من المتوقع أن يشهد الأسبوع الطالع حراكاً سياسياً فلسطينياً ناشطاً على خط
تلقف ومتابعة المعلومات الخطيرة التي كشفها المدير العام للأمن العام
اللواء عباس ابراهيم، أن الرأس المدبر للعمليات الارهابية التي جرى إحباطها
مؤخراً خالد السيد، موجود داخل مخيم عين الحلوة، وذلك لتجنب الوصول الى
أية تداعيات أمنية لهذا الأمر على المخيم وأهله ومحيطه، بحيث ينتظر أن تشكل
هذه القضية محور اهتمام ومتابعة فلسطينية على المستويين الرسمي والسياسي.
كلام اللواء ابراهيم قوبل في الأوساط الفلسطينية في المخيم بكثير من
الاهتمام كونه عبّر عن حرصه على المخيم وأهله بقدر حرصه على الأمن اللبناني
باعتبار الأول جزءاً من الثاني، لكنه قوبل أيضاً بكثير من المخاوف باعتبار
أن وجود مطلوب كالسيد في عين الحلوة، يشكل خطراً أمنياً جديداً على المخيم
الذي لم يشفَ بعد من جراحه التي تراكمت جراء الاشتباكات والأحداث الأمنية
المتلاحقة منذ نيسان الماضي.
بعض الأوساط الفلسطينية لمست في كلام اللواء ابراهيم مسؤولية عالية تجاه
المخيم وأهله وحرصاً كبيراً على العلاقة اللبنانية - الفلسطينية التي كان
له شخصياً - حين كان مديراً لمخابرات الجنوب ثم نائباً للمدير العام
للمخابرات ثم من موقعه الحالي كمدير عام للأمن العام- دور كبير وأساسي في
تعزيزها وتنقيتها من كثير من الشوائب والتراكمات التي كانت تثقلها. وتنطلق
هذه الاوساط في تقديرها لكلام اللواء ابراهيم عن أن «دخول الدولة الى عين
الحلوة يحتاج قراراً سياسياً» من كونه كلاماً منطقياً يأخذ في الاعتبار
واقع المخيم وموقعه وخطورة المرحلة ودقتها.
لكن البعض قرأ في كلام اللواء ابراهيم رسالة مزدوجة: الى أهل المخيم وقواه
السياسية على اختلافهم بأن نبههم على وجود مطلوب خطير بينهم وبالتالي عليهم
حماية مخيمهم بتوقيفه وتسليمه، والرسالة الثانية الى المطلوبين أنفسهم بأن
الأمن اللبناني على درجة عالية من التيقظ والاستنفار من أجل حماية البلد
منهم وذلك بقوله «إن يد الأمن اللبناني ستطال جميع المشاركين في هذه
العملية في وقت ليس ببعيد».
مصادر فلسطينية مطلعة اعتبرت أن كلام اللواء ابراهيم في المقابل أعطى
مؤشراً صعباً وخطيراً عن الوضع، كونه تحدث من منطلق مسؤول وبما يعرف عنه من
دعم للقضية الفلسطينية ولقضايا اللاجئين المحقة، وبالتالي فان القوى
والفصائل الفلسطينية مطالبة بعد هذا الكلام باستباق أي طلب رسمي لبناني لها
بتوقيف وتسليم المطلوب السيد بتحرك سريع على مسارين: فلسطيني على صعيد
المخيم من أجل ابلاغ السيد ومن يؤويه موقفاً حاسماً منها برفض وجوده في
المخيم، وفلسطيني – لبناني من أجل تأكيد موقفها الرافض والمدين للمخطط
الارهابي الذي تم إحباطه ولأية أعمال ارهابية تستهدف أمن لبنان واستقراره
ورفض أن يكون المخيم ملاذاً ومأوى لأي فرد أو حالة تهدد السلم اللبناني.
اما الارهابي المطلوب خالد السيد، فتشير المصادر الى أنه حتى الآن لا
معلومات وافية عنه أكثر من أنه في العقد الثالث من عمره ويعمل بائع حلوى
داخل المخيم وسبق وغادر الى سوريا أكثر من مرة، ويقيم في حي السميرية قرب
محلة المنشية في المخيم.
رأفت نعيم - موقع جريدة المستقبل
التعليقات الخاصة بالموضوع :
0 التعليقات :