<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الدراسة على خط النار

مشاركة التدوينة :
نابلس 28-12-2016  بسام أبو الرب
يحاول أحد المعلمين الثلاثة في مدرسة خربة طانا الأساسية، السيطرة على الطلبة وتنبيهم بعدم الابتعاد عن موقع الغرف الصفية، بعد رؤيته لقوات الاحتلال على قمم أحد الجبال المحيطة بالخربة، التي تقع قرب بلدة بيت فوريك شرقي مدينة نابلس.
المدرسة التي تمت إعادة بنائها من صفائح "الزينكو"، بدعم من الاتحاد الأوروبي، معرضة للهدم بعد قيام قوات الاحتلال بتصويرها وعدة منشآت أخرى فور الانتهاء منها أواخر تشرين الثاني.
ويحاول الطلبلة الاستمتاع بشمس أواخر أيام كانون الأول، خلال فسحتهم الأولى في أول يوم دراسي استثنائي لهم، غير آبهين لما يدور حولهم أو حتى الانتباه لما قد تخلفه أقدامهم، التي حطت على طريق موحلة.
مدرسة خربة طانا التي تقدم خدماتها لأكثر من 25 طالبا، هدمتها قوات الاحتلال سبع مرات منذ العام 2005، وكان آخرها بداية آذار الماضي ضمن سياسة الهدم التي استهدفت الخربة أربع مرات، وطالت عشرات المنشآت خلال العام 2016.
حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم العالي، فإن قوات الاحتلال هدمت ثلاث مدارس خلال العام الجاري، حيث هدمت الجرافات مدرسة مجمع أبو نوار بمحافظة الخليل مرتين، وجرت مصادرة الخيام منها في المرة الثالثة، فيما استهدفت جرافات الاحتلال مدرسة خربة طانا للمرة السابعة منذ العام 2005.
وبينت الوزارة أن قوات الاحتلال سلمت أوامر بالهدم لأربع مدراس، ثلاثة منها في محافظة القدس، والأخرى في محافظة الخليل، فيما سلمت اخطارا لوقف البناء في مدرسة "جوين" بمحافظة الخليل.
خلال جولة نظمها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وزارة الإعلام وبلدية بيت فوريك، شق عدد من الصحفيين طريقهم نحو خربة طانا التي يقطنها ما يقارب 250 مواطنا، يعتمدون بشكل كامل على تربية الماشية وبشكل جزئي على الزراعة، لرصد حياتهم اليومية والاطّلاع على معاناة الطلبة بعد أن هدمت قوات الاحتلال مدرستهم، ما دفع الطلبة لاتخاذ مسجد الخربة كمكان مؤقت للدراسة قبل الانتقال الى بلدة بيت فوريك.
يقول أحد العاملين مع المؤسسات الدولية فادي العاروري، إن الهدف من الزيارة هو تسليط الضوء على واقع خربة طانا، وإثبات وجود الفلسطينيين فيها، وإن لديهم مدرسة وليس كما تتذرع سلطات الاحتلال، بأنها مناطق خالية من الفلسطينيين.
ويؤكد أن قوات الاحتلال هدمت مدرسة الخربة سبع مرات منذ العام 2005، فيما جرى استهداف الخربة أربع مرات خلال العام 2016، وهدمت ما يقارب 150 منشأة، وبلغ عدد المتضررين منها 214 مواطنا.
الشواهد على ما تم هدمه من غرف صفية للمدرسة ما زالت قائمة، ويمكن ملاحظة ذلك من الآثار التي خلفتها جرافات الاحتلال، منذ المحاولة الأولى لبناء المدرسة قبل أكثر من 10 سنوات، وحتى اليوم.
ويؤكد عضو مجلس بلدي بيت فوريك أسامة خطاطبة، أن خربة طانا التابعة لأراضي بيت فوريك، تحاصرها مستوطنتا " ايتمار" و"مخورا"، إضافة الى معسكر لقوات الاحتلال التي تقوم بتدريبات عسكرية بين فترة وأخرى، وتطرد سكانها وترحلهم بحجة أنها مناطق عسكرية.
يذكر أن خربة طانا تعاني من شح في الخدمات من المياه والكهرباء، ويعتمد سكانها على الخلايا الشمسية لتوفير الكهرباء، وذلك بسبب ساسية الاحتلال وذرائعه بأنها مناطق عسكرية ومناطق مصنفة "ج"، ولا يحق للفلسطينيين العمل أو البناء فيها.

ويذكر أيضا أنبناء المدرسة بتمويل من قبل مكتب المساعدات الانسانية والحماية المدنية التابع للمفوضية الأوروبية، وبتنفيذ GVC الإيطالية.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :