<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

طفلة لاجئة وجدّتُها.. شهيدتا التقصير

مشاركة التدوينة :
عمر ابراهيم

فجّر مقتل الطفلة اسراء اسماعيل (5 سنوات) وجدّتُها وداد (50 عاما) دهساً على اوتوستراد المنية ـ العبدة الدولي، وعدم معالجتهما في المستشفى بسبب تقليص «الأونروا» لنفقاتها المالية، غضب ابناء مخيمي البداوي والبارد على الوكالة، فخرجوا إلى الشوارع وقطعوا الطرق في مشهد اشبه بالانتفاضة، مهددين بالتصعيد وصولاً إلى استعادة حقوقهم الاستشفائية التي «سلبت» منهم منذ عام.
أمس، رقدت اسراء شهيدة بين احضان والدتها التي ذرفت الدموع على وحيدتها وعلى والدتها التي قضت معها خلال عودتهما الى منزلهما المؤقت داخل البراكسات في مخيم البارد. فقد داهمتهما سيارة مسرعة وقذفتهما على قارعة الطريق من دون أن يرف للسائق اي جفن على الطفلة ويعمل على إنقاذها، فهرب الى مكان مجهول، تاركاً اسراء وجدتها تنزفان قبل ان يعمل المارة على نقل الطفلة الى مستشفى الخير في المنية، ونقل جدتها الى مستشفى الحكومي في طرابلس.
قصة إسراء وجدتها لم تنته فصولاً، بقيت الطفلة تصارع الموت نحو ثلاث ساعات في المستشفى في انتظار تأمين مستشفى تخصصي لها لإنقاذ حياتها، فشلت كل الاتصالات مع وكالة «الاونروا» في تأمين مستشفى بديل، نظرا لفض الوكالة قبل عام كل العقود مع مستشفيات الدرجة الاولى تحت ذريعة عدم وجود أموال كافية لتغطية النفقات.
خبر وجود اسراء في المستشفى بين الحياة والموت ألهب مشاعر ابناء مخيمي البداوي والبارد الذين خرجوا الى الشوارع وأحرقوا الإطارات المطاطية، في محاولة يائسة منهم للضغط على الوكالة لتأمين مستشفى بديل وإنقاذ حياتها، قبل أن يأتيهم الخبر اليقين بان اسراء ارتقت شهيدة، وأن جدتها التي تعتني بها مع والدتها ابت مفارقتها ولحقت بها لتكون الى جانبها.
شيّعت الطفلة وجدتها عصر أمس وسط غضب شديد وحزن افقد الوالدة قدرتها على المشي وعلى الكلام، وهي التي خسرت بسبب سياسة التقصير الممنهج التي تعتمدها «الاونروا» والدول المانحة وحيدتها التي كانت نذرت حياتها لتربيتها بعد هجر زوجها لها وتركها في منزل والدتها.
شكّل وفاة الطفلة وجدتها محطة مفصلية لأبناء المخيمين الذين لم يتركوا مناسبة من دون تنظيم تحركات احتجاجية على تقليص الوكالة لخدماتها، حيث شكلت التحركات التي نظّموها ليلاً وتواصلت امس مع الإضراب العام ونصب الخيم في البارد، بداية انتفاضة يراد لها ان تضع حداً لمعاناتهم، وذلك بحسب ما اكدت كل التصريحات والبيانات والكلمات التي القيت خلال الاعتصامات المتواصلة على مدار اليومين الماضيين.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :