<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

غورديني يزور «عين الحلوة»: حقّهم الأمان والخدمات

مشاركة التدوينة :
رأفت نعيم - موقع جريدة المستقبل
حرص المدير العام الجديد للأونروا في لبنان، الايطالي كلاوديو غورديني، على ان يضفي على زيارته الأولى لمخيم عين الحلوة قبيل تسلمه مهامه رسميا، الطابع الإنساني، لسببين: الأول ان غورديني آت من خلفية ومسيرة طويلة في هذا المجال كمدير سابق لمكتب منظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في ليبيا وسبق له وزار لبنان بهذه الصفة. أما السبب الثاني، فهو أن مخيم عين الحلوة يكاد يكون اكثر تجمع للاجئين الفلسطينيين تتقاطع فيه ببعدها الانساني ظروفهم الحياتية والاجتماعية والتربوية والصحية الصعبة وخاصة تلك الناجمة عن عدم استقرار الوضع الأمني فيه لما تفاقمه هذه الظروف من معاناة تفرض على الوكالة الدولية اهتماماً مضاعفاً بتلبية احتياجات أكثر من 90 ألف شخص بين لاجئ ونازح مقيمين في المخيم والتخفيف قدر الامكان مما ترتبه تلك الظروف من أعباء عليهم.
برنامج غورديني في عين الحلوة المكثف والحافل بالجولات واللقاءات، لم يمنعه من أن يجد بعض الوقت لمجالسة اطفال وتلامذة فلسطينيين والاصغاء مطولا اليهم والاستماع الى هواجسهم واستشراف احلامهم، وان يتشارك مع بعضهم مقاعد الدراسة في حصة خاصة بحقوق الانسان. الحق في العيش بأمان والحق في التعليم والحق في الصحة واحترام الرأي والرأي الآخر والحق في الاختيار. كلها عبارات سبق لغورديني ان سمعها بحكم اختصاصه وعمله السابق. لكن للمرة الأولى يكون لها وقع اكثر تأثيرا في نفسه كونها تنطلق من اطفال وتلامذة يفتقرون لكثير من هذه الحقوق. وهو وإن لم يستطع في لحظته هذه أن يضمنها لهم بانتظار تسلمه رسميا لمهامه ومباشرته للعمل على الأرض، فقد حرص على التجاوب مع طلبات بعضهم كتلبية رغبة احد الأطفال بتنظيم رحلة له ورفاقه خارج المخيم.
اما بالنسبة للجان الشعبية التي التقى ممثلين عنها، فلم يحمل غورديني في اطلالته الأولى على عين الحلوة أية وعود، كما أن اللجان الشعبية التي التقاها لم تحمّل الزيارة اكثر من طابعها الاستطلاعي، باعتبار ان غورديني أراد كخطوة أولى أن يعاين عن كثب أوضاع اللاجئين وفهم واقع المخيم وخصوصية تركيبته، بالاضافة الى الظروف التي تعمل فيها مؤسسات الوكالة خلال وبعد كل توتر امني يشهده المخيم.
وقائع الزيارة
رافق غورديني المدير العام الحالي للأونروا بالوكالة الفلسطيني حكم شهوان، ومدير منطقة صيدا ابراهيم الخطيب ومدير التعليم في منطقة صيدا محمود زيدان ومدير المخيم عبد الناصر السعدي. وقد تفقد غورديني برفقتهم عددا من مدارس وعيادات ومكاتب الوكالة. واستهل جولته بلقاء مع ممثلي اللجان الشعبية لفصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية في مدرسة السموع حيث استمع منهم الى مطالبهم من الوكالة الدولية. وبحث مع مدير التعليم محمود زيدان سبل تعويض ساعات الدراسة التي علقت قسرا ابان الأحداث الأمنية الأخيرة.
غورديني لفت الى انها الزيارة الأولى له الى المخيم للتعارف وانه جاهز للاستماع لكل المتطلبات، وان الأونروا ملتزمة ببذل كل جهد من اجل تأمين حقوق اللاجئين وتحسين الخدمات لهم، آملا ردا على سؤال، ان يكون الوضع الأمني في المخيم هادئا وبدون عنف او مشاكل. وقال: اللاجئون لهم الحق في أن يعيشوا بكرامة وأمان.
من جهته، لفت شهوان الى ان الأونروا اعلنت منذ اسبوعين عن حوالى 13 مشروعا ستنفذ خلال العام 2017 وانها ستدعم اية مشاريع اضافية للمخيمات الفلسطينية في لبنان. ومن المشاريع التي تحدث عنها: ترميم البيوت ودعم مشاريع صغيرة للشباب وكذلك مشاريع في مجال الصحة بعد ان تمت زيادة ميزانيتها هذا العام وتقرر تغطية جميع الحالات الاجتماعية وايضا حالات الولادة التي اصبحت تغطى بنسبة 100%. وجدد شهوان تخوفه من الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة آملا ان يكون هناك حلول لترتاح الناس في المخيم.
وبعد جولته في المخيم، التقى غورديني برفقة شهوان والخطيب، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود في مكتبه في ثكنة زغيب في صيدا، حيث جرى التعارف بينه وبين المدير الجديد للأونروا. وكانت مناسبة للبحث في الوضع الأمني في مخيمات الجنوب ولا سيما عين الحلوة وسبل تأمين انتظام خدمات الوكالة بشكل طبيعي.                        
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :