب عاصم سلام الذي كان له الدور الكبير في ابراز دور القدس التاريخي والتراثي وفي مقارعة الاحتلال في المحافل الهندسية الدولية.
إضافة الى تنظيم النقابة لقاءً تضامنيا مع مدينة غزة اثناء حصارها في العام 2008 باشراف النقيب بلال العلايلي، وكانت صرخة مدوية انعكست في كل المنتديات العربية والدولية وكان لها الصدى العارم في وجه التعسف الاسرائيلي الغاشم .
وتابع النقيب تابت قائلاً: ويأتي اليوم تسجيل مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بصفتها ارثا فلسطينياً يتهدده الاحتلال ليؤكد ان للمقاومة والصمود اوجهاً متعددة بما في ذلك الدفاع عن التراث والذاكرة في وجه من يحاول محو الماضي وتشويه التاريخ خدمة لهوسه العنصري
وتحدث عن أهمية مدينة الخليل التاريخية والجغرافية والإقتصادية حيث انها ملتقى لعدة طرق تربط بين مصر وجنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، كما ادت دوراً مهما كمركز اقتصادي وثقافي ومركز للحج بالنسبة الى الاديان السماوية الثلاثة.
وعن الاهمية الدينية لمدينة الخليل قال: تشكلت المدينة القديمة حول الحرم الابراهيمي حيث دفن النبي ابراهيم برفقة زوجته ساره وابنائهما وسميت المدينة عند العرب نسبة الى نبي الله ابراهيم الخليل وعرفت المدينة عصرها الذهبي في العهد المملوكي فاشتهرت بازدهار العلوم الدينية واللغوية وتحولت الى مركز صوفي مميز وتطورت الزراعة والصناعة في محيطها واصبحت مركزاً للبريد بين دمشق والقاهرة.
وعن تاريخ المدينة قال: تعود جميع الحارات التي لا تزال قائمة في مدينة الخليل اليوم الى الفترة المملوكية ويمكن التأكيد من خلال قراءة كتابات الرحالة ودراسة عمر الابنية الى نسيج المدينة القديمة كما هو عليه الان باسواقه وحاراته وازقته قد حافظ على السمات الاساسية للمدينة المملوكية .
واستطرد النقيب تابت قائلاً: الاستمرارية التاريخية للنسيج المملوكي في مدينة الخليل ظاهرة فريدة في العالمين العربي والاسلامي اذ على الرغم من ان هذه المدينة القديمة لا يمكن مقارنتها بمدن مملوكية اخرى كالقاهرة او دمشق ان من حيث الحجم او من حيث الاهمية الا انها تمتاز عن تلك المدن بأنها حافظت على الشكل المديني الذي نشأ في عهد المماليك في الوقت الذي شهدت المدن الاخرى خلال الفترة العثمانية تحولات جذرية غيرت في معالمها وطابعها المديني. ويظهر ذلك بضورة خاصة في تشكيل الاحواش الخليلية التي تمثل نموذجا معماريا مميزاً نادرا ما يوجد في باقي المدن العربية والاسلامية تتنظم فيه الغرف على صورة تشكيلات عنقودية تتركب حسب نظام مميز يؤمن وصول النور والتهوئة لكل غرقة وتتفاعل لتشكل تركيبة متراصة ترتفع على ثلاث او اربع طبقات.
ثم تحدث عن الدور الذي قام به وعن كيفية إعداد ملف لتسجيل مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وعن الكمية الهائلة من المعلومات والملفات والخرائط والصورالتي ارسلها مجموعة من الفلسطينيين وقام بدراستها بدقة وإمعان وإعداد الصيغة النهائية للسلطات الفلسطينية في خريف 2015 كي يصار الى عرضه على هيئة التراث العالمي.
ولم يغفل النقيب تابت عن ذكر الإجراءات الإسرائيلية عن تهويد مدينة الخليل القديمة ومحو هويتها، وكيف تشكلت لجنة اعمار الخليل عام 1996 لمواجهة هذه الاجراءات والتي سمحت بإفشال مخططات سلطات الإحتلال الهادفة الى إفراغ المدينة من سكانها بغية الإستيلاء عليها.
وعدّد تابت عدة أسباب حول، ماذا يعني إدراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي لليونسكو، منها: ان قضية فلسطين لا علاقة لها بالتعصب الديني او العرقي أو القومي، بل لها أبعاد أخلاقية وسياسية وفكرية كبرى تخاطب ضمير الإنسانية.
وألقى السفير أشرف دبور كلمة جاء فيها:
لقاؤنا اليوم احتفاءً بأحد الانجازات العديدة التي تحققت خلال مسيرة نضالنا وهو قرار اليونسكو بالتأكيد على الهوية الفلسطينية للحرم الابراهيمي والمدينة القديمة لمدينة الخليل وادراجهما على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، القرار الذي افشل محاولات الاحتلال الاسرائيلي بخلق واقع احلالي صهيوني لمدينة الخليل.
نلتقي اليوم معاً وسوياً واحمل لكم تحيات ومحبة اهلنا في فلسطين، لنكرم الاخ المهندس جاد ثابت نقيب المهندسين اللبنانيين، ابن لبنان المحتضن لقضيتنا وشعبنا، والداعم لفلسطين في كافة المحافل الدولية، ولدروه المميز في تحقيق هذا الانجاز النابع من علمه ومعرفته وثقافته وتميزه والتزامه بعروبة فلسطين والتحضير الدقيق للوثائق التي ثبتت ما تم اقراره. وهنا اقدم شكري وتقديري الى سعادة السفير خليل كرم مندوب لبنان في اليونيسكو ومشاركته السابقه والفعالة باستصدار قرار باعتبار المسجد الاقصى من المقدسات الخاصة بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به والتأكيد على عدم شرعية اية قرارات اتخذتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشأن القدس القديمة ومحيطها وتأكيد الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية التي تربط القدس المحتلة بالمسلمين والمسيحيين.
واستطرد السفير دبور قائلاً: اليوم تحقق انجاز هام وكبير وضع خطاً احمراً لعاصمة دولتنا بمقدساتها الاسلامية والمسيحية لن يستطيع المحتل تجاوزه وهو مقدمة للعودة الطبيعية للوضع التاريخي والقانوني للمسجد الاقصى كاملاً غير منقوص كما كان عليه قبل العام 1967 ان تحقيق ذلك جاء نتيجة التناغم بين تضحيات وصمود شعبنا وموقف قيادتنا وثباتها بقراراتها الصلبة المرتكزة على الثوابت الفلسطينية بانجاز المشروع الوطني بالوصول الى اهدافنا بالحرية والاستقلال والعودة، ولتأخذ سلطات الاحتلال العنصرية العبر من بسالة وصمود شعبنا ولتتوقف عن سن القوانين والتشريعات وتطبيق الاجراءات التي تنتهك حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، ومحاولات تهويد المقدسات وطمس هويتها الاصلية والتغيير الممنهج للطابع التاريخي والديمغرافي لها في خرق لأبسط قواعد ومبادئ القانون الدولي والانساني والتصرف كدولة فوق القانون.
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :