<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الخداع في زمن "فيسبوك" و"تويتر"

مشاركة التدوينة :
رام الله- رايــة:
ربى عوّاد-
لا تصدقوا كل ما يرد على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارة باتت تلي كل خبر أو قصة يتداولها "السوشلجية" وتلقى انتشاراً أكثر من المتوقع أو ربما أكبر من القصة بحد ذاتها.
تخيلوا معنا مفاجأة الشاب المقدسي، فادي قنبر، عندما انتشرت صورته على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها لمواقع إخبارية معتمدة، تحت عنوان مزلزل: "البطل منفذ عملية جبل المكبر" !!
وتخيلوا حجم القلق الذي رافق عائلة الشاب وهم يتلقون العزاء بولدهم قبل التحقق من صدقية الخبر !!
وتخيلوا ما شعر به فادي وهو ينكل به من قبل قوات الاحتلال خلال عملية اعتقاله التي لا يعرف لها سبباً !!
وفي الواقع، ان انخداع الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بصور او تقارير غير صحيحة قد تكرر من قبل، ولم يقتصر على الحالة الفلسطينية، فعلى سبيل المثال، سبق ان انتشرت صورة "الطفل الراقد بين قبري والديه" على مواقع التواصل، وقدمت على اساس ان الطفل سوري وفقد والديه اثناء الحرب في سوريا وانه اختار ان يرقد بين قبريهما، ثم اتضح ان مصورها السعودي، عبد العزيز العتيبي، التقطها لابن اخيه في مشهد درامي خيالي، وذلك حسبما اوضح في مقابلة مع بي بي سي العربية.
تكرار مثل هذه الحوادث، بات يثير الكثير من التساؤلات حول مصداقية ما يبث من معلومات وصور ومقاطع فيديو عبر "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، وعن اثرها على الملايين الذين يتابعون هذه المواقع.
فقد كشفت دراسة أمريكية أن نسبة المعلومات الخاطئة على تويتر تساوي 3 أضعاف المعلومات الصحيحة وهو ما دفع القائمين على "فيسبوك" إلى الإعلان بأنهم سيقومون بكشف  المعلومات الزائفة من خلال وضع علامة امام الأخبار غير الصحيحة، لتنبيه المستخدم قبل نشر هذه الأخبار أنها تحمل جزء من التضليل.
المهندس المعلوماتي فادي عمروش، حل ضيفاً على برنامج راديو تشات عبر أثير راية وكان لديه الكثير ليقوله حول هذا  الشأن، فبالنسبة له الشك في المعلومة هو الأهم " وعلى مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي أن يسأل مجموعة من الأسئلة قبل نشر اي معلومة مثل: هل الموضوع صحيح؟ هل هناك نقص أو تشويه في المعلومة؟ هل هناك تحيز في المعلومة؟ وهل صاحب هذه المعلومة موثوق؟"، مضيفاً أن من أساسيات التحقق من دقة الخبر وجود أكثر من مصدر له.

وللتحقق من دقة المعلومات، نبه عمروش زوار مواقع التواصل الاجتماعي إلى نوعين من التضليل المعلوماتي: الأول تضليل كامل بمعنى أن الخبر برمته خطأ، والثاني تضليل مجتزأ يعتمد الإضافة والحذف بدون توخي الدقة. أما المثال الأقرب بالنسبة لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي فلخصه عمروش بقوله "العديد من المواقع العربية تترجم الأخبار من مصادر أجنبية وتحرفها كما تريد".
وحدد ضيف الراديو تشات مجموعة من المعايير التي قد تمكن "السوشلجية" من تحري دقة المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي منها: "عدد المتابعين الذي يتناسب طردياً مع دقة المعلومة، إضافة إلى إمكانية التأكد من مصداقية الخبر عبر تعليقات الأصدقاء.
وأضاف عمروش "على المستخدم أن يتأكد من ثلاثة أمور وهي هل الحساب قديم أو جديد، هل صورة الحساب قديمة أو حديثة، هل الحساب لشخص معروف أو هو شخص وهمي ".
وحول صحة الصورة ومدى ارتباطها بالخبر أو القصة، قال عمروش " يوجد بعض المواقع التي نرفق لها رابط الصور، وتمكننا من معرفة أول ورود للصورة، وتاريخها ومصدرها والمواقع التي استخدمتها من قبل، كموقع (Google Image ) و (Tineye)".
ويبدو أن الاهتمام المتزايد من قبل "السوشلجية" سواء أكانوا متابعين أو حتى صحفيين، قد دفعهم لإنشاء صفحات متخصصة بتحري صحة المعلومات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي رصدنا منها "صحح خبرك"، "تأكد" وصفحة "تحقق" الفلسطينية المنشأ.
مشاركة التدوينة :

اجتماعي

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :