<عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

دلالات كلمة الرئيس في افتتاح مؤتمر فتح السابع

مشاركة التدوينة :
حديث القدس
ركز الرئيس محمود عباس في كلمته الافتتاحية لأعمال مؤتمر حركة فتح السابع على ثلاث نقاط هامة تستوجب من الجميع الوقوف عندها نظرا لمضامينها وأبعادها ليس فقط على فتح بل أيضأ على القضية الفلسطينية.
فقد قال الرئيس إن هذا المؤتمر هو مؤتمر القرار الوطني المستقل، مؤتمر البناء والتحرير، مؤتمر الاستنهاض والوحدة الوطنية، وهذه الأمور كما أشرنا لها دلالاتها.
فالقرار الوطني المستقل لا خلاف عليه، فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في ١/١/١٩٦٥م، وهذا الشعار يتم رفعه وممارسته. فعندما انطلقت حركة فتح لم تأخذ إذنا من أي بلد عربي أو أجنبي بل انطلقت من دوافع وطنية تحررية، وعجل في انطلاقتها الوضع العربي والإسلامي العاجز عن استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وهذا يعني أن قرار الحركة ومن بعد قرار الثورة هو قرار مستقل رغم محاولات التدخل من هذا القطر العربي أو وذاك، إلا انه بقي بقيادة فتح ومعها كافة فصائل العمل الوطني مستقلا، خاصة وان الثورة الفلسطينية رفعت شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية.
غير أن هذا الشعار لا يعني عدم التشاور مع العديد من الأقطار العربية خاصة الأقطار التي كان يطلق عليها دول المواجهة، أي الدول المحيطة بفلسطين، بل على العكس من ذلك فان قادة الثورة الفلسطينية كانوا دائما يتشاورون مع هذه الدول بهدف تسهيل عمل الثورة بما لا يمس وحدة أراصي هذه الدول.
فتأكيد الرئيس على القرار الوطني المستقل هو في مكانه ولا يمكن لأحد الاعتراض عليه خاصة وان هناك محاولات من أطراف إقليمية وعالمية لاحتواء هذا القرار او على اقل تقدير المس به من خلال الضغوط الممارسة على هذا التنظيم او ذاك.
أمأ قول الرئيس إن هذا المؤتمر هو مؤتمر البناء والتحرير فهذا يتطلب من فتح بالتعاون مع بقية الفصائل الوطنية والإسلامية مواصلة البناء داخل المجتمع الفلسطيني سواء على الصعيد المادي من بنية تحتية واقتصادية او على صعيد البناء الثقافي والمعنوي لدى أبناء شعبنا في مواجهة السياسات الاحتلالية في التهويد والأسرلة وتغيير المعالم التاريخية والجغرافية لبلادنا وخاصة للقدس الشرقية عاصمة دولتنا المستقلة والآتية لا محالة.
وبالنسبة للتحرير فهذا يعني تحرير الأرض والإنسان معا فهما مترابطان ولا يمكنهما الانفصال خاصة وان الأخطر من الهزيمة العسكرية هو الهزيمة الثقافية، فتحرير الإنسان ضروري مثله مثل تحرير الأرض.
وقول الرئيس إن هذا المؤتمر هو مؤتمر الاستنهاض والوحدة الوطنية فهو يعني استنهاض حركة فتح ونفض الغبار عنها وإزالة حالة الترهل التي اعترتها في الآونة الأخيرة، فاستنهاض فتح هو استنهاض لكل فصائل وقوى العمل الوطني والإسلامي. فبقوة فتح تقوى بقية الفصائل وبضعفها تضعف هذه الفصائل.
أما بالنسبة للوحدة الوطنية فهي هامة وضرورية، لأنه بدون وحدة الصف الوطني لا يمكن التصدي للسياسات الإسرائيلية الرامية إلى تصفية قضية شعبنا مستغلة بذلك حالة الانقسام الأسود الذي تعيشه الساحة الفلسطينية وكذلك الأوضاع العربية والإقليمية والدولية.
فالوحدة هي قوة، والقوة هي التي يمكنها هزيمة جميع المشاريع والمؤامرات والتحديات التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية.
إن جميع هذه القضايا وغيرها التي طرحها الرئيس في كلمته الافتتاحية تحتاج إلى خطوات عملية من خلال وضع استراتيجية عمل وخطة طريق لتحقيقها وهذا ما هو مطلوب من مؤتمر فتح الذي نتمنى له النجاح في تحقيق أهدافه، ووضع البرامج التي تعيد للساحة الفلسطينية وحدتها وقوتها ومنعتها.

إن شعبنا بانتظار الكثير الكثير من حركته الفتحاوية، فهو يستحق بل من واجب فتح الاستجابة لجميع مطالبه الوطنية والوحدوية والنضالية خاصة وأن مخزونه النضالي لم ولن ينضب رغم كل التضحيات.
مشاركة التدوينة :

مقالات

التعليقات الخاصة بالموضوع :

0 التعليقات :